أرسلت إلينا مجموعة من سكان قرية فارس بمركز كوم أمبو محافظة أسوان يستغيثون بنا قائلين: نحن من سكان قرية فارس وهى إحدى القرى التابعة لمركز كوم أمبو محافظة أسوان، كانت القرية بمن فيها تعيش عيشة الكفاف، ولم يكن حالهم هذا أحسن بعد ثورة 25 يناير عما بعدها. مشاكل عديدة تحيط بالقرية، لكن ما كان يعزيهم عن المطالبة بتغيير وضعهم والمطالبة بحال أفضل انهم ليسوا وحدهم الذين يعانون، بل مصر كلها تعانى وعليهم الصبر حتى تسير عجلة التنمية، لكن ما أرقهم وأزال النوم من عيونهم تلك المشكلة التى باتت مزمنة ولم يجدوا لها حلا حتى الآن وهى مشكلة المياه الجوفية التى ظهرت منذ عام 2008، وذلك حين بدأت علامات النشوع بالظهور فى الزراعات والمنازل أول الأمر بالمنطقة الشرقيه من القرية وقد أرجع معظم الأهالى أن أسباب ظهور هذا النشوع جاء فى أعقاب تجوال شركات البترول عبر القرية للتنقيب عن البترول واستخدام تقنية "التكسير الهيدوليكى" والذى كان من آثاره الواضحة إحداث تصدعات فى باطن الأرض نتج عنها تشققات واضحة على السطح. وبانتهاء عام 2008 وحلول 2009 بدا جليا ظهور المياه الجوفية فى الأراضى الزراعية، ليس ذلك فحسب بل تفجرت المياه لتغمر المنازل بالقرية وخاصة الجانب الشرقى منها، ولم يستطع الاهالى فعل أى شيء.. وتضخمت الحالة شيئا فشيئا حتى بلغت ذروتها بمجئ عام 2010 وحتى الآن. يقول الأهالي: المشكلة تفاقمت وما زلنا نبحث عن حلول لكن كل محاولاتنا تضيع سدى فقد خاطبنا كل المسئولين بالمحافظة ولكنهم لا يشعرون بنا ولا بماساتنا، كما توجهنا بالعديد من الشكاوى للوزارة ولكثير من وسائل الإعلام لكن دون فائدة تذكر. والقرية تمتلك دانة غاز حصة 50% فى منطقة امتياز كوم أمبو، والتى يتم تشغيلها بالاشتراك مع شركة سى دراغون للطاقة. وتقع منطقة الامتياز البالغ مساحتها 11,500 كيلومتر مربع فى صعيد مصر على بعد 1000 كيلومتر تقريبًا جنوبالقاهرة.
فى عام 2007، اكتشفت دانة غاز مصر حقل البركة فى منطقة الامتياز، تم حفر ثلاثة آبار تنموية فى الحقل فى عامى 2008 و2009، ثم تبع ذلك برنامج لتنمية ثمانى آبار فى عام 2010. وقد وصل الإنتاج من ثلاث مناطق منتجة هى أبو بالاس والتلال الستة إى آند إف إلى 1000 برميل نقط يوميا، "500 برميل نفط يوميا مملوكة لشركة دانة غاز فى نهاية 2010". تنطوى أعمال التنمية المستمرة للحقل على برنامج حفر تنموى متواصل والتكسير الهيدروليكى للآبار من أجل تعزيز إنتاجيتهم وزيادة استخراج النفط من المكامن. وثمة إمكانات استكشافية ضخمة فى منطقة امتياز كوم اومبو لذا تم إجراء عمل تفصيلى بما فى ذلك حيازة وتفسير 477 كيلومترًا من الماسح الاهتزازى الثنائى الأبعاد الجديد، واستنادا إلى تفسير الماسح الاهتزازي، تم وضع خرائط جديدة لمنطقة كوم أمبو والتوصل إلى وجود آبار محتملة قابلة للحفر. قرية فارس الآن وخاصة فى الجانب الشرقى منها عبارة عن مستنقع من المياه التى أول ما أغرقت أغرقت مقابر القرية ( جبانة فارس) والتى قامت المياه الجوفية بتحليل الجثث المدفونة بها وبازدياد كمية المياه أخذت فى الزحف على الزراعات والتى كانت من أجود الزراعات (حدائق مانجو - نخيل - دوم) أغرقت المياه الجوفية جميع الزراعات والتى أثرت عليها فأصبحت أخشابًا متعفنة وأصبحت مستنقعا للناموس والبعوض والحشرات الناقلة للأمراض. كما تعرضت المنازل للانهيارات المتعاقبة والتى أصبح سكانها بدون منازل. ولقد كثر الكلام والجدال عن مصدر المياه الجوفية المتفجرة بالقرية وهناك أسباب كثيرة لا نجزم من هو المتسبب فى هذه المياه وعلى سبيل المثال: -القرية لا يوجد بها صرف صحى ولا صرف زراعى. -يوجد فى أعالى القرية وعلى جانبيها الجنوبى والشمالى من القرية أراض زراعية بدون صرف زراعى. - التفجيرات التى قامت بها شركات البترول على جانبى القرية وحولها (التكسير الهيدروليكى). ومهما كان السبب فإن أهالى قرية فارس مهددون فى منازلهم وزراعتهم والتى هى مصدر أرزاقهم لذا فهم يطالبون بالآتى: 1- إنشاء شبكة صرف صحى للقرية. 2-إنشاء مصرف مغطى للأراضى الزراعية (حوض الشيخ منصور وحوض جرف حامد وحوض نمرة 9/ 10 وهى الأكثر تضررا) إلى جانب مصرف مكشوف للزراعات الحديثة خارج نطاق القرية. 3-عدم تصريف المياه الجوفية فى النيل حرصًا على سلامة جميع المصريين. 4-التعويضات الفورية لأصحاب الزراعات المتضررة وأصحاب المنازل التى انهارت وأصبحوا فى العراء. 5- معرفة الأسباب الحقيقية للمشكلة والوقوف عليها. 6- إصلاح وترميم ما أفسدته المياه الجوفية فى الأبنية الحكومية ومنها مدرسة السلطان الابتدائية ومدرسة المهندس حسن فتحى الابتدائية على سبيل المثال لا الحصر. 7-تكليف لجنة تقصى حقائق لمعاينة الأضرار وتحليل عينة من المياه الجوفية لمعرفة ما إن كان بها مواد كيماوية سامة جراء عملية التنقيب عن البترول. 8-تكليف لجنة على مستوى رفيع لفحص شبكة مياه الشرب بالقرية لمعرفة مدى اختلاطها بالمياه الجوفية مع الأخذ فى الاعتبار تحليل أكثر من عينة لمياه الشرب لمعرفة مدى صلاحيتها. 9- إنشاء مركز مراقبة للتلوث فى القرية وخصوصا لما نشهده من أعمال للتنقيب عن البترول ومشرع الطاقة المتجدده الذى سيقام حديثا بالقرية. 10- تزويد القرية بمستشفى متكامل لاستقبال أهالى القرية والعاملين بالمشروعات الحديثة مثل مشروع كوبرى كلابشة المعلق وشركات البترول ومشروع الطاقة المتجددة ومراقبة أى حالات مشتبه فيها، حيث إن القرية ليس بها إلا وحدة صحية وبها طبيب واحد والقرية فى معزل عن المدن التى بها مستشفيات مركزية. 11- وضع القرية فى موضع الأولوية للمشروعات الخدمية.
حلول الحكومه المقترحة اقترحت الحكومه بل اعتمت مشروع صرف مغطى بتكلفة 800.000 ثمانمائة ألف جنيه للمنطقة المتضررة لحل هذه المشكلة ولكن الأهالى تصدوا لهذا المشروع، وذلك لأن مصب هذا المشروع يصب فى نهر النيل على فرعين وتقع محطة شرب مياه فارس وسط هذين المصبين والأهالى يعلمون جيدا أن هذه المياه ملوثة وستلوث نهر النيل. وقد تصدى الأهالى للشركة المنفذة للمشروع، وقاموا بإخطار وزارة البيئة وشركة مياه الشرب والصرف الصحى، وفض الأهالى تجمهرهم بعد أن بدأت الشركة فى تفكيك خطوط الطرد وسحب مركباتها ومعداتها.. وذكر عدد من الأهالى أن الشركة المكلفة بتصريف مستنقعات القرية استسهلت الأمر وحاولت مد خطوطها داخل مزارع مانجو بالقرية دون استئذان أصحابها، كما كان المكان المقرر صب فيه مياه المستنقعات يقع بالقرب من مأخذ مياه الشرب لمرشح قرية فارس مما يمثل كارثة بيئية وصحية.
مياه المستنقعات راكدة، كما أضافوا أن الشركات العاملة فى حقول بترول البركة المتاخمة لقرية فارس تقوم بضرب كبسولات ومتفجرات داخل أعماق متفاوتة فى الأرض تسببت فى إحداث تقليب للتربة الزراعية وإحداث شقوق فى جوف الأرض بالقرية، نجم عنه تسرب لمياه الصرف الصحى من خزانات وبيارات الصرف الخاصة بالأهالى، فضلا عما ينجم من زيوت ومخلفات بترولية من عمليات الاستخراج بحقول بترول البركة.. حيث تجمعت تلك المياه فى مكان منخفض بالقرية، وفوجئوا بإسناد عملية تصريف تلك المياه لشركة تحاول تصريفها فى مياه النيل، بحسب كلامهم.
عن أهالى قرية فارس بكوم امبو:
فضل محمد على عبدالسيد حمد عبدالحميد محمد السيد عبدالله سعد عبد الغفور عيد رشيدى ملاحى خالد عوض محمود حامد حسين محمد النور حامد محمد عثمان السبال