اتسمت أغلب ابحاث محوري المؤسسة الثقافية ودورها في التحولات. والمثقفون من التهميش إلي الفعل. بتوصيفها المباشر والواضح للخلل الذي تعانيه مؤسسات وزارة الثقافة. وكذلك توصيفها لتجليات تهميش المثقفين علي حساب الاهتمام الإعلامي الفضائي بالشخصيات الجدلية التي تجذب أكبر قدر من المشاهدين. حمل بحث د. زين عبدالهادي "دور وزارة الثقافة في عالم متغير" العديد من الاسئلة من بينها: ما علاقة وزارة الثقافة بالمواطن؟ ما هو الجهاز الاداري لوزارة الثقافة؟ ما هي مسئولياتها؟ وقال إن الامر أكبر واخطر مما نتصور. ليس هناك هيكل واضح. وهذا الهيكل متضخم بشكل هائل. وهناك هيئات داخل الوزارة أكبر من الوزارة نفسها. كما أن العاملين لا يعرفون حقوقهم ولا واجباتهم. وتوصيف وظيفي لا يوجد له مثيل في العالم. ناهيك عن الأجور والمرتبات التي لا تسمن ولا تغني من جوع. والاكثر أن المثقفين أحيانا ليس لديهم دليل واضح يحدد العلاقة بينهم وبين الوزارة. وتساءل كذلك هل يمكن أن تقدم ثقافة للعالم ولديك موظفون أميون في الوزارة. هل لديك خدمات حقيقية تقدمها ويشعر بها الشعب. تحت عنوان "الرقمية دعما للمؤسسات الثقافية: جاء بحث السيد نجم الذي طالب فيه الدولة بأن تسهم في بث روح الديمقراطية وتقليص الفجوة الرقمية بين مختلف الشرائح والجهات والمناطق. وتوفير الآليات المجتمعية للتقنية الجديدة. واستحداث المؤسسات الحاضنة. ثم القيام باصلاحات دستورية وتشريعية تضمن الوصول إلي السلطة بانتخابات نزيهة وبنخب تحظي بثقة الغالبية. وخلق حوافز للابتكار والابداع فضلا عن ضرورة الاصلاحات المجتمعية والاقتصادية. وان يجد المثقف ادوات وطرق عمله حتي يغدو عنصرا فاعلا في الحياة العامة والفضاءات الافتراضية ويحسن اداء العمل العام والسياسي. ويحفزه علي الانخراط في النقاشات الحيوية التي تمت بصلة إلي تنمية المجتمع ومجالات إنتاج المعرفة ومرتكزاتها. الشاعر محمود الازهري فضل أن يكون بحثه بمثابة شهادة يرصد من خلالها العديد من سلبيات المؤسسة الثقافية. وطالب بأن تصحح العوار الذي يسكن جوائز الدولة الكبري والصغري. وهو عوار لا يخفي علي أحد. هناك مجاملة وغش وتزوير وتصدير من لا يستحق وحجب من يستحق ومراعاة ظروف خارجة عن الابداع كالمرض والسن وتبادل المصالح والقرب المكاني والأنس والاحساس المفرط بالجمال ومناصرة قضايا المرأة أو الاقليات أو كراهية من يستحق الجائزة بالفعل. وقال اذا كنا نريد ثقافة مزدهرة وانتاجا معرفيا غزيرا فيجب علينا العمل بكل جهد للارتقاء بالمستوي المعيشي للكاتب المبدع. فلن يكون هناك انتاج معرفي حقيقي غزير كما وكيفا في ظل تردي الاوضاع المعيشية والصحية للكاتب والمبدع. قدم الباحث عصام ستاتي مجموعة من المقترحات حتي ينتقل المثقف من التهميش إلي الفعل منها: أن يكون إيجابيا في تفكيره ومواقفه. ساعيا إلي نشر ثقافة التفاؤل والانتاج بدلا من اليأس والتباكي علي الامجاد. أن يمتلك حصانة فكرية قوية تحميه من أي ثقافة دخيلة. وان يكون قادرا علي تكوين رأي مستقل خاص به. ساعيا إلي التحليل السليم. أن يكون امينا في طرح المعلومة متجردا من اي حزبية أو طائفية أو مصلحة شخصية. كل ما يحركه هو الغيرة علي مجتمعه وامته والرغبة العميقة في تغيير واقعه إلي الأفضل. وألا ينبهر أو ينساق وراء التأويل الذي قد يجري لبعض قضايانا فيتعامل مع الاحداث بموضوعية ولا يعطي الأمور أكبر من حجمها. وتحت عنوان "تشخيص التهميش وتحقيق الفاعلية" جاء بحث وائل النجمي حيث ذكر أن الصورة انقلبت تماما مع الفضائيات. حيث يتم البحث عن الشخصية التي تحدث أكبر قدر من الجدل والبلبلة في الآراء. لأن فلسفة الربح لدي القنوات الفضائية تقوم علي أساس تحقيق أكبر قدر من المشاهدة لاعلي أساس أكبر قدر من الفائدة والفاعلية.. ولما كانت الشخصيات الجدلية هي من يحقق لهم ذلك فقد تراجعت القنوات عن استضافة الشخصيات الثقافية ذات الوزن الحقيقي لتفتح منابرها لنخبة لم ينتخبها أحد.. كما أن هذه النخبة الجديدة من محللين سياسيين وباحثين اجتماعيين وخبراء امنيين وشيوخ جدد يعلمون دورهم المحدد لهم من قبل قنواتهم في زرع المزيد من البلبلة والجدل حتي تستمر حالة التعلق والمشاهدة وحالة اللارأي.