واحد من الذين أدوا ببراعة دور ابن الصعيد الذي رحل إلى المدن الكبيرة بعدما ضاق به الحال واستعصى عليه الرزق في قريته الضيقة، تاركا عزوته وذويه، محملا بأحلام بسيطة وطموحات لا تتعدى سوى سد الرمق. إنه الفنان عبد الغنى الجندى، واحدا من هؤلاء الذين تصدوا لهذه الأدوار وتحمل عبء تجسيدها، وصار مع الوقت حامل أختامها، وبرحيله فقدت هذه الشخصيات توهجها على شريط السينما، حتى أن السينمائيين أنفسهم كانوا أوفياء للواقع ولم يعيروها أي اهتمام واندثرت بمرور الوقت، لكن ظلت الذاكرة الفيلمية تحمل كثيرا من هذه الومضات. ولد النجدى، في قرية المشايعة التابعة لأحد مراكز محافظة أسيوط عام 1915، بدأ العمل في السينما من خلال فيلم (شارع محمد على) في عام 1944، وعرف منذ ذلك الوقت بالعديد من الأدوار الثانوية في السينما، وتنوعت شخصياته التي قدمها بين الشرطى والقروى الساذج والبائع المتجول وغيرها الكثير، ويمكن تمييزه من خلال أفلام العتبة الخضراء، الزوجة الثانية، الجريمة الضاحكة، المجانين في نعيم. شارك النجدى في كتابة القصة والسيناريو لفيلم (أجازة بالعافية) والحوار لفيلم (بنات بحرى)، كما شارك كذلك في كتابة أغانى فيلم (السر في بير)، وتوفي في عام 1980 عن عمر يناهز 65 عامًا.