صدور "8" أحكام قضائية من القضاء الإداري بهدم "8" فيلات ذات طابع معماري تراثي مميز اثنان منهما بحي وسط و"6" بحي شرق.. هل يؤثر علي الطابع المعماري المميز للإسكندرية؟ أماكن وعناوين الفيلات التي حصل أصحابها علي الحكم القضائي اشبه بالاسرار العسكرية ولولا قيام صاحب فيلا كفر عبده بالاسراع بنزع الشبابيك والأبواب ما تم كشف شروعه في الهدم.. في حين ان "خ.ر" مالك إحدي الفيلات الذي حصل علي حكم قضائي ايضاً بهدم فيلته بمنطقة أبو النواتير بسيدي جابر والتي اشتراها عام 2006 فقد جاء في حيثيات الحكم أن الفيلا لا تتمتع بأي طراز معماري متميز ولا تعد من المباني المرتبطة بشخصية تاريخية أو التاريخ القومي ولا تمثل حقبة تاريخية معينة من التي نص عليها القانون رقم 44 لسنة 2006 الخاص بتنظيم هدم المباني والمنشآت غير الآيلة للسقوط والحفاظ علي التراث المعماري. تقول الناشطة السياسية "مني الشيخ" وعضو ائتلاف "انقذوا الإسكندرية": فوجئنا بالفنان السكندري عبدالله داوستاشي يلتقط صوراً حديثة للاستعداد لهدم فيلا القنصلية الالمانية السابقة بكفر عبده ونزع النوافذ الخشبية بالرغم من ان الفيلا مدرجة برقم 1442 بقائمة التراث المعماري وقد قررنا الدفاع عنها وهي التي يطلق عليها "فيلا اللمبي" لكونها تقع امام حديقة تحمل نفس الاسم. اضافت: نحاول معرفة أماكن الفيلا الثمانية التي صدر قرار بهدمها دون جدوي وهذه هي الفيلا الوحيدة التي علمنا بأمرها.. كما اننا لم نعلم بالدعاوي القضائية وإلا كنا قد تصدينا لها. تابعت قائلة: مسلسل هدم شكل الإسكندرية المعماري المميز يتم بترتيب ممنهج فبعد هدم فيلا "أجيوم" بمحرم بك والمسجلة علي مستوي العالم كندرة الاعمال المعمارية المقامة بها جاء الدور علي فيلا "شكوريل" بشارع أبوقير والذي يطالب احفاده بملكيتها وهي ايضاً ضمن "7" فيلات علي مستوي العالم بهذا التصميم المميز وسبق وان أصدر رئيس الوزراء السابق كمال الجنزوري قراراً بايقاف أي أعمال هدم بها لنفاجأ الآن بأعمال نزع للأبواب والشبابيك كأن البلد قد خلت من القانون.. فلمن نلجأ للحفاظ علي الإسكندرية التي تحولت إلي غابة اسمنتية. أما الدكتورة "دينا فرج" المهندسة المعمارية بكلية الهندسة فقد كشفت عن حقائق مذهلة حيث أكدت علي أن المحافظة لم ترسل أي أحد من مفوضي الدولة للدفاع في قضايا هدم الفيلات التراثية ليصبح "المدعي" بمفرده يصول ويجول بقاعة المحكمة وللأسف نسعي للوصول لمحافظ الإسكندرية دون جدوي حتي الآن لكي يقوم بالنقض علي الحكم واستئنافه لأنه الجهة الوحيدة المنوط بها ذلك. أضافت أنها عضو بالامانة الفنية المشكلة منذ ما يقرب من أربع سنوات للحفاظ علي التراث.. وان فيلا "اللمبي" قد قام صاحبها "أحمد الدواني" من قبل بتقديم تظلم لرفعها من قائمة التراث وقامت بالفعل لجنة التظلمات من وزارة الثقافة بمدارسة التظلم ورفضه.. فقام برفع دعوي قضائية ضد رئيس الوزراء والمحافظ وغيرهما لاخراج الفيلا من الملف التراثي.. ولأن المحافظة تقاعست وتركت دورها في حماية حقوق ابناء الإسكندرية فقد كان الحكم باخراج الفيلا من الملف التراثي وليس قراراً بالهدم وهو ما نحاول التصدي له. اوضحت: علمنا ان الفيلا كانت مؤجرة للقنصلية الالمانية ومن بعدها معهد تكنولوجيا المعلومات ثم لشركة حاويات وان عقد ايجارها قد وصل ل 50 ألف جنيه شهرياً.. كما علمنا ايضاً اثناء وقفتنا الاحتجاجية ان أرض الفيلا ستباع ب "50 مليون جنيه". قالت ان الكثيرين لا يعلمون الفارق بين الفيلا الاثرية والتراث المعماري فنحن غير متخصصين في الاثار ولكننا متخصصون في التراث والمنطقة التي تقع فيها "فيلا اللمبي" لها طابع مميز ومبنية علي مساحة 60% والباقي حديثة وهذا طابع لكافة المنطقة.. ودور اللجنة الفنية للحفاظ علي التراث في الشوارع ايضاً والمناطق بأكملها هو الحفاظ علي الطابع المعماري للإسكندرية. الدكتور "طارق القيعي" رئيس المجلس الشعبي لمحافظة الإسكندرية السابق وعميد كلية الزراعة السابق قال: تم هدم ما يقرب من "30" فيلا بكفر عبده بخلاف ما تم هدمه بمنطقة لوران والكارثة في العمارات ذات الطابع المعماري القديم بشارع أبوقير بمنطقة سيدي جابر أو سبورتنج حيث يتم اخلاؤه الآن لهدمها لتظهر محلها أبراجاً خرسانية يحدث الآن تخطيط ممنهج لتدمير فيلات الإسكندرية. وأوضح ان الفيلات تهدم ليحل محلها عقار من "18" طابقاً دون النظر عما إذا كانت المنطقة تستوعب ذلك أم لا أو شبكات الصرف الصحي أو الكهرباء أو المياه فنحن أمام كارثة. تساءل القيعي: لماذا لا تطبق المحافظة اشتراطاتها للحفاظ علي التراث التي تم وضعها منذ سنوات؟ وأين دورها للحفاظ علي الطابع المعماري للمحافظة السياحية؟ حتي الشوارع العريقة مثل صلاح سالم يتم هدم عقاراتها ولماذا لا يقوم المحافظ بتفعيل الادارة القانونية للدفاع عن الإسكندرية أمام القضاء الإداري. والسؤال الغريب هو من يملك "الملايين" لشراء الفيلات المعمارية القديمة وملايين البناء وملايين شراء الوحدات السكنية في ظل حالة تردي الوضع الاقتصادي بمصر. الجدير بالذكر ان "المساء" قد توجهت لمقر فيلا "اللمبي" بكفر عبده لمحاولة الالتقاء بمالكها إلا أنه لم يكن متواجداً ورفض حارس الفيلا الارشاد عن مكان تواجده.. والاغرب ان الأبواب والشبابيك التي تم نزعها عادت من جديد للفيلا في أعقاب التظاهر امامها.