نقلا عن اليومى : فى عدد كبير من أفلام الأبيض والأسود فى الأربعينيات والخمسينيات والستينيات- وفى عدد قليل من أفلام الألوان- لا تخطئهم عينك، تراهم فى هذه الأفلام وتنتظر ظهورهم.. تعرفهم جيدا وتعرف ووجوهم وملامحهم وتحفظ عن ظهر قلب «قفشاتهم» السينمائية، ومع ذلك لا تعرف أسماءهم- ربما إلا قليلا جدا- ولكنهم مشاهير الظل وممثلو «الصف الثالث».. ملح الأفلام ومذاقها الخاص المميز.. مثلهم مثل جمهور الدرجة الثالثة فى مباريات كرة القدم.. عدد كبير من هؤلاء النجوم شارك فى معظم الأفلام المصرية بعدد يفوق نجوم الصفين الأول والثانى بكثير، ووراء كل منهم قصة حياة ومشوار فن مثير يستحق القراءة.. تنوعت أدوارهم بين الشر والخير والكوميديا والدراما فى وجبة سينمائية دسمة رغم مشاهدهم القليلة.. ورحلوا عن الدنيا فى صمت بعد مشوار سينمائى شاق دون أن يشعر بهم أحد.. فى مرحلة البحث عن سيرة حياة هؤلاء النجوم لزم الأمر الرجوع إلى مواقع السينما المتخصصة وبعض الكتابات من النقاد عنهم. حوالى 34 نجما من نجوم الدرجة الثالثة نقدمهم للقراء على مدى ثلاث حلقات ليتعرف عليهم الناس بعد الرحيل.. ربما أشهر هؤلاء كان الثالوث الأشهر والقاسم المشترك فى أكثر من 260 فيلما سينمائيا هم الأخوان عبدالمنعم وحسين إسماعيل، وعبدالغنى النجدى. عبدالمنعم إسماعيل: اشتهر عبدالمنعم بدور المعلم أو البلطجى فى الأفلام العربية، ومن أهم أدواره التى لا تنسى، دور التاجر أو المعلم الشرير الذى يريد الزواج بالبطلة رغما عنها، مثل طعمة التى جسدت دورها هند رستم فى فيلم إسماعيل يس فى مستشفى المجانين، بالإضافة للعديد من الأدوار المتميزة حنفى فى فيلم لهاليبو، فيروز هانم، إسماعيل يس يقابل ريا وسكينة، خان الخليلى. ولد فى 3 نوفمبر 1907 وتوفى فى 13 أكتوبر عام 1970 شارك عبدالمنعم إسماعيل فى كثير من الأفلام، حيث إنه أدى أكثر من 225 عملاً ما بين سينمائى وإذاعى، ومن أعماله قنديل أم هاشم سنة 1968، والزوج العازب سنة 1966، وخان الخليلى سنة 1966، ومسلسل إذاعى بعنوان الطعام لكل فم سنة 1964، وإسماعيل يس فى مستشفى المجانين سنة 1958. بدأ حياته الفنية ككومبارس فى عدة أفلام مثل: «انتصار الشباب» عام 1941، «المتهمة» عام 1942، ثم قدم العديد من الأدوار الصغيرة التى غالبًا ما تكون «بواب، قهوجى، عسكرى، شاويش، فراش، معلم، ابن البلد» وعلى الرغم من صغر تلك الأدوار داخل الفيلم فإنه كان يؤديها بشكل متقن يجذب إليه المشاهد، ويعد أحد الممثلين الذين يمكنهم لعب أدوار الشر وإضفاء الطابع الكوميدى. حسين إسماعيل: واحد من أشهر من قاموا بأداء الأدوار الثانوية فى السينما المصرية تخصص فى أداء شخصيات أصحاب الحرف مثل الجزار والحلاق والبواب، اشتهر أكثر بأداء دور الساعى، لاسيما فى فيلم مراتى مدير عام مع الفنانة الكبيرة شادية والراحل صلاح ذو الفقار. من أدواره الشهيرة أيضا مع الفنان رشدى أباظة فى فيلم حواء على الطريق، حيث جسد دور «زنفل»، وغيره من الأدوار. ولد حسين إسماعيل فى 29 أكتوبر عام 1922 وهو شقيق الممثل عبدالمنعم إسماعيل الذى نافسه على أداء نفس الشخصيات، وقد توفى فى 25 يوليو عام 1974. عبدالغنى النجدى: هو الفنان الذى اشتهر بأداء دور البواب والخادم والعسكرى والقروى والصعيدى خفيف الدم، تميز بتلقائيته الشديدة وأدائه البسيط لجميع أدواره، مثل دور الخادم الذى يحمل صينية الديك الرومى فى «بين السماء والأرض» وشخصية عوكل فى فيلم الفانوس السحرى، بالإضافة لأدواره المتميزة مع إسماعيل يس فى الأفلام مثل إسماعيل يس فى الأسطول، إسماعيل يس فى البوليس، العتبة الخضراء، لوكاندة المفاجآت، عفريتة إسماعيل يس. ما لا يعرفه الكثيرون أن النجدى كتب السيناريو والحوار للعديد من الأفلام أشهرها «إجازة بالعافية»، كما كان يؤلف النكات ويبيعها لكبار نجوم الكوميديا والمونولوجات أمثال إسماعيل يس، وشكوكو، وكان يبيعها بجنيه للنكتة الواحدة، وبعد مشوار طويل مع الفن تعدى ال100 فيلم توفى 20 مارس عام1980 عن عمر يناهز 65 عاما، ومازالت أدواره ومشاهده البسيطة علامة فى تاريخ السينما. عبدالغنى النجدى ولد فى 6 ديسمبر 1915 فى قرية المشايعة التابعة لأحد مراكز محافظة أسيوط عام 1915، بدأ العمل فى السينما من خلال فيلم «شارع محمد على» فى عام 1944، وعُرف منذ ذلك الوقت بالعديد من الأدوار الثانوية فى السينما. حسن أتلة ولد فى عام1937 عرف ببدانته، اشتهر بدور غزال فى فيلم حماتى ملاك، صاحب العبارة الشهيرة «يا معنمى».. «يوووه ده أنت نينة أوى». وهو المجنون صاحب جملة «لامؤاخذة يا بنى أصل أنا عندى شعرة ساعة تروح وساعة تيجى» فى فيلم إسماعيل يس فى مستشفى المجانين، ورغم أن أدواره كلها كانت عبارة عن مشاهد قليلة فى الأفلام، فإنه بخفة دمه وجمله المميزة أصبح موجوداً فى قلوب المشاهدين. كانت بداية حسن أتلة فى الإذاعة من خلال فرقة ساعة لقلبك، ثم بدأ عمله فى السينما، حيث استغل بدانته فى القيام بالأدوار الكوميدية، ومن أشهر الأفلام التى قدمها: العتبة الخضراء، لوكاندة المفاجآت، فيروز هانم، غروب وشروق، وقدم حوالى 50 فيلما حتى رحل فى صمت وهدوء عام 1972. محسن حسنين ولد فى مدينة الإسكندرية فى عام 1916، انتقل للعيش فى مدينة القاهرة وهو لا يزال فى التاسعة عشرة من عمره سعيًا وراء حلمه فى أن يكون ممثلًا، وشارك منذ مطلع الخمسينيات فى عشرات الأفلام التى قدم فيها أدوارًا صغيرة، وكان أغلبها فى دور رجل العصابات، منها: ريا وسكينة، كأس العذاب، جعلونى مجرمًا، سمارة، الفتوة، توفى فى عام 1978 عن عمر يناهز 62 عامًا.. دخل محسن حسنين المجال الفنى عن طريق الفنان عبدالمنعم إسماعيل. ولد فى 15 فبراير 1916 بالإسكندرية، وتوفى فى 19 سبتمبر 1978. شارك فى 180 عملا سينمائيا ومسرحيا، مثل مسرحية الدلوعة عام 69، وفيلمى الخروج من الجنة، وسيد درويش، ومسلسل العسل المر. عباس الدالى «عباس الدالى» ممثل مصرى ولد فى عام 1908، عمل فى السينما المصرية فى أدوار مساعدة منذ نهاية الثلاثينيات وحتى بداية السبعينيات وكان دائما يؤدى أدوار الغفير، البواب، الفلاح، المأذون، العسكرى، الطبيب، هو الفلاح مبارك فى فيلم «إجازة نص السنة» عام 1962 وهو الفراش المتلاعب بساعة الحائط بالمدرسة فى فيلم «المرأة» عام 1949 وهو مدرس الحساب فى فيلم «سلفنى 3 جنيه» عام 1939، وهو بائع البسبوسة فى فيلم الأيدى الناعمة، وهو خال إمام- شكرى سرحان- فى شباب امرأة. لطفى الحكيم ممثل أدى أدوارا صغيرة وعمل فى العديد من المسرحيات، خاصة فى فرقة رمسيس، ولمن لا يتذكره فهو الغزولى فى فيلم الفتوة، والساكن الجديد فى فيلم اللص والكلاب، ولد فى 3 سبتمبر 1901وتوفى فى 11 أغسطس 1982، وشارك فى التمثيل فى 95 عملاً منها أفلام لو كنت رجلاً 1964والمجانين فى نعيم 1963، واللص والكلاب 1962، والنصاب 1961، وإسماعيل يس فى السجن1961، ونهاية الطريق 1960. العدد القادم: حكاية أجمل قبيح فى السينما المصرية مع محمد عبدالوهاب وأنور وجدى وليلى مراد