رشح الدكتور سعد الدين إبراهيم، رئيس مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، القيادي الإخواني السابق، رئيس حزب "مصر القوية"، باعتباره "الأنسب كبديل للسيسي بعد انتهاء فترة ولايته"، ومعه أيمن نور رئيس حزب "غد الثورة"، مستبعدًا حمدين صباحي، مؤسس "التيار الشعبي"، والمرشح الرئاسي السابق. وكشف إبراهيم في تصريحات إلى موقع "هافينجتون بوست عربي" أن "إحصاءات عديدة لمركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية بيَّنت أن شعبية السيسي تتآكل، وتراجعت بنسبة 30% بعد عامين، "فقد كانت شعبيته قبل عامين 96% وهبطت الآن إلى 63%.. وفي الغالب سيكون هناك بديل له من المؤسسة العسكرية أيضًا لفترة رئاسية واحدة تكون مهمته استكمال ما لم يستكمله الرئيس السيسي، لتظل المؤسسة العسكرية محتفظة بتأثيرها المعنوي لدى المواطن المصري". وتوقع إبراهيم أن تعود مصر بعد السيسي و"البديل العسكري" له لفترة رئاسية واحدة، إلى "البديل المدني" لمؤسسة الرئاسة، قائلاً إن "الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، والدكتور أيمن نور، وعمرو موسى، جميعهم يصلح لخوض الانتخابات كبديل مدني ووطني، للرئيس السيسي بعد نهاية الفترة الرئاسية الأولى، وهم الأنسب من صباحي وبخاصة الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح". وروى إبراهيم تفاصيل زيارته إلى إسطنبول، حيث يعيش أغلب قيادات وأعضاء "الإخوان المسلمين" الهاربين من مصر، قائلاً إنه دُعي من جامعة إسطنبول لإلقاء محاضرة، وعلى هامش الزيارة نظّم له المرشح الرئاسي الأسبق أيمن نور 3 لقاءات مع المنصف المرزوقي الرئيس السابق لتونس وعدد من التونسيين، ثم الدكتور محمود حسين ومعه عدد من "عواجيز التنظيم الدولي لجماعة الإخوان" - بحسب تعبيره - وكان اللقاء الثالث مع مجموعة من "شباب الإخوان"، على رأسهم عصام تليمة، كما التقى مجموعة من المعارضين السوريين. وأكد إبراهيم أن "عواجيز الإخوان سألوني عن مصير المبادرة التي أعلنتها للمصالحة مع الدولة قبل عام ونصف.. واستنبطت أنهم يرغبون في طرح المصالحة من جديد"، أما شباب الإخوان "فيرفضون أي حديث عن المصالحة من قبل الجماعة، وسقف مطالبهم لايزال مرتفعاً، ولايزالون يطالبون بعودة الدكتور محمد مرسي كونه الرئيس المنتخب من وجهة نظرهم، ومحاكمة كل من تلوّثت يده بدماء الإخوان". ونفى إبراهيم وجود دور أمريكي خفيّ وراء تبنّيه هذه المبادرة، قائلاً: "ليس لديّ أية اتصالات مع أي مسؤولين أمريكيين"، مرجعًا سبب لقائه مع الإخوان لأيمن نور الذي تعتبر أوساط حكومية مصرية أنه يلعب نفس دور إبراهيم في التواصل مع أمريكا والغرب. كما نفى أن يكون قد تواصل معه أحد من المسؤولين المصريين بشأن المصالحة مع الإخوان، قائلاً: "هدفي وراء طرح المبادرة إيماني بأن المصالحة مع الإخوان إحدى دواعي حقوق الإنسان التي أومن بها رغم أخطائهم، وهي مبادرة خالصة لوجه الله، فأنا داعية سلام ولا توجد ضمانات لعدم إنكار الإخوان ثانية للمبادرة". وتابع: "طرحت المبادرة نحو المصالحة للرأي العام بدافع ذاتي لإجراء حوار مجتمعي، وربما نطلب من البرلمان المضيّ قدماً نحو تنفيذ المصالحة على الأرض، أو اللجوء إلى استفتاء شعبي". ورغم نفيه اتصاله بالأمريكيين لطرح هذه المبادرة للمصالحة، لم ينكر إبراهيم أنه كان أول من قام بدور حلقة الوصل بين الإخوان وأمريكا والغرب عامة، مرجعًا هذا لفترة حبسه عام 2000 مع قيادات الإخوان وعلى رأسهم خيرت الشاطر. وروى قصة هذه الاتصالات قائلاً: "كان يزورني في السجن وفود أجنبية وممثلو سفارات، واعترض حينها خيرت الشاطر، وعندما تقابلت معه عرضتُ عليه أن أكون حلقة وصل بينه وبين الغرب، وأن يرسل لهم رسالة من خلالي، فلم يتردد.. لكنه طلب أن يهتم الأجانب بباقي السجناء من الإخوان". وتابع: "أبلغت رسالته لأول زائر أجنبي لي وهو سفير كندا في مصر حينئذ، فكان ردُّه أن اهتمامنا بسعد إبراهيم وأعضاء مركز ابن خلدون يأتي بتكليف من حكوماتنا وبرلماناتنا لموقفهم من حقوق الإنسان ومساندتهم لحرية التعبير". واستدرك: بعد الخروج من السجن "نظمنا 3 لقاءات في النادي السويسري بين عدد من قيادات الجماعة بمن فيهم الدكتور محمد مرسي، وحضر اللقاءات سفراء دول كندا، سويسرا، إنكلترا، فرنسا، ألمانيا، نيوزيلندا، وأستراليا، وامتنع السفير الأمريكي عن الحضور بتعليمات من الإدارة الأمريكية في واشنطن إرضاء لنظام مبارك حينذاك". وقال إبراهيم إن اتصال الإخوان بالأمريكيين جاء في عامي 2004 و2005 بعدما تأكد الأمريكيون أن الإخوان أكبر جماعة منظمة في مصر، من هنا بدأت أمريكا تعي ضرورة الاتصال بالإخوان، وقد كان". وأشار إبراهيم إلى اعتقاده بأن "طرفي الخلاف المتمثلين في الإخوان ونظام الحكم المصري يرغبان في المصالحة"، لافتًا أنه "لابد من حدوث المصالحة بين الطرفين، وأتوقع أن تتم هذه المصالحة خلال أشهر من الآن، تبدأ بانتهاء حالة الاحتقان". كما توقع أن يطالب الإخوان بالانخراط مرة أخرى في العمل السياسي وتولي بعض المناصب الرئيسية وتمثيلهم في مجلس النواب، وغيرها من مناصب، واستبعد تنفيذ أحكام الإعدام بحق قيادات الإخوان، "بل إنه ربما يخرج مرسي وقيادات الجماعة من السجون بعد فترة". وبحسب ما نقلت "هافينجتون بوست عربي" عن مسؤول مصري على اطلاع بملف الإخوان في مصر، فإن "المصالحة قادمة بلا شك؛ لأنه لا يمكن أن تستمر الأحوال على ما هي عليه في مصر بهذا الشكل". وقال المصدر، الذي رفض ذكر اسمه لحساسية منصبه: "هناك رغبة لدى قطاعات كبيرة في الدولة في إبرام مصالحة مع التيار الإسلامي والإخوان، ولكن بشروط تتضمن وقف العنف والتفجيرات والانخراط في الحياة السياسية". ولدى سؤاله عن مصير أحكام الإعدامات والسجن، خاصة أن سعد الدين إبراهيم قال إنه يتوقع خروج مرسي وقادة الإخوان من السجون، قال المصدر إن "المصالحة لا تتضمن إطلاق مسجونين، والأمر متروك بالكامل للقضاء المصري وأحكامه بالإفراج أو السجن أو الإعدام".