.. تزخر محافظة جنوبسيناء بثروات طبيعية متعددة وهائلة ما بين سياحية وصناعية وزراعية وسمكية تنتظر الفرصة لاستثمار حقيقي يكون بداية لتحقيق التنمية الشاملة التي يتكلم ويبحث عنها الجميع. .. ففي خلال الثلاثة عقود الماضية ظلمت المحافظة كثيرا بعد أن روج لها النظام البائد بأنها سياحية فقط وقدم كافة التسهيلات للاستثمار السياحي الذي يربح كثيرا مما حدا بالمستثمرين لاستثمار أموالهم في هذا القطاع الذي ترعاه الدولة بكافة سلطاتها. بينما أهملوا عن قصد الثروات التعدينية والاراضي الصالحة للزراعة مما جعل الكثير من المستثمرين يتخوفون من الاستثمار في هذه القطاعات ومن استثمر منهم فيما كان علي استحياء بعد العقبات التي واجهتهم . يقول ربيع معمر أحد ابناء قبيلة القدارشه بأبورديس بأنه لابد لجذب المستثمرين لابد الوضع في الاعتبار تقديم تسهيلات لهم بدلا من الصعوبات التي كانوا يلاقونها في الماضي جعلتهم يؤثرون السلامة ويبتعدون رغم وجود منطقة صناعية كبري ما بين مدينتي ابورديس وأبوزنيمة أقيم عليها عدد محدود من المصانع الذي تنتج الجبس الطبي والجبس الجيري ورغم الثراء الطبيعي في صحاري وجبال المنطقة التي تحوي بداخلها الفوسفات والمنجنيز ورمل الزجاج والرخام والجرانيت إلا أنها مازالت في انتظار مستثمر جاد سيكسب الكثير وتكسب الدولة والمواطن معه؟! .. يضيف سيد عوض ويعمل في مجال الرخام والجرانيت بأنه لابد من العمل وبسرعة في انشاء مصانع للرخام والجرانيت التي تمتليء فيها جبال المحافظة بدلا من تصديره خام بأرخص الأسعار واستيراده بالعملة الصعبة ومصنعا وان يكون للدولة دور في تنمية هذا القطاع بالترويج له وتقديم تسهيلات للمستثمرين الجادين . يؤكد سليمان عطيوي عضو مجلس الشوري بأن الابحاث والتقارير الخاصة بالصناعات التعدينية كثيرة لابد من الالتقات لها لفتح افاق اوسع امام الاستثمار الذي سيوفر فرص عمل ويقضي علي البطالة وتكسب الدولة فعلي سبيل المثال يتم تصدير رمل الزجاج والذي يتميز بجودته ونقائه خاما ونستورده مصنوعا بالعملة الصعبة رغم بيعنا له بأبخس الاسعار فهل ستفشل الدولة في ازدهار هذه الصناعات الذي ستربح من وراءها الدولة الكثير. يشير الشيخ ابراهيم سالم شيخ المزينة بضرورة الاهتمام بالزراعة ولِمَ لا فالاراضي الصالحة للزراعة كثيرة تنتظر المياه والحبوب لتنتج لنا كافة الزراعات خاصة الخضراوات والطماطم والزيتون والقمح والشعير حتي تكتفي ذاتيا بدلا من الاعتماد علي الوادي في المأكل بل يوجد ما يقرب من 20 ألف فدان جاهزة للزراعة وهو ما أكثره وزير الزراعة في حكومة د. الجنزوري د/ محمد رضا بأن المياه تتوفر ل 20 ألف فدان بالمحافظة. أما الثروة السمكية فحدِّث عنها ولا حرج كما يقول حسين القراش بأن أغلب الاسر تأكل اسماكا مجمدة تأتينا من أسوان رغم الثروة السمكية الهائلة التي تملكها المحافظة وليمَ لا وبها خليجا العقبة والسويس الممتدان من النفق وحتي الحدود الشرقية ويطالب بضرورة احياء مشروع المزرعة السمكية العملاقة بأبورديس وطرحها للمستثمرين الكبار والصغار لتوفر اطنانا من الأسماك يتم توزيعها علي محافظات مصر. أما السياحة صاحبة النصيب الأكبر في المشروعات المحافظة فمازالت هناك اراض شاسعة علي شواطيء رملية ناعمة برأس سدر والطور حتي شرم الشيخ تنتظر المستثمرين لتبدأ النهضة الشاملة المرجوة ويحدث ذلك لابد من تضافر كافة الجهود وان تتخذ الدولة زمام المبادرة في وضع مقومات المحافظة الاربعة امام المستثمرين وطبع كتيبات صغيرة عن الاستثمار في جنوبسيناء بدلا من الغموص وعدم دراية مسئولي المحافظة وتعاملها القاسي مع المستثمرين؟!