موسكو: كشف دبلوماسي روسي أن حلف شمال 'الأطلسي' (الناتو) بات في مرحلة البحث عن مصادر لتمويل الخطة العسكرية للإطاحة بالنظام السوري، مؤكداً أنه أنجز جميع الخطط التفصيلية، وفي مقدمها الغارات التكتيكية وقائمة الأهداف التي يعتزم مهاجمتها، ولم يتبق سوى الغطاءين القانوني والسياسي والمالي. و أكد الدبلوماسي العضو في البعثة الروسية لدى الحلف -نقلا عن وكالة سما الإخبارية- حصول البعثة على وثائق توحي بأن الخطة شبيهة إلى حد التطابق بالخطة التي نفذت في يوغوسلافيا السابقة وأدت إلى اعتقال الرئيس ميلوسوفيتش وأركان نظامه، أي تنفيذ قصف جوي مركز على مدى بضعة أسابيع يطال مراكز القيادة والسيطرة وينتهي باستسلام أركان النظام السوري وسوقهم ك"مجرمي حرب" إلى "محكمة خاصة بسورية" يجري إنشاؤها بالتزامن مع تنفيذ الغارات'.
وكشف المصدر أن قيادة الحلف وضعت خطتين الأولي أساسية والثانية بديلة، بحيث يتم اللجوء إلى الثانية في حال استخدمت روسيا والصين، أو إحداهما، حق 'الفيتو' لإحباط صدور قرار من مجلس الأمن، ما يعني أن الحلف قرر إطلاق عمليته حتى من دون غطاء دولي.
وتأخذ الخطة البديلة بعين الاعتبار إمكانية دخول "حزب الله" وإيران على خط الأزمة من خلال فتح جبهة مع إسرائيل، وبالتالي تحول المواجهة إلى "حرب إقليمية مفتوحة". وأشار المصدر إلى أن الحلف يقدر الوقت اللازم لإتمام العملية بشهرين، مع تكلفة تصل إلى 15 مليار دولار، مؤكداً أن اتصالات سرية جرت في هذا الصدد على أرفع المستويات بين الدول الأساسية في الحلف، وبشكل خاص الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا من جهة, وبين دول الخليج وفي مقدمتها السعودية من جهة أخرى. ووفقاً للمصدر، تشمل قائمة الأهداف السورية في المرحلة الأولى من الضربة العسكرية أكثر من ثلاثين موقعاً أبرزها محطة الاستطلاع الجوي الأولى في منطقة شنشار جنوب حمص، ومحطة الاستطلاع الجوي الثانية في منطقة مرج السلطان في غوطة دمشقالشرقية، ومحطة الاستطلاع الجوي الثالثة في منطقة برج إسلام شمال اللاذقية.
ويهدف ضرب هذه المحطات إلى شل قدرتها على التقاط الأهداف المعادية البعيدة ومنعها من إعطاء القوى الجوية والدفاع الجوي إنذاراً مبكراً من هجمات جوية معادية، وفقا لصحيفة السياسة. كما تشمل قائمة الأهداف أيضاً استهداف بطاريات صواريخ "أرض ¯ جو" من أجل حماية المواقع الاستراتيجية الأكثر أهمية، وبطاريات صواريخ أرض - جو بعيدة المدى وخاصة المنصوبة منها حول دمشق.
وتشمل قائمة المواقع المستهدفة في المرحلة الأولى ، القواعد الجوية التي تضم الطائرات الأحدث، أما بالنسبة للمرحلة الثانية، فتشمل القائمة استهداف مواقع مجموعات من عناصر الجيش الجمهوري والمخابرات العسكرية. وكشف المصدر الروسي أن موسكو أبلغت دمشق منذ أكثر من أسبوعين خطة 'الأطلسي'، مرجحاً أن يكون ذلك هو السبب الذي دفع النظام السوري إلى تصعيد حملة القمع في محاولة لإنهاء الاحتجاجات والسيطرة على الأوضاع في أسرع وقت ممكن.