لن يستطيع الاستبداد أن يعشش في مصر مرة أخري فقد خرجت الملايين إلي الميادين والشوارع وفي كل مدن مصر وعلي مدي أكثر من عشرة أيام تدوي هتافاتها وتزلزل شعاراتها الأركان رافضة أول محاولة لفرض الديكتاتورية بعد الثورة. تجمعت كل ألوان الطيف السياسي والشعبي علي مطلب واحد لا استبداد بعد اليوم ولا تنازل لأي سلطة أو أي رئيس أو مؤسسة وان الشعب هو صاحب الكلمة الأولي والأخيرة والعليا في تقرير مصيره ومستقبله ومصير الوطن وان الجميع شركاء في صنع الحاضر وانه لا هيمنة ولا سيطرة لفصيل أو جماعة أو تيار علي مقدرات الأمة مهما كان وأياً ما كان المشهد في الأيام الأخيرة لا يمكن انكاره أو التهوين من شأنه أو الالتفاف عليه انه صرخة مدوية توقظ النائم أو الغافل وتحرك الحجر والشجر وتنذر بزلزال مدو وهبوب عواصف عاتية قد تقتلع الأخضر واليابس إذا لم يكن هناك معالجة وطنية مسئولة من كل مكونات الحياة السياسية تتطلب من الجميع تقديم تنازلات مهمة إذا أردنا إنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذه الثورة العظيمة وإذا كنا نرغب بصدق في تفويت الفرصة علي كل من يريد شرا بنا جميعا فإذا لم نغلب المصلحة الوطنية العليا علي مصالحنا الحزبية الضيقة فقولوا علي الدنيا السلام فالكل متربص والكل ينذر ويهدد والكل يحذر من تداعي الوضع إلي حرب أهلية والبعض يضع يديه في المياه الباردة ويتعالي ويتعامي ويتوهم انه قوي دون أن يدرك الحرائق الكبري تندلع من مستصغر الشرر واذا انتشرت لا قدر الله فلن ينفع الندم. لا يجب أن نتصارع علي مكاسب وقتية فإنها لن تدوم لأحد وإلا كانت قد دامت لغيره والتاريخ حقب وعصور متغيرة ومتقلبة ومليء بالعظات والدروس ولكن أحيانا تأخذنا العزة بالإثم ونتجاهلها اعتقادا ان الأمور آلت لنا ولن تؤول لغيرنا وهذا وهم لا يجب أن ينسينا حقائق ووقائع علي الأرض تتغير كل يوم بعد أن كسر الشعب كل الشعب حاجز الخوف ولم يعد مطية لأي كائن من كان يمتطيه حتي لو سالت أنهار من الدماء وسارت مواكب من الشهداء بطول البلاد وعرضها الشعب قال كلمته وأطلق صرخته المدوية سمعها الجميع بالداخل والخارج وعلينا التعامل بديمقراطية وبهدوء مع هذا المتغير ومع واقع الحال دون أن ندفن رءوسنا في الرمال وبأقصي سرعة فالمطالب واضحة ولا تنازل عنها ولا تفاوض حولها والحوار بعد ذلك يستطيع أن يحل الأزمة ويلم الشمل مرة أخري ويهيئ الأجواء للانطلاق لتحقيق مطالب الثورة والثوار وغير ذلك الغرق في غياهب الظلمات ولا أحد يريد ولا يرضي بذلك لأجمل وطن في الدنيا فلا تدمروه بأيديكم.