أثارت فتوي د. محمود شعبان التي احلت قتل اعضاء جبهة الإنقاذ ردود فعل كثيرة.. سواء من التيار الليبرالي أو من جماعة الإخوان أو من مجمع البحوث الإسلامية. الليبراليون اعتبروا الفتوي بإهدار دم المعارضين اهدارا أيضا لدم الإخوان. والمجمع ادان الفتوي بشدة. والإخوان استنكروها في بيان رسمي ومن خلال تصريحات لقادتها. كل هذا جميل وطبيعي جداً.. لكن في رأيي انه لا يكفي أبداً الاستنكار أو الشجب أو التنديد في فتوي شاذة لا سند شرعيا ولا قانونياً لها. إلي متي سنظل تصدمنا من الحين للآخر فتاوي مريضة تروج لأفكار أكثر مرضاً وشذوذاً.. مرة ارضاع الكبير.. ومرة التدخين الذي لا يبطل الصوم. ومرة اباحة سحل المعارضين. وأخيراً إهدار دمهم.. ثم لا نجد إلا الاستنكار؟؟ ربما يكون الاجراء الصحيح أو الأقرب للصحة هو ما سيتم اليوم - إذا تم - بالتحقيق مع صاحب هذه الفتوي أمام النيابة بناء علي بلاغ أحد المحامين.. وكنت اتمني ان يكون البلاغ من الاخوان انفسهم.. لأن مصطلحات الاستنكار والشجب والتنديد إذا قبلت من خبراء أو من متخصصين فإنها لا تقبل ابداً ممن هم في سدة الحكم.. ياسادة.. الحكام لا يستنكرون ولا يشجبون ولا ينددون بل يتخذون اجراءات قانونية ضد من تجاسر وانفلت عياره وأصدر "فتوي خومينية" تهدر دم المعارضين. انها فتوي في منتهي الخطورة من حيث المضمون والتوقيت.. المضمون لأنها تبيح القتل بلا سند شرعي أو قانوني. والتوقيت لأن شكري بلعيد المعارض التونسي الكبير اغتيل بعد صدور فتوي مشابهة.. وهنا مكمن الخطر. إن لي تحفظات علي ما جاء في بيان جماعة الإخوان وعلي لسان بعض قياداتها مع كامل ثقتي في حسن نواياهم.. وأوجز تحفظاتي في الآتي: - أولا.. البيان رغم استنكاره للفتوي.. إلا أنه ربط بين المعارضين الذين اهدر د. شعبان دمهم وبين إدانته للعنف.. حيث "جدل" كل هذا في "ضفيرة" واحدة مطالباً "الجميع" بأن يتقوا الله في الأرواح والدماء والأعراض.. وكأنه يتهم المعارضين بارتكاب أعمال العنف وقتل الأرواح وإراقة الدماء وانتهاك الأعراض. - ثانيا وصف د. أمير بسام القيادي الإخواني الفتوي بالأفكار الشاذة التي تثير البلبلة والفتن وهذا شيء طيب.. لكنه هو الآخر ربط بذات الرباط بين المعارضين ومرتكبي العنف حين قال: "لايجوز مقابلة العنف بالعنف".. وكأن العنف المستشري بالشارع والمرفوض من الكافة من صناعة المعارضة. - ثالثا: طالب د. أمير أيضا الجميع بألا يعيروا اهتماماً لمثل هذه الفتاوي وأن يعتبروها كأن لم تكن.. وهو طلب غريب ومرفوض ولا يجب ان يصدر من قيادة إخوانية المفروض ان جماعته تحكم.. فهل تريدنا ان ننتظر حتي نجد أحد قادة المعارضة مقتولا علي طريقة فرج فودة أو شكري بلعيد..؟؟ لا ياسيدي.. الأمر جد خطير ولا يمكن اعتبار الفتوي كأن لم تكن وإلا كانت النتائج كارثية وبحق. - رابعاً.. علي عبدالفتاح القيادي الإخواني قال كلاما نصفه مقبول والنصف الآخر غير مقبول بالمرة.. حيث أكد أنه لا يجوز الاجتهاد الفردي في إصدار فتاوي تبيح القتل.. وهذا صحيح بوجه عام. ثم قال إنه يجب ان تصدر مثل هذه الفتاوي عن مجمع البحوث الإسلامية أو الهيئات الدينية المعنية بأمور الفتوي وفي فتوي مجمعة وليست فردية. واقول له: ولا حتي مجمع البحوث. ولا حتي الأزهر الشريف نفسه. ولا دار الافتاء أو أي جهة علي ظهر الأرض نرضي منها فتوي تبيح دم الناس. هذه مجرد تحفظات شخصية.. حركها بداخلي شذوذ الفتوي وكارثية النتائج المترتبة عليها وفتور وتورية بعض التعبيرات. لذا.. اطالب بسرعة محاسبة ومحاكمة صاحب الفتوي الخومينية.. حتي لا تجدوها ذات يوم وقد اصبحت واقعاً مأساوياً.. وأرجو الا اسمع احدا يردد النغمة التي مللنا منها بأن الفتوي تعبر عن رأي صاحبها.. وإلا أصبح لدينا 90 مليون مفتي. مطلوب محاسبة ومحاكمة محمود شعبان علي جريمتين محددتين: الأولي.. الافتاء بإهدار دم المعارضين والتحريض علي قتلهم. والثانية.. انتحاله صفة "مفتي" في حين انه فقط استاذ بقسم الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر ومتخصص في بلاغة القرآن. لا دخل لي بمن يتقدم ببلاغات.. قناعتي أن المحاسبة والمحاكمة مسئولية رئيس دولة ورئيس حكومة ونائب عام. أرجو أن يكون التحرك سريعاً.. قبل أن نندم. ** مونديال الطبيخ * انتهي الأربعاء الماضي المعرض الدولي للمطاعم والفنادق والأغذية "سيرا" بمدينة ليون.. وهو بمثابة مونديال للطبيخ حيث تنافس فيه أكثر من ألفي عارض و12 ألف طباخ من 130 دولة لمدة خمسة أيام. للأسف.. لم يكن لنا وجود في هذا المونديال.. خسارة أن يتنافس الطباخون علي إعداد وجبات هايفة مثل لحم البقر الأيرلندي وسمك الترس ولا نشارك نحن بوجباتنا الشهيرة. لو كان بينهم طباخ مصري معتبر لاكتسح المونديال.. فلدينا حريفة في "القرع" ورواد في "الكوسة".. لكن المسابقة مافيهاش لا قرع ولا كوسة.. كما هو عندنا. عزاؤنا أن العيب ليس فينا.. ولكن في المسابقات العالمية.. التي لا تقدر عبقريتنا.