أصبحنا نجيد صناعة المشكلات والأزمات ببراعة شديدة والأخطر أنها تأخذنا بلا رحمة إلي حد الفرقة والانقسام بل ربما إلي صدام الموت والدمار. تركنا مصالح الوطن بتصرفات لا ترقي إلي مستوي المسئولية كأننا لم نصل إلي مرحلة النضج السياسي أو أن إدارة شئون الوطن فريضة غائبة. مصر بكل تاريخها وحضارتها الآن في مفترق الطرق وكلنا يعيش محنة الخطر. حالة الاستقطاب الشديد والتكفير الديني ادخلت البلاد إلي مرحلة القلق والاضطراب والله وحده يعلم إلي أين تمضي البلاد. لم أجد أحداً يتوقف أمام الانهيار الاقتصادي القادم فالكل يتكلم دون عمل حقيقي يغير الأوضاع الصعبة ودخلنا جميعاً دوامة المواجهات والتهديدات ولغة التصعيد والتدويل ونداء المليونيات ومايليها من اعتصامات مفتوحة واستعراض قوة الحشود البشرية في الشارع والميدان وقد يقودنا كل ذلك إلي فوضي التقسيم واسقاط الدولة وتحقيق أحلام الأعداء بكل سهولة. لا أحد يمتلك الصواب المطلق وكفانا بصدق أسبوع الآلام فكل مؤسسات الدولة دخلت أرض الصراع الدامي.. كلها مشاهد مؤلمة وغريبة علي الشعب المصري. ليت الفرقاء اتحدوا وتجمعوا أمام هموم ملايين الفقراء والبسطاء من أبناء الوطن. ليت الضمائر تستيقظ في النفوس تجاه الشعور بمعاناة وآلام الآخر. ميزان العدالة الاجتماعية المختل لم يجد من يهب لنصرته.. الكل نسي أو تناسي أنات القهر والظلم والفقر والفقر الضارب في ربوع أرضنا الطيبة. لكل الائتلافات والقوي السياسية والحزبية لكل النخبة والتكتلات الوطنية اقول رفقاً بأبناء مصر. وبعيداً عن الشعارات والحوارات التوافقية وغير التوافقية تحملوا مسئولياتكم أمام الله والوطن في لم الشمل حتي لا نمضي جميعاً إلي المجهول مصر تحتاجنا جميعاً بعيداً عن الأهداف والمصالح والحسابات الضيقة. مصر عبر الزمان آمنت بكل الرسالات والأديان وعاش علي أرضها الجميع في سلام. نريد في هذه اللحظات أن يستعيد المصريون ثقتهم في دولتهم ليقبل الجميع علي العمل والانتاج من أجل معركة البناء والتنمية في دولة يسودها القانون وتحترم حقوق الإنسان وتظلل سماءها العدالة بمفهومها الشامل. "مصر والعالم" الكل يتابع باهتمام ما يجري علي أرضنا والتصريحات والتحليلات حول مستقبل مصر وحماية ثورتها تؤكد ضرورة تصحيح المسار بأيدينا لا بأيدي الغير لا نريد أن يستخدم أحد ذريعة الإصلاح الديمقراطي أو سلاح المعونة أو أموال القروض للوصاية علينا ولحماية المنطقة من المرحلة المضطربة. "كلمة أخيرة" ادعو الله أن يحفظ مصر ويكتب لها السلامة وأن يخرج شعبها من ازماته وينجو بنا جميعاً من شبح الفرقة والانقسام وليتذكر الجميع أن كل المسلم علي المسلم حرام دمه وماله وعرضه.