* يسأل عبدالغني حفني زرد مدير سابق بالمعاش: هل استعان الرسول بأحد المشركين في الهجرة وهو يدعي "عبدالله بن أريقط" وكيف ائتمنه الرسول علي سر الهجرة.. وهل آمن بعدها أم لا؟! ** يجيب الشيخ طلعت يونس أحمد - وكل معهد المدينةالمنورة بالإسكندرية - نعم استعان الرسول - صلي الله عليه وسلم - بعبدالله بن أريقط ليكون دليله في طريق الهجرة ولم يعرف له إسلام حتي مات ولو أن مسلما غيره كان موجودا لما استعان به الرسول فهي حالة ضرورية.. ومع هذا فإن الشريعة في مكة لم تكن قد كملت أو فصلت وحدث ان الرسول قبل الهجرة دخل مكة حين عودته من الطائف في جوار المطعم بن عدي وهو مشرك.. وهناك عدة حوادث استعان فيها الرسول بغير المسلمين قبل الهجرة وبعدها. والتعامل مع هؤلاء لا مانع منه فيما ينفع المسلمين أما فيما يضرهم فممنوع وعليه تحمل النصوص التي جاءت في عدم موادتهم واتخاذ بطانة منهم وموالاتهم يقول سبحانه "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين" ويقول سبحانه "فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم" وتعامل الرسول مع اليهود تعاملا تجاريا وغير ذلك. * يسأل أحمد علي موظف باتحاد الاذاعة والتليفزيون أحكام سجود السهو في الصلاة وما هي أسبابه؟ ** يجيب الدكتور أحمد محمود كريمة - أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر - السهو: هو النسيان وهو الترك من غير علم وليس علي صاحبه حرج. حيث قال سيدنا رسول الله - صلي الله عليه وسلم - "عفي لأمتي عن الخطأ والنسيان" وقد وقع منه - صلي الله عليه وسلم - لحكم كثيرة منها: التشريع للأمة المسلمة في مثل هذه الحوادث. والتسلية والمواساة لمن يقع منه مثل ذلك فانه لما يعلم انه وقع من رسول الله - صلي الله عليه وسلم - فليس عليه حزن أن يخشي الخلل في دينه أو النقص في الايمان.. وأسباب سجود السهو ثلاثة: 1- زيادة في الصلاة. 2- نقص فيها. 3- شك فيها. وشرع سجود السهو: ارضاء للرحمن واغضابا للشيطان وجبرا للنقصان. ومن أدلة المشروعية ما رواه أبوهريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - صلي بنا رسول الله - صلي الله عليه وسلم - احدي صلاتي "الظهر أو العصر" فصلي بنا ركعتين. ثم سلم فقام إلي خشبة في المسجد فاتكأ عليها كأنه غضبان ووضع يده اليمني علي اليسري وشبك بين أصابعه. وخرجت السرعان "أي المسرعون" من أبواب المسجد فقالوا: قصر الصلاة. وفي القوم أبوبكر وعمر - رضي الله عنهما - فهابا أن يكلماه وفي القوم رجل في يديه طول. يقال له: ذو اليدين فقال رسول الله - صلي الله عليه وسلم - أنسيت أم قصرت الصلاة؟ فقال: لم أنس ولم تقصر فقال: أكما يقول ذو اليدين؟ قالوا: نعم. فتقدم فصلي ما ترك. ثم سلم ثم كبر وسجد مثل سجوده أو أطول. ثم رفع رأسه فكبر ثم كبر وسجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع رأسه وكبر وبما سألوه ثم مسلم" اخرجه البخاري وغيره.. رسول الله - صلي الله عليه وسلم - لما صلي بأصحابه - رضي الله عنهم - الظهر أو العصر فلما صلي الركعتين الأوليين سلم. ولما كان - صلي الله عليه وسلم - كاملا مكملا لا تطمئن نفسه إلا بالعمل التام. شعر بنقص وخلل. لا يدري ما سببه فقام إلي خشبة في المسجد واتكأ عليها بنفس قلقه وشبك بين أصابعه لاحساسه بأن هناك شيئا لم يستكمل. وخرج المسرعون من المسجد وهم يتناجون ولانهم أكبروا مقام النبوة ان يطرأ عليها النسيان. ولهيبته في نفوسهم لم يجرؤ أحد علي مفاتحته عدا ذي اليدين ويدل الحديث وتدل واقعته علي جملة أحكام فقهية للأمة المسلمة منها: سهو الإمام لا حق للمأموين لتمام المتابعة والاقتداء وسجود السهو لا يتعدد ولو تعددت أسبابه. فرسول الله - صلي الله عليه وسلم - سلم ومشي وتكلم. واكتفي بسجدتين فقط. صحة بناء ما ترك من الصلاة علي أولها ولو طال الفصل. ووجوب سجود السهو لمن سها في الصلاة فزاد فيها أو نقص منها أو شك ليجبر به الصلاة. وسجود السهو تخفيف عن الأمة المسلمة بالعفو عن النسيان منهم.