القمامة "كنز" يعيش عليها أكثر من نصف مليون شخص بعزبة الزرايب بمدينة الخصوص محافظة القليوبية .. يفرزون القمامة الي كرتون وقماش وبلاستيك وزجاج وعظم. وباقي المخلفات من خضروات وخبز وغيرها تكون غذاء للخنازير التي يحاول أصحاب هذه المهنة من الأقباط أو المسلمين إعادة تربيتها مرة أخري بعد أن تم التخلص منها في 15/5/2009 اثر ازمة انفلونزا الخنازير. "المساء الاسبوعية" اقتحمت هذه الزرايب وعاشت يوما كاملا مع أصحاب هذه المهنة مهنة جامع القمامة حيث يعتبر أهالي مدينة الخصوص عزبة الزرايب أو امبراطورية الزرايب كما يحلو لهم تسميتها جزءا منفصلا عن الخصوص فأهلها يعيشون مع بعضهم ودون الاختلاط بأحد. كما أن ابناءهم الصغار محرومون من التعليم .. فالاطفال يولودون في القمامة كما ولد اباؤهم وأمهاتهم.. ويعيشون فيها ليلا ونهارا .. وعندما يكبر الطفل ليصبح صبيا فإنه يركب عربة القمامة في الصباح الباكر ويتجول بها في شوارع القاهرةوالقليوبية لجمع القمامة من الشقق والعودة بالعربة بعد الظهر الي عزبة الزرايب بالخصوص .. وهناك شباب من الجنسين يعملون في فرز القمامة ويتناولون طعامهم من بقاياها بطاطس أو ثمرة خيار أو جوافة أو كوسة وغيرها من الخضروات والفاكهة التي تكون بحالة جيدة.. فيتم غسلها وطبخها او تناولها بعد الغسيل. في البداية يقول المعلم جيد صدقي شرموح من كبار متعهدي جمع القمامة بالخصوص إننا خسرنا آلاف الجنيهات عندما أعدمنا الخنازير في 15/5/2009 لأن آلاف الأطنان من القمامة "الفرز" يتم إعدامها بالمقلب العمومي يوميا "بفلوس" طبعا وكان الخنزير يتناولها من قبل وتتحول الي لحم مع مرور الوقت لأن الخنزير يباع للفنادق والقري السياحية وبعض الأسر المسيحية تتهافت عليه. أضاف أنني قمت بإعادة تربية الخنزير مرة أخري بالخصوص للمساهمة في القضاء علي القمامة بدلا من حرقها بفلوس في المقلب العمومي بأبوزعبل حيث اشتريت الخنزير ب 23 جنيها للكيلو وأقوم بتربيته حاليا وبيعه لمن يريد تربيته والكيلو ب 12 جنيها حتي أصبح لدينا بالزرايب ما يقرب من 50 حظيرة خنازير .. يتناول الواحد منها 35 كيلو جراما من القمامة في اليوم وهو يخلصنا منها ويتحول الي لحم نربح من ورائه .. مشيرا الي أن وزارة الزراعة ارسلت لي في 12/1/2012 قرارا وزاريا رقم 48 لسنة 2012 بأنه يعاد تشغيل خط ذبح الخنازير في المجزر الآلي بالبساتين بالقاهرة والمجزر الآلي بالعامرية بالإسكندرية وأنا أقوم بتوفير العمالة اللازمة للذبح وأسدد عن كل خنزير يذبح 16 جنيها . وقال الحاج حسين زكي متعهد جمع قمامة بالمنطقة إننا خسرنا الخنازير التي كانت تلتهم القمامة والخضروات الناتجة عن الفرز حتي اشتعل الان سعر كيلو اللحم عن الخنازير لقلة وجوده .. فأنا كرجل مسلم كان عندي أكثر من مزرعة خنازير قبل الإعدام الذي تم إثر وباء أنفلونزا الخنازير والآن يباع كيلو المصنعات من لحومه ب 70 و 80 جنيها بعد أن كان سعر الكيلو من قبل 20 جنيها فقط. أضاف أن المسئولين في مجلس مدينة الخصوص يسندون جمع القمامة لأشخاص من خارج الصنعة يحصلون علي مبالغ طائلة نظير جمع القمامة ولا أحد منهم يجمعها. لكننا نقوم بتجميعها لأنها صنعتنا. وقالت عايدة سعيد حليم "صاحبة مقلب قمامة" إن الحكومة تحاربنا في أكل عيشنا .. فلا يوجد عمل لنا سوي جمع القمامة وفرزها وتقوم سيارات الشركات بتحميل الكرتون والزجاج والقماش والعظم والبلاستيك والصاج والحديد إلي المصانع. أضافت أن المسئولين في محافظة القاهرة والجيزة أسندوا جمع القمامة الي لواءات بالمعاش يقومون بالحصول علي عقود من شركات اجنبية لجمع القمامة ونقوم نحن بتجميعها ونحصل علي الفتات "ملاليم" ونحن أصحاب أسر ونعيش مسلمين وأقباطا مع بعضنا البعض ونشعر أن الحكومة تساند اللواءات وتحاربنا في رزقنا. حيث يحصل عامل جمع القمامة من الشركة علي 100 جنيه شهريا. نظير جمع القمامة في حين تسدد كل شقة 5 جنيهات والمحلات التجاربة 20 و30 جنيها شهريا نظير جمع القمامة وتسدد هذه المبالغ علي فواتير الكهرباء أو المياه أو الإيجار للوحدات السكنية التابعة لمجالس المدن والأحياء.. لتذهب هذه الأموال للشركات التي يترأسها اللواءات المتقاعدون نظير جمع القمامة. في حين يحصل العامل علي 100 جنيه شهريا فقط.