تعتبر دمياط من المحافظات الساحلية وتتميز دون غيرها من المحافظات بموقعها الفريد حيث تحيطها المياه من اتجاهاتها الأربعة تحدها بحيرة المنزلة من الناحية الشرقية والقبلية والبحر الأبيض المتوسط من الناحية البحرية والنيل من الناحية الغربية. يقول الحاج علي المرشدي "72 سنة" كبير الصيادين في عزبة البرج كان زمان يتم توفير المعيشة الكريمة للصياد خاصة في موسم صيد السردين الذي ينتظره كل أبناء دمياط وليست عزبة البرج فقط ويبدأ الموسم دائما في نهاية شهر سبتمبر ولمدة ثلاثة أشهر بعد احتفال المحافظة بفتح السد الذي يعد كل عام لحجز المياه العزبة وتفتح في موسم الفيضان ليلتقي البحران العزب والمالح لتتكاثر الأسماك والسردين عند التقاء مياه النيل المحملة بالطمي ويتغذي عليها الأسماك والسردين ويزداد حجمه ويسهل علي الراكب صيد كميات كبيرة دون عناء أو الإبحار بعيدا عن شواطيء دمياط. يؤكد أن الأسر كانت تعد خزينها السنوي من أرز وزيت وسمن وجميع المواد الغذائية في موسم السردين ويضيف إن موسم الزواج كان دائما بعد انتهاء موسم صيد السردين وإعداد وبناء المنازل مؤكدا أن الصياد كان يحصل علي 10 جنيهات في السرحة وهذا الرقم كبير في ذلك الوقت في الستينيات وتقام منه المباني والأفراح ويدفع منه مهر العروسة وكان 60 جنيها.. وهناك تقليد يقوم به الصيادون وأصحاب المراكب وهو سرحة العريس حينما يكون لأحد الصيادين ابن سيتزوج تكون حصيلة الصيد من أجل الفرح وكان جميع الصيادين علي المركب يعملون مجاملة من أجل العريس والعروسة للصرف علي الفرح وإعداد الموائد ثم الطبل والزمر بحضور جميع أهل البلد. وينظر الحاج علي إلي الأرض ويقول فين الأيام دي كانت صفيحة الجمبري زنة 20 كيلو بسعر 4 قروش والكابوريا زنة 40 كيلو بسعر 10 قروش والسردين الوقة بتعريفة وكان هناك بركة لأن صاحب المركب كان يخرج الزكاة عن المركب عند وصولها للبر بكميات كبيرة للسمخلية "الفقراء" ووجبة لكل رجل يعمل علي المركب تكفي لعائلته الكبيرة. وأوضح أن موسم 1965 هو آخر موسم للسردين بعد بناء السد العالي وحجز مياه النيل وأغلق السد بهاويس دائم ومنع المياه العزبة من الوصول إلي البحر الأبيض وتغير الحال في كل شيء. ويقول حسام وفدي خليل رئيس جمعية الصيادين بعزبة البرج أصبح الصياد في معاناة هذه الأيام بعد أن كانت إدارة المصايد والسواحل بالإسكندرية أيام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر تقوم بتوفير الأدوات للصيادين بدعم من الحكومة ومساندة الفلاحين وتحتفل الحكومة بيوم الصياد في شهر سبتمبر من كل عام وكان الحصول علي مركب متيسرا لأن التكلفة للمراكب 16 مترا 300 جنيه ومستلزمات الصيد ب100 جنيه للمركب أما الآن أصبح سعر المركب 16 مترا 400 ألف جنيه ومستلزمات الصيد 200 ألف جنيه وكانت في الماضي تصنع من خشب البيتش باين الذي كانت توفره الدولة ولا تتأثر بالمياه أما الآن فلا وجود له. أوضح أن طرق الصيد الآن اختلفت منذ عام 1965 بنهاية فيضان النيل وبناء السد العالي وأصبحت طرق الصيد ومنها الصيد بطريقة الجر علي العمق في قاع البحر لصيد الجمبري والبربوني والمرجان والكابوريا وصيده بطريقة الشنشلة وهي علي العائم لصيد أسماك البوري والطوبار والأسوار والباعة والبلاميطة وهناك الصيد بالسنار ويعمل بالخيوط والسنار بين المباهين لصيد الوقار والقاروص واللوت والدنيس.. ومنذ عام 1985 وبدء إنشاء المزارع وصيد الزريعة وحجز الآهات داخل المزارع ما فقد البحر من كميات كبيرة من الأسماك وتكاثرها الطبيعي. ويقول محمد عبيد رئيس اللجنة الشعبية للدفاع عن الصيادين بمحافظة دمياط 1462 مركب صيد من المحافظة و150 مركبا زائرة من المحافظات الأخري ما سبب المشكلة في حصة السولار المخصصة للمراكب بالمحافظة وهي 1900 برميل عبارة عن 380 طن سولار مخصصة ل930 مركبا فقط من أصل 1462 بدمياط دون المراكب الزائدة. أضاف أن قلة السمك في المياه الإقليمية بسبب صيد الزريعة من قبل عصابات مسلحة أدت إلي نقص الأسماك مما أدي إلي الصيد بالمراكب في مياه دول أخري سواء أفريقية في البحر الأحمر ويتعرض لالختطاف واحتجاز مراكبهم ودفع فدية وأخري القب ضعليهم من قبل الحكومات ودفع غرامات وكل هذا معاناة للصيادين في البحث عن لقمة العيش لأولادهم لذا نريد منع صيد الزريعة. يقول وائل عاشور من قرية شطا إن الصيد في بحيرة المنزلة بعدة طرق هي صيد الجوابي والدوارة والصيد بالطرح بالشبك والأسماك بالبحيرة عبارة عن الشبار والجران والبوري والحنشان ومياه البحيرة ما بين عزبة ومالحة وصيادو البحيرة يعتمدون علي الرزق اليومي بالصيد في الفجر وكان الرزق في الماضي وفير قبل أن تقسم البحيرة إلي مزارع سمكية يضيع الصياد البسيط صاحب الفلوكة الصغيرة والآن لا يستطيع توفير قوت يومه من الصيد لذا انصرف الكثيرون إلي مهن أخري مثل النجارة والموبيليا. مصطفي البربري "صياد" كانت الأسماك تأتي بكثرة أيام فيضان النيل لأن النيل نهايته في محافظة دمياط وكانت الأصناف كثيرة والرزق كثير. أما الآن قلت الأسماك في نهر النيل بدمياط مما دفع الكثيرين من أبناء المهنة إلي ترك الصيد.