معظم النار من مستصغر الشرر. مثل عربي قديم نحتاج إليه في تدبر ظاهرة تهريب السلاح إلي داخل البلاد. ليس أي سلاح مما قد يتصور المرء أنه يحتاجه للدفاع عن نفسه في مواجهة المتغيرات التي تطرأ علي حياتنا. وفي مقدمتها الشرور المتمثلة في عمليات إرهابية لا نعرف حتي الآن من يحرضون عليها. أو يقفون وراءها. تسريبات الأسلحة التي تبلغنا وزارتا الدفاع والداخلية بأنباء العثور عليها في أماكن مختلفة من بلادنا. ليست مجر شرر صغير ولا كبير. لكنها تشي بدلالات خطيرة ضد أمننا القومي. الغريب أننا نعبر هذه الأخبار ببساطة. كأنها تهم جزر الواق الواق. لاتهمنا نوعيات الأسلحة. ولا توالي عمليات العثور علي كميات منها : أسلحة خفيفة وأوتوماتيكية وقذائف ضد الدبابات وصواريخ أرض جو. وغيرها مما يجري تخزينه في العديد من المناطق ليستخدم فيما بعد في مسابقات الرماية. إلا إذا عتبرنا الطائرات هدفاً بديلاً للأطباق أو الحمام. الحقيقة العلمية ألغت التصور أن النعامة تخفي رأسها في الرمال. لكن السلاح يجري تهريبه يشمل سيناء والصعيد والوجه البحري وأحياء القاهرة . ورغم تأكيد خبراء الاستراتيجية أن الأسلحة التي تم تهريبها إلي داخل البلاد تغطي احتياجات جيش بأكمله. فإننا نكتفي بصمت غير حكيم. أخشي أنه سينتهي عندما نفاجأ بما لم نتوقعه! الأنباء تتوالي في الصحف ووسائل الإعلام. عن ضبط محاولة تهريب أسلحة مهربة. وعن استخدام أسلحة متطورة في معارك شخصية وعائلية. وعن تحول بنايات مدنية إلي ترسانات مسلحة. ما يضيف إلي دهشتنا وقلقنا تلك الأعمال الإرهابية التي تحدث في مناطق مختلفة في بلادنا. أشبه بالبروفات التي تسبق أداء العمل. أو أنها جس نبض لتبين مدي تنبه المسئولين عن الأمن. وقد تم رد اعتداءات هذه الجماعات بكفاءة يجب أن نشيد بها. وهو أمر مهم . والأهم ألا يقتصر علي رد الفعل. وإنما يجب أن يسبقه إجراءات حاسمة لمنع تسرب السلاح داخل البلاد. من خلال جهد مشترك مع أمن القطرين العربيين ليبيا والسودان. فضلاً عن قطاع غزة الذي نحس الظن بأبنائه. وإن كنا لا نحسن الظن بمحاولات إسرائيل تصدير الإرهاب إلي كل مكان في أرضنا العربية يمكن التسلل إليه. االتصوير أن السلاح في كل مكان. وفي أيدي من هب ودب. للمنظرة . أو لاستعراض القوة . سذاجة يجب أن نتخلي عنها . ولا ندفن رءوسنا في الرمال . وهو التصرف الذي ثبت علمياً أن النعامة لا تفعله!