لم أري في العالم نظماً سياسية مثل النظام الحالي الذي تعيش فيه مصر الآن.. لغة الخطاب جديدة في الأعراف السياسية بين الفرقاء تعبئة عامة ليوم 25 يناير ذكري شعب مصر.. شعب اسقط نظاماً مستبداً وشيد مكانه بنايات الحرية والديمقراطية.. قال الشعب كلمته في حرية تامة بانتخاب رئيسه. المعارضة تري خلاف ذلك صوبت سهاماً في كل اتجاه تريد من خلاله أن تسقط شعباً قال نعم.. ديمقراطية جديدة شعب يريد إسقاط الشعب بالمظاهرات والتعبئة العامة في الميادين بالحناجر والقنوات الفضائية والتويتر والفيس بوك وأقلام ناشئة ظهرت فجأة عبر الصحف الخاصة والمستقلة والقنوات.. ظهروا وكأنهم علماء في السياسة والقانون والاقتصاد والفقة يستقوون علي الشعب بالشعب ويضربون الديمقراطية بالفوضي ويقطعون الأرحام والأرزاق. احتفالات الثورات تأتي بعد غليان تهدأ فيها النفوس وترتاح ويتم استرجاع الماضي الأليم لأخذ العبر والتدبير في حياة جديدة لوطن نظيف.. ذكري الثورة شيء جميل والأجمل منه الاحتفال به بإعلاء القيم النبيلة وتذكر الشهداء الذين غابوا عن المشهد باجسادهم ولكن أرواحهم هي التي تضيء المستقبل.. روح الشهيد تطلب منا القصاص لحقه ممن ظلمه ونوقد الشموع ونوزع الورود في جميع ميادين الثورة بالقاهرة والإسكندرية والسويس نرفع صورهم اعزازاً وتقديراً لا نحيباً وعويلاً ولطماًً للخدود وشقا للجيوب وتوطيداً للعمل ومطالبة باسقاط نظام شرعي قائم.. استشعروا آلام الجرحي وآنات المرضي وبكاء الثكالي والأرامل.. انظروا للعاطلين والغارمين والمضارين واتقوا الله فيهم وفينا نحن أخوتكم شعب مصر. نداء من قلبي لأشقائي وأخوتي وأبناء بلدي في الوطن استحلفكم بالله الواحد القهار وباسم دماء الشهداء والمصابين أن تهدأوا علينا.. وأنا اعلم يقينا انكم تحبون مصر ولكن أحبوها كما ينبغي لها من قامة وقيمة.. لا تحبوا فيها عرضاً زائلاً ومنصباً فانياً وأنظروا لمبارك وتدبروا وفكروا.. ارجوكم لا تستدرجوا الشباب إلي أتون الفتنة والشقاق والفرقة.. نحن احوج من أي وقت مضي إلي الألفة والمحبة. والله ليست هذه معركة فيها منتصر وخاسر نحن جسد واحد إذا أصيب منه عضو تداعي له الآخر بالسهر والحمي.. ارجوكم احبوا واكرهوا كما شئتم.. لكن اكرهوا الفتنة واحبوا مصر ولا تتمنوا لها الخراب من أجل مطلب دنيوي أو نصر سياسي لا تلبسوا الحق بالباطل كما فعل الحجاج بن يوسف الثقفي عندما قتل عبدالله بن الزبير رضي الله عنه داخل بيت الله الحرام وساق الحجج والمبررات عندما قال: "إن ابن الزبير الثائر المتمرد احتمي بالحرم لكن احتماءه بالحرم لم يحل بين الدولة وعقابه.. فقد كان آدم في الجنة ثم عصي ربه الذي خلقه وكرمه. وأباح له جنته فأخرجه منها وآدم أكرم علي الله من ابن الزبير والجنة اعظم حرمة من الكعبة.. ثم قال إلا إن ابن الزبير كان من أحبار هذه الأمة حتي رغب في الخلافة ونازع فيها. وخلع طاعة الله. واستكن بحرم الله. ولو كان شيئاً مانعاً للعصاة. لمنع حرمة الجنة لأن الله خلقه بيده واسجد له ملائكته. واباح له جنته فلما عصاه اخرجه منها بخطيئة فآدم اكرم علي الله من ابن الزبير والجنة اعظم حرمة من الكعبة"... وفي نفس السياق قالوا إن المتحاربين قد زعم كل منهم أنه صاحب حق وتابع إمام فان كان الأمر هكذا فالقاتل والمقتول في الجنة لكن الأمر ليس كذلك.. لأن الأمر مشكل..