آخر ما كان العقل المصري يتوقع, أن نفاجأ بتسريب أسلحة ثقيلة إلي داخل الأراضي المصرية. كنا نسمع ونقرأ عن أن تهريب الأسلحة يتوقف عند حد المسدسات والبنادق والطلقات. لكن أن نقرأ عن أربجيهات وصواريخ عابرة للمدن, يبلغ مداها 260 كيلومترا, وقواعد لإطلاق تلك الصواريخ, فهذا ما يجعل العقول تحار, ويطرح ألف سؤال وسؤال. ونحمد الله أن أجهزة الأمن اليقظة نجحت في إحباط المحاولة التهريبية. ومع ذلك يبقي السؤال قائما: لمن كانت تلك الأسلحة الخطيرة ستتوجه؟ وما الهدف من تهريبها؟ وضد من بالضبط كانت لو لا سمح الله عبرت الحدود ستستخدم؟ إن أجراس الخطر يجب أن تدق.. مصر يا سادة في خطر, ولم يعد مقبولا وضع الرءوس في الرمال. المصريون شعب مسالم طيب. نعم.. قد تقع خناقة هنا أو هناك, لكن أن يصل الأمر إلي تهديد صريح وواضح للأمن القومي للبلاد, فهذا ما لا يمكن السكوت عليه أبدا. والمطلوب؟ إن علينا أن نفيق من حالة الاضطراب والفوضي التي نحيا فيها الآن, وأن نلتفت إلي المصالح العليا للوطن, وعلي كل مخلص للبلد أن يعمل علي عودة أجهزة الشرطة للعمل بكامل طاقتها, بعيدا عن الخناقات التافهة والصغائر. إن مصر وطن لنا جميعا, فلا تضيعوه.