تتغير الوجوه وتتبدل الأشخاص ولا جديد في منظومة السكك الحديدية.. نفس القصة المملة (إهمال.. صرخات.. ضحايا".. سيناريو كئيب لقصة دموية هو الشعار الرسمي الذى يرفعه مسئولو السكة الحديد دائما ووعود بالإصلاح الشامل وتطوير المزلقانات وهيكلة كاملة للمنظومة ثم الانتظار حتى وقوع كارثة جديدة ليتم تشغيل نفس الاسطوانة حتى أصبح بيننا وبين الإهمال هوى. انقلاب أول عربتين من قطار الصعيد رقم 993 المميز والمقبل من أسوان إلى القاهرة أمس الخميس، أمام قرية الشناوية بمركز ناصر بنى سويف بعد اصطدامه بمصد خرسانى للتحويلة الاحتياطية بالسكة الحديد مما تسبب فى إثارة الفزع بين ركاب القطار الذين هرولوا للقفز من القطار إلى ترعة الإبراهيمية فى عز البرد فى الثالثة فجرا، عاد إلى الأذهان مرة أخرى حادث قطار العياط الذي راح ضحيته العشرات من المواطنين. وعلى الفور انتقلت قيادات مديرية الأمن ورجال الحماية والمدنية وتم الدفع ب41 سيارة إسعاف إلى موقع الحادث لنقل المصابين. فيما بلغت الحصيلة النهائية للمصابين والجرحى جراء الحادث 70 مصابًا تم نقلهم لمستشفيي بني سويف العام وناصر المركزي. وألقت أجهزة الأمن القبض على سائق القطار، وأمر المستشار تامر الخطيب المحامي العام لنيابات بني سويف، بحبسه وعامل البرج 4 أيام على ذمة التحقيق بتهم إصابة 70 راكبا بطريق الخطأ وإتلاف القطار والإضرار بالمعدات والآلات. كما قررت النيابة ندب لجنة هندسية لفحص القطار وبيان مدى سلامة أجهزته وتحديد سرعة السائق وقت وقوع الحادث، وبيان تلفيات القطار والمحطة، فضلا عن أمرها رفع آثار الحادث، وتسيير أعمال القطارات والاستماع إلى المصابين. وكشفت التحقيقات اتهام سائق القطار محمد حسن رجب، عامل البرج بالتسبب في الحادث، مؤكدا أنه لم يقم بدوره وينبهه بإشارات التحويلة. فيما اتهم أحمد محمد ناصف عبدالحفيظ (عامل البلوك) سائق القطار بتلقي الإشارات الصفراء والحمراء، مضيفا (تم تحويله إلى حوش التخزين) وبعد التحويلة كان يجب عليه تهدئة سرعة القطار إلى 8 كيلومترات، خاصة أن المسافة بين الصدادة الحديدية 660 مترا تقريبا وهو ما لم يحدث. وفجر تقرير مراقب الحركة ببلوك محطة ناصر مفاجأة بقوله إنه خاطب سائق القطار لحجزه لمرور قطار مكيف برقم 2201 أسيوط - القاهرة، وكان القطار المكيف خلف القطار العادي ولم يستجب سائق القطار للإشارة التي تسلمها وخالف التعليمات وحاول أن يسرع بالقطار ليتمكن من المرور قبل قطار 2201 أسيوط – القاهرة. من جانبه انتقل المهندس سعد الجيوشي وزير النقل، إلى محافظة بنى سويف لتفقد المصابين ومعاينة موقع الحادث ثم توجه إلى مزلقان مصنع النسيج وتفقد غرفة عامل المزلقان ولوحة التحويلات وأجرى اتصالا بكابينة السكة الحديد للتأكد من سلامة أجهزة الاتصال. وقال الجيوشي، إن نتائج التحقيق سيتم عرضها بكل شفافية على الرأي العام خلال ساعات، مشددًا على معاملة قائد القطار على أساس أنه موظف عام ولا يتم وضع الكلابشات في يده لأن سائقي القطارات يشكون من هذا باعتباره أنه لم تتم إدانته. وأمهل الوزير رئيس هيئة السكة الحديد 3 أشهر لإصلاح وصيانة جميع مزلقانات بنى سويف. بدوره قال احمد أبو سريع، مراقب حركة سكة حديد مصر الوسطى وعضو مجلس إدارة نقابة السكة الحديد، إن السكة الحديد فى مصر انتهت صلاحيتها من 30 سنة وتعمل بنصف طاقتها وبدون وسائل أمان وبدون تطوير، مضيفا: "الكلام عن الحوادث لن ينتهي ولن تتوقف ما لم تحدث إصلاحات فورية". شاهد الصور..