"طارق عبدالجابر.. التلفزيون المصري.. قطاع الأخبار"، عبارة اعتاد المصريون لسنوات طويلة سماع هذه العبارة في ختام التقارير اليومية التي يبثها المراسل الأشهر في تاريخ التليفزيون المصري، طارق عبدالجابر من داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة. ظل عبدالجابر "ماركة مسجلة" بنشرة الساعة التاسعة بالتليفزيون المصري، وقد اكتسب شعبية عريضة، وهو يقوم بعمله وسط المخاطر كمراسل في الأراضي المحتلة، كانت حياته معرضة للخطر في أي لحظة؛ فكثيرًا ما كان في قلب الأحداث، وسقطت إلى جواره القذائف على الهواء مباشرة، بينما كان ينقل رسالته بالصوت والصورة. بدأ عبدالجابر عمله في مؤسسة "أخبار اليوم"، ثم انتقل للعمل مراسلًا في التليفزيون المصري، وأثناء عمله كمراسل في قطاع الأخبار في غزة خلال الفترة بين 2000-2007. استطاع أن يحقق الكثير من الانفرادات للتليفزيون، وتمكن من إجراء مقابلة مع الشيخ أحمد ياسين، زعيم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" قبل استشهاده على يد الاحتلال الإسرائيلي . وقال عبدالجابر عبر برنامج "الأبواب الخلفية" الذي قدمه لفترة وجيزة على فضائية "الشرق"، إن "حماس" عرضت عليه تصوير لقاء مع زعيمها الشيخ الشهيد أحمد ياسين للتليفزيون المصري، إلا أن صفوت الشريف، وزير إعلام الرئيس الأسبق حسنى مبارك، رفض قائلًا: "أنت عاوز تطلعلى حماس الإرهابيين على التليفزيون، عاوز الريس يزعل". وأكد عبدالجابر، أن صفوت الشريف وافق على إجراء الحوار بعد أن أوصله إلى جهات سيادية طالبت بنشره، إلا أنه هدده بأن الحوار سيذاع على الهواء ولو قام "ياسين" بمهاجمة مصر أو شتم الرئيس مبارك "رقبتك هتروح فيها". رحل عبدالجابر عن التليفزيون عام 2007 حينما أصدر وزير الإعلام وقتها ممدوح البلتاجي قرارًا، الأمر الذي فسره بسبب نجاحه في تكوين شعبية عريضة وقتها، إذ قال البلتاجي: "أنا ما بحبش النجوم"، بحسب قوله. بعد سنوات من الشهرة الطاغية التي حظي بها الرجل أعقبها اختفاء عن الساحة، انتقل خلالها للعمل بالفضائيات كمقدم برامج، بات يحلم الآن بالعودة إلى وطنه، حتى يدفن في ترابه، هكذا عبر في تصريحات له، قائلاً: "أتمنى أن أرجع أموت وأدفن في مصر بس خايف بحب البلد وأعشق ترابها.. وليس لي علاقة بالإخوان". رغبة عبدالجابر – المقيم حاليًا في اليونان - في العودة إلى أرض الوطن، جاءت عقب تدهور حالته الصحية بعد إصابته بورم خبيث في المعدة، نافيًا عن نفسه ما يضعه في خانة "أعداء الوطن": "لم أكن ضد مصر في يوم من الأيام، ولم يخرج لفظ مني ضد الجيش". قالها عبدالجابر لعله يجد من يسمع رسالته من المسئولين داخل النظام الحالي، ليسمح له بالعودة إلى وطنه الذي يحبه وعمل من أجله الكثير في توصيل رسالة إعلامية سامية على مدار سنوات ليدفن به دون أن يلاحقه أحد بعد رجوعه بعد الاتهامات التي طالته بأنه يتبع جماعة الإخوان لمجرد عمله بقناة "الشرق" لفترة قصيرة. وتابع عبدالجابر: "أريد العودة، لكني خائف"، موضحًا أنه ليس لديه أي معلومات إن كان على قوائم الترقب والوصول أم لا. وأضاف "أن الظروف في 2013 اضطرته للسفر إلى اليونان حيث تعيش والدته"، مشيرًا إلى أنه في أثناء بحثه عن عمل طلبت منه قناة "الشرق" التي تُبث من تركيا، عمل برنامج وثائقي لمدة 4 شهور. وبعدها بشهور قليلة وتحديدًا في شهر يونيو من العام الماضي أعلن عبد الجابر استقالته من قناة الشرق وأصدر، بيانًا عبر صفحته على "فيسبوك"، روى فيه تفاصيل الأزمة بينه وبين إدارة القناة. وقال: "توضيح لا بد منه، هناك من يحاول أن يقول إننا نهاجم قناة (الشرق).. لاإننا نهاجم سياسات إدارة الشرق التي فشلت في إدارة القناة منذ حوالي أكثر من سنة وأدت هذه السياسات إلى توقف القناة مرتين نتيجة الفشل الإداري والتسلط في الرأي، وتوجيه الاتهامات إلى الآخرين بدون أي سبب وآخرها البيان الصادر عن القناة والذي سحبته بعد ذلك".