أعرب "مجلس حكماء المسلمين" – الذي يضم علماء دين بارزين بالعالم الإسلامي برئاسة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر - عن قلقه واستنكاره الشديد إزاء الأوضاع المأساوية المؤلمة التي تتعرض لها مدينة الفلوجة العراقية، نتيجة الحصار المفروض عليها منذ فترة مما أودى بحياة كثيرين من المدنيين وسط نقص حاد في الماء والغذاء والدواء . وأكد مجلس الحكماء رفضه القاطع لسياسات الحصار والتجويع وقتل المدنيين الأبرياء، مشددًا على أن الإسلام حرَّم كل ما يتسبب في إزهاق النفس البشرية أو تعريضها للأذى بأي صورة من الصور. وأوضح أن "ما يتعرض له سكان الفلوجة يتنافى مع القيم الدينية والأعراف الإنسانية والمواثيق والمعاهدات الدولية ولا يقبله أي ضمير إنساني"، معربًا في الوقت ذاته عن "رفضه الشديد لما يقترفه تنظيم داعش الإرهابي من ممارسات إرهابية بغيضة بالفلوجة، تسببت في حصارها وموت وتجويع أهلها". وطالب مجلس حكماء المسلمين المجتمع الدولي والمنظمات الإغاثية والدول العربية والإسلامية بتحمل مسئولياتهم وضرورة التحرك الفوري والعاجل للعمل على فك هذا الحصار الظالم، وإغاثة أهالي المدينة المحاصرين، معتبرًا أن الصمت على هذا الوضع المأساوي يعد وصمة عار في جبين الإنسانية . وتفرض القوات العراقية إجراءات أمنية على مدينة الفلوجة، بدعوى قطع طرق الإمدادات عن تنظيم "داعش". وقال مكي النزال" رئيس الهيئة العراقية للإغاثة (أهلية) إن عدد ضحايا الحصار المفروض على مدينة الفلوجة منذ سنتين، وصل نحو 4 آلاف قتيل و6 آلاف جريح، قضوا نتيجة القصف والمجاعة والنقص الحاد في الأدوية، معظمهم من الأطفال والنساء، ورجال كبار.