من يمشي بشوارع دمشق في هذه الأيام يجد نفسه وسط ثكنة عسكرية بكل ما تحمله الكلمة من معني.. 80% من شوارع العاصمة مغلقة بحواجز اسمنتية. عناصر خائفة بعتادها الكامل. أصوات قصف وانفجارات علي مدار الساعة. طيران حربي يقصف عاصمة بلده. قمة جبل قاسيون أصبحت منصة إطلاق صواريخ. قناصين علي جميع الدوائر الحكومية ومعظم الأبنية السكنية العالية. مسئولين لم يعد يتجرأوا ركوب سياراتهم الرسمية الفاخرة والتفاخر بها. وإنما سيارات سياحية أقل من عادية للتمويه عن أنفسهم. الجميع يترقب صافرة الحكم للإعلان دخول الجيش الحر إلي مركز العاصمة وتحرير المقرات الرئاسية وخاصة بعد ان تحررت أكبر وأعتي الثكنات العسكرية المتاخمة للشام والتي تبعد خمسة كيلو مترات عن القصر الرئاسي.. والأهم من كل ذلك: لن يجد بشار المجرم طريقاً آمنة للهروب من دمشق. فطريق مطار دمشق الدولي سيمر عبر رجال الله في الغوطة.. طريق بيروت يمر عبر أبطال الزبداني. طريق حمص يمر عبر وحوش حرستا وأشاوس دوما وما أدراك ما دوما.. الطريق الأخير طريق درعا. فإن هو أفلت من أبطال حيي نهر عيشة والقدم. فإن كل درعا له بالمرصاد.. والتحليق بالسماء بات خطراً بسبب الاستيلاء علي صواريخ مضادة للطيران.. تأكدوا دائماً ان شيئاً رائعاً علي وشك الحدوث. فالسيطرة علي مطار مرج السلطان العسكري تعني من الناحية العسكرية السيطرة علي محطة الاستطلاع الجوي للمنطقة الجنوبية "إم 1". كما تعتبر هذه المحطة مقر قيادة إدارة الاستطلاع الجوي "اللواء 82" في القوي الجوية. في محطة مرج السلطان رادران كبيران يعتبران العمود الفقري للاستطلاع والمسح الجوي. ومحطة مرج السلطان واحدة من ثلاث محطات والمشرفة عليهم فالثانية محطة المنطقة الوسطي في "شنشار" جنوبي حمص. والثالثة محطة "برج إسلام" في شمال اللاذقية. مع سيطرة الجيش الحر علي هذه المحطة الاستراتيجية المهمة والسيطرة علي كتائب الصواريخ والدفاعات الجوية كافة في الريف الدمشقي تصبح العاصمة السورية ساقطة من الناحية العسكرية لأن النظام فقد كل نظم الصواريخ والدفاعات الجوية وأصبح محاصراً في دمشق بطوق ناري يضيق رويداً رويداً وتقدم الجيش الحر في دمشق وريفها باستخدام أنظمة وصواريخ الدفاع الجوي وتحرير محطة مرج السلطان التي هي أيضاً قيادة إدارة الاستطلاع الجوي. اللواء 82 يعني ان الأسد وعصاباته لن يكتشفوا الضربات الجوية لمفاصلهم العسكرية والأمنية في دمشق وريفها والمنطقة الجنوبية التي سيوجهها الائتلاف العسكري الدولي الذي سيشكل خارج مجلس الأمن. في الأيام القليلة المقبلة ستكون هناك مفاجآت سارة لشعبنا السوري الثائر الصامد البطل.