حذر كاتب إسرائيلي من ظاهرة اتهام إسرائيل وجهاز الموساد علي وجه الخصوص بمسئولية عن أي عملية إرهابية أو مؤامرة ضد المصالح العربية ، وقال إنها أصبحت ظاهرة سائدة بين العرب بشكل عام ، حتى الطبقات المتعلمة تعليما عاليا أصبحت تؤمن بدور الموساد التآمري . جاء ذلك في مقال نشرته جريدة هآرتس الإسرائيلية تحت عنوان " لوم الموساد " للكاتب الإسرائيلي جدعون بشار نائب مدير الخارجية الإسرائيلية لشئون سوريا ولبنان والأردن ، وقال أن السنوات الأخيرة شهدت ظاهرة خطيرة تؤثر سلبا علي إسرائيل وعلي وضعها الإقليمي . وأشار جدعون بشار لعدد من الأمثلة علي إدانة الموساد ، لافتا إلى تصريحات رئيس اتحاد الكتاب الأردني السابق فخري كوير الذي اتهم الموساد بالضلوع في تفجيرات عمان في نوفمبر الماضي . كما أشار إلي اتهامات صحيفة مصرية للموساد الإسرائيلي بالضلوع في تفجيرات سيناء سواء تفجيرات طابا أو شرم الشيخ . وقال جدعون أن نفس الشيء يحدث دوما مع وكالة الاستخبارات الأمريكية حيث تتهم بالكثير من العمليات ، التي يقوم بها بن لادن والزرقاوى كأحداث 11 سبتمبر .. حيث اتهمت CIA والموساد بتدبيرها استنادا إلي عدم توجيه فئات اليهود يوم الحادث لأعمالهم في مبنيي مركز التجارة العالمي التين ضربتا بطائرتين وأنهارا بعد ذلك . وأكد الكاتب الإسرائيلي أن سبب الانزعاج الإسرائيلي يعود إلى أن قطاعات كبيرة من الشعوب العربية باتت تؤمن بنظرية المؤامرة الآن أكثر من أي وقت مضي ، خاصة بعد موت الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات .. حيث اتهموا إسرائيل بقتله ، وأصبح اتهام إسرائيل جاهزا عقب كل حادث أو مؤامرة تقع علي العالم العربي . وحذر الكاتب من انتشار هذه الظاهرة في العالم العربي ، لأنها تؤثر سلبا علي الدولة العبرية .. كما كشف عن انتشار الظاهرة خارج الحدود العربية إلي شعوب دول غربية وشرقية ، لدرجة أن دبلوماسيين غربيين سئلوا الكاتب مرات عديدة عن حقيقية ضلوع إسرائيل في إغتيال عرفات . وقال الكاتب أن هذه الظاهرة تبث الخوف والشك والكراهية لإسرائيل ، كما تعمل على عرقلة التطبيع وإعاقة عملية تحسين علاقات إسرائيل بالعرب ، وتمنع عقد اتفاقيات سلام مع بعض جيرانها مثل سوريا ولبنان . وبشكل عام يري الكاتب أن الاتهامات العربية المتكررة لإسرائيل والموساد من شأنها أن تزيد عزلة إسرائيل في محيطها العربي .. كما تزيد من كراهية الشعوب العربية لأمريكا أيضا . وأشار الكاتب إلي ضرورة تشجيع الأصوات العربية القليلة جدا ، التي تنفي ظاهرة المؤامرة .. مثل المعلق القطري الدكتور حامد الأنصاري ، الذي دعي العالم العربي مؤخرا أن يتوقف عن لوم واتهام إسرائيل بالتورط فيما يحدث في الشرق الأوسط . ودعا الكاتب رجال السياسية والأعلام في إسرائيل إلي الإدراك السليم للتأثير السلبي لتلك الظاهرة ، والعمل علي أن يصل الصوت الإسرائيلي إلي العالم العربي بشكل سليم وواضح وأكد نجاح قسم الشئون العربية بالخارجية الإسرائيلي خلال العاميين الماضيين في طرح وجهة النظر الإسرائيلية في الصحافة العربية ، حتى أن جمهور عريض في العالم العربي الآن أصبح يحصل علي معلومات موثقة من خلال شبكة الانترنت حول مختلف القضايا العربية الإسرائيلية . الأمر الذي يعطي دفعة للمسئولين الإسرائيليين علي إيصال وجهة النظر الإسرائيلية ونشرها في العالم العربي بمختلف وسائل الأعلام لتخفيف كراهية العرب والمسلمين لإسرائيل .. حتى يعم السلام بين إسرائيل وباقي الأقطار العربية من وجهة نظره .