وحقوقيون: المجالس الحقوقية التي تدافع عن الشباب تحت التهديد مصر القوية: يجب على الشباب أن يولوا فرارًا خارج البلاد
قتل.. وتعذيب.. واغتصاب.. واختفاء قسرى، كان هذا حصيلة ما حدث خلال شهر واحد فقط بعد قول الرئيس عبدالفتاح السيسي: «قررت أن يكون عام 2016 عامًا للشباب» و«مصر عايشة بشبابها»، أثناء احتفاله بيوم الشباب في دار الأوبرا المصرية، في يوم 9 من شهر يناير الماضي. لكن وعلى ما يبدو أن ما قاله الرئيس كان معاكسًا تمامًا للواقع المأسوي الذي يعيشه الشباب يوميًا، خاصة بعد ما أطلق على 2016 عامًا للشباب، حيث تعرض الشباب المصري بمختلف أعماره وأطيافه إلى مزيد من عمليات العنف والانتهاك كما يرى البعض. رصد مركز النديم في الشهر الأول من العام الجديد 195 حالة قتل من بينهم 11 حالة نتيجة الإهمال الطبي، و42 حالة تعذيب، و60 حالة إهمال طبي، و20 حالة عنف شرطة جماعي، و66 حالة إخفاء قسري من بينها ثلاث حالات اختفاء بعد إخلاء سبيل من النيابة وشاب أُخفى قسريًا رهينة عن شقيقه، و32 حالة ظهور بعد إخفاء ظهرت جميعها ما بين نيابات أمن الدولة أو النيابات العامة يلي ذلك الأقسام والسجون. واشتمل التقرير أيضًا على حوادث التعذيب وسوء المعاملة داخل أماكن الاحتجاز التي أسفرت عن قتل 8 حالات في يناير فقط، كما تناول قضية الإخفاء القسري وأشار إلى ظهور عدد كبير من السابق إخفاؤهم فيما بين مقرات أمن الدولة والنيابات والأقسام والسجون، فضلاً عن تفاقم عنف الشرطة قبيل ذكرى ثورة 25 يناير، حيث داهمت قوات الأمن منازل المواطنين في عدة محافظات، واعتقلت من اشتبهت في انتمائهم للثورة. "المصريون" رصدت جانبًا من الانتهاكات التي تعرض لها الشباب بعد قول الرئيس 2016 عامًا للشباب على النحو التالى.. مطاردة أولتراس أهلاوي في الوقت الذي طالب فيه الرئيس بإشراك الأولتراس في متابعة تحقيقات قضية بورسعيد من خلال تكوين لجنة تضم 10 أفراد منهم للمشاركة في الاطلاع على التحقيقات وإمكانية الاطلاع على أدلة جديدة، ألقت قوات الأمن القبض على ما يقرب من 15 شخصًا من أولتراس أهلاوي بعد مطاردات الشرطة لهم أعلى كوبري الجلاء أمام محطة مترو الأوبرا، وذلك لمنعهم من دخول النادي الأهلي لحضور تمرين اللاعبين استعدادًا لمباراة القمة في الدوري العام أمام الزمالك، وتم إلقاء القبض على عدد كبير منهم وسط حالات من الكر والفر أمام محطة مترو الأوبرا بين قوات فض الشغب وعناصر ألتراس أهلاوي، حيث فرضت القوات كردونًا أمنيًا أعلى كوبري الجلاء لمطاردة الشباب. القبض على الشباب من معرض الكتاب رغم تشجيع الرئيس لذهاب الشباب لمعرض الكتاب وإيمانه بالثقافة وتنميتها إلا أن تعرض شباب للقبض عليهم أثر على توجههم إلى معرض الكتاب، وبدأت القصة بتواعد مجموعة من شباب المحلة الكبرى للقيام بزيارة لمعرض الكتاب، والتقوا أمام مقر مجلس المدينة بانتظار الحافلة التي ستحملهم إلى القاهرة، وهو ما لفت انتباه أحد ضباط الشرطة فشرع في استجوابهم واستفسر عن وجود آلة تصوير مع أحدهم، ثم طلب منهم إبراز هوياتهم، وبعد أن احتفظ بها طلب منهم التوجه إلى قسم أول المحلة للتحري. وقال "محمد عبدالعزيز"، عضو حركة تمرد والمجلس القومي لحقوق الإنسان، في تدوينة عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "مجموعة شباب مثقفين من المحلة من دار نشر اسمها "أدراك" نظموا رحلة لمعرض الكتاب في القاهرة.. ضباط قسم أول المحلة البواسل قبضوا على الأوتوبيس كله بحجة أن معاهم كاميرا.. انتوا رايحين معرض الكتاب بكاميرا ليه؟.. الضابط قالهم كده بجد!.. الشباب لا يزالوا في قسم أول المحلة حتى الآن". الأقباط والاعتقالات شباب الأقباط والذي كثيرًا ما تحدث عنهم الرئيس في احتفالاتهم في الكاتدرائية وعبر عن مشاعر الحب تجاههم إلا أنهم لم يسلموا من كم الاعتقالات الواقع في الفترة الأخيرة، حيث ألقت قوات الأمن القبض على الناشط السياسي محب دوس، العضو المؤسس لحركة تمرد وعضو حركة كفاية، من أمام الكاتدرائية المرقصية بالعباسية حيث كان ذاهبًا برفقة أصدقائه للاحتفال بعيد الميلاد، وانتقد نشطاء موقع التواصل الاجتماعي وبعض أصدقاء دوس من مؤسسي تمرد، إلى أن خرج حسن شاهين من خلال صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي قائلاً: "ذهب إلى الكاتدرائية للاحتفال مع أصدقائه بعيد الميلاد المجيد، فتم القبض عليه من قبل قوات التأمين". وتابع شاهين، قائلاً: "كفاية بقى الواحد قرف إذا كانت التهمة إن إحنا خرجنا في ثورة 25 يناير طب كلنا 25 يناير وهنفضل مؤمنين بثورة 25 يناير اللي هزت عرش الديكتاتور ومش هتسمح بالرجوع تانى للخوف لأن خلاص الحاجز انكسر بدل المرة ألف مرة". وقامت قوات الأمن أيضًا بمنع عاطف بطرس، الناشط الجامعي القبطي، والمقيم في ألمانيا، من دخوله مصر إلى مدى الحياة. واحتجزت سلطات أمن مطار القاهرة "بطرس"، في أثناء عودته إلى مصر، وجرى التحقيق معه حول أنشطة مؤسسة "ميدان التحرير" التي يترأسها، والعروض التي تقدمها عن ثورة 25 يناير. كما أعلن أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، الدكتور عمرو حمزاوي، تضامنه مع بطرس. وقال في تغريدة له على حسابه بموقع التدوين المصغر "تويتر": منع عاطف بطرس حين يصل، غياب سيادة القانون إلى انتهاك حقوق وحريات الناس بين حبس احتياطي لا نهائي واختفاء قسري، فلا عجب يا عاطف في منعك". القبض على طبيب شاب عضو حريات الأطباء أحد الأطباء الشباب الذين شاركوا في ثورة يناير إلا أن قوات الأمن ألقوا القبض دون سابق إنذار، حيث ألقت قوات الأمن القبض على الدكتور طاهر مختار، عضو لجنة الحريات والحقوق بنقابة الأطباء وصديقه أحمد حسن، وتم اقتيادهما إلى قسم عابدين للتحقيق معهما. وقد أعلنت عايدة سيف الدولة، عضو مركز النديم لمناهضة التعذيب، أن قوات الأمن ألقت القبض على طاهر مختار وصديقه أحمد حسن. وقالت في تدوينة عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "الساعة 1 الداخلية كانت في منزل د. طاهر مختار بتفتشه". وتابعت: "لقوا عنده بيان حملة الحق في الصحة فيه أماكن الاحتجاز، بعديها بساعة تليفون طاهر وزميله أحمد محمد حسن أتقفل". القبض على جاويش والتهمة رسام جاويش هو أحد الفنانين والمبدعين الذين ظهروا عقب ثورة يناير، وشارك جاويش في العمل السياسي عقب الثورة من خلال العديد من رسومات الكاريكاتير الساخرة. وقامت قوات الأمن مؤخرًا بإلقاء القبض عليه بتهمة إدارة موقع إلكتروني دون الحصول على ترخيص من الحكومة وهذا مخالف لقانون حماية الملكية. ليلة القبض على قيادات 6 إبريل واستمرت قيادات 6 إبريل في نفس الدائرة العدائية، حيث استمرت حالة التتبع لهم من قبل القيادات الأمنية، حيث قضت محكمة شمال الجيزة، حبس 4 من أعضاء 6 إبريل 15 يومًا على ذمة التحقيقات، وذلك لاتهامهم بالتظاهر دون تصريح، وإطلاق الألعاب النارية فجرًا. وكشفت التحقيقات التي أجراها أحمد عمار، مدير نيابة الدقي، أن المتهمين وهم شريف الروبى القيادي بحركة 6 إبريل، ومحمود هشام، وأيمن عبد المجيد، ومحمد نبيل، أعضاء المكتب السياسي بحركة 6 إبريل، تظاهروا في شارع التحرير بالدقي دون الحصول على التصاريح اللازمة من الجهات الأمنية، وأشعلوا عددًا من الشماريخ والألعاب النارية. وكانت قوات الأمن ألقت القبض على كل من أيمن عبدالمجيد، ومحمد نبيل، ومحمود هشام، أعضاء المكتب السياسي للحركة، واقتيادهم لمقر إحدى الجهات الأمنية للتحقيق معهم، وتزامن ذلك مع ذكرى ثورة يناير. شاب إيطالي يلقى قتيلاً في شوارع القاهرة على جسده آثار تعذيب تعرض الباحث الإيطالي جوليو ريجينى 28 عامًا للقتل، واختفى منذ 25 يناير الماضي وسط القاهرة، في وقت كانت فيه قوات الأمن تملأ جميع مناطق القاهرة يومها ولعدة أيام سابقة، حتى عثر على جثته يوم الأربعاء الماضي 3 فبراير مقتولاً على مشارف مدينة 6 أكتوبر وعلى جسمه آثار تعذيب حسب الروايات المنتشرة. وازدادت أسئلة المراكز الحقوقية المثارة حول من قتل جوليو ولماذا؟ أسئلة يتحتم أن تجيب عنها السلطات المصرية بوصفها المسئولة الأولى والأخيرة عن أمن كل من يعيش على الأراضي المصرية سواء كان مواطنًا مصريًا أم أجنبيًا. اعتقالات شبابية بالجملة قبل الذكرى الخامسة لثورة يناير شنت قوات أمن الداخلية، حملات أمنية استباقية في عدة محافظات بالبلاد تحسبًا لأي حراك قبل أيام على الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير. ومنذ بداية شهر يناير الماضي تم اعتقال نحو 700 شخص على مختلف المحافظات، معظمهم شباب منتمٍ لحركات ثورية، كان ذلك وفقًا لتقارير بعض منظمات حقوق الإنسان. وتم تفتيش 5000 شقة بوسط القاهرة والتحرير، معظمها يقيم بها أجانب، إلى جانب ضبط 47 أجنبيًا من أوروبا ودول شرق آسيا، انتهت تأشيرات إقامتهم. مصر القوية: "يجب على الشباب أن يولوا فرارًا خارج البلاد" قال أحمد إمام، المتحدث باسم حزب مصر القوية: تعددت تصريحات الرئيس منذ ثلاثة أعوام فمنذ أن أعلن عدم الترشح ومن ثم ترشح لرئاسة الجمهورية وعقب ذلك تصريحات المصالحة ووعود الاهتمام بمحدودي الدخل وصولاً إلى الإفراج عن الشباب، معلنًا عن استنكاره منذ متى وما قاله الرئيس يتحقق؟! وأشار إمام، في تصريحات ل"المصريون"، إلى أنه مر ثلاث سنوات انتظر الشباب فيها أن يتحقق أي من الوعود التي رددها الرئيس في خطاباته خاصة مشروع قناة السويس لكن دون جدوى، منوهًا بأن وعد الرئيس بأن يكون العام الحالى عام الشباب وبعدها تزيد الانتهاكات والتضييق عليهم أمر طبيعي. وتابع: "من الضروري على الشباب بعد كلمة الرئيس أن يولوا فرارًا وهربًا خوفًا مما سيحدث" على حد تعبيره، منوهًا بأن كل ما وعد به الشباب يتحقق عكسه لذا لابد من عدم التعجب من زيادة الانتهاكات التي تحدث. حقوقيون: المجالس الحقوقية التي تدافع عن الشباب تحت التهديد أكدت بعض المنظمات الحقوقية، أنها تمارس عملها تحت تهديدات الأمن، خاصة في القضايا التي تخص الشباب. قال جمال عيد، رئيس الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، إن هناك تضييقًا وحصارًا وتشهيرًا طال المجالس الحقوقية ومنظمات حقوق الإنسان في الفترة الأخيرة، مشيرًا إلى أن ما حدث من منعي للسفر جزء من التضييق. وأشار عيد، في تصريحات ل"المصريون"، إلى أن الفترة الأخيرة حدثت حملة من الاستدعاءات للعديد من النشطاء والبعض الآخر تلقى تهديدات ولا يمكن الإفصاح عن أسمائهم، مؤكدًا أن كلمة الرئيس بشأن أن العام الحالي عام الشباب والتي جاءت في الأيام القليلة السابقة لم تلق الأثر الكبير. وتابع: "الانتهاكات لم تتوقف حتى الآن بل تتزايد، لاقيًا اللوم والمسؤولية الكاملة على الدولة في حادثة الطالب الإيطالي باعتبارها المسئولة عنه حماية كل من على أراضيها، خاصة أن جثته عليها آثار تعذيب. فيما قالت ماجدة عدلي، رئيس مركز النديم لحقوق الإنسان، إن المركز تعرض للعديد من حالات القمع كتعبير عملي ومناسب عن طبيعة عمله الخاصة بالتأهيل النفسي للضحايا وأسرهم، منوهة بأن هناك العديد من حالات المنع من السفر والاختفاء القسري والقبض على العائدين من السفر ومنع النشطاء والتضييق عليهم. وأشارت عدلي، في تصريحات ل"المصريون"، إلى تعرض نشطاء حقوقيين إلى التضييق والتهديد والتوقيف في المطارات لعدة ساعات من بينهم محمد لطفي المدير التنفيذي ل "المفوضية المصرية للحقوق والحريات " وجمال عيد ومنعه من السفر دون إخطار، مؤكدة أن المركز أصدر بيانًا يؤكد التضييق الذي تعرض له الشباب خلال الشهر الأول من العام الجديد.