الأزهر ومنذ أحداث يناير 2011 م وهو يتعرض لحملة ممنهجة لإهدار قيمته ومكانته الفكرية والعلمية، ليس في مصر فقط بل في العالم . وأصبح لا يخلو يوم دون أن نقرأ مقال لأحد المثقفين أو المثقفات يكيل للأزهر كل الاتهامات والنقائص ، فآخر ما قرأته مقال (انتبهوا لتأثير الأزهر في الغرب - صحيفة المصري اليوم ) تقول صاحبة المقال " الغرب يتعامل مع الأزهر بوصفه مرجعًا دينيًّا موثوقًا به ومنارة عريقة " . وهل هذا يهين االأزهر أو يهين مصر والعروبة ، هذا شيء رائع وممتاز يجب على الجميع أن يفتخر به ويؤكد عليه؛ إلّا أن بعض المثقفين ومنهم الكاتبة لهم رأي آخر فتقول " قبل سنة تقريبًا دخلت في نقاش مع مستشرق هولندي حول الأزهر، على خلفية .....توقيع مائة عالم أزهري على رسالة إلى أبو بكر البغدادي زعيم داعش .... يبدون فيها تنصلهم من خلافته للمسلمين" . هذه الرسالة الموقعة من مائة عالم أزهري إلى شيخ المرتزقة (البغدادي) أليس تؤكد على أن الأزهر مؤسسة موثوقًا بها ومنارة عريقة ؟ ماذا كان من المثقفة؟ تقول : "أخبرته أن الأزهر لم يعد كما هو الأزهر .... وأنه اليوم تحول إلى ما يشبه "بؤر" للجهل والتخلف على جميع المستويات، يؤمه مجموعة من المعتوهين الذين يطلقون الفتاوى جزافًا" وذلك بسب كلام قالته إحدى أساتذة جامعة الأزهر عن أن "النساء الأسيرات في الإسلام حلال للرجال" ولا شك أن كلام الأستاذة (في جامعة الأزهر ) حرف و فهم بشكل خاطئ . و كان من الممكن للمثقفة المحترمة بدلًا من أن تقول " إن الأزهر تحول إلى بؤر للجهل والتخلف على جميع المستويات" أن تشرح وجهة نظر الأستاذة وأن هذا كان منذ مئات السنين وأن ( داعش ) التي تقول أو تفعل هذه الظاهرة حديثًا لا تمثل المسلمين. فحقيقة داعش أنها (عصابة ) صُنِعت في الغرب من خامات إسلامية بكل أسف. على كل الأحوال لا أحد يستطيع أن ينكر أن المثقفون يحملون الأزهر ظهور التيارات الفكرية المتطرفة وأخرهم (داعش) كما يحملون الأزهر المسؤولية عن إلقاء سلاح الجو الأمريكي أسلحة إلى ( داعش ) عن خطأ أحد طياريها لأنها خريج (طيران الأزهر ) أو بدعوى أن الطيار كان يدرس في مرحلته الابتدائية في مكتب تحفيظ القرآن الكريم في ولاية أريزونا الأمريكية. على كل حال الصورة أصبحت واضحة وضوح الشمس أن هناك حرب على الأزهر قادمة من (الغرب ) وأن هناك كثير من المثقفين أعدوا لذلك إعدادًا جيدًا - بفتح البرامج، والأعمدة الثابتة وغير الثابتة، ولكل من يسب في الأزهر من معاتيه الأزهر الحقيقيين (ميزو وشركاه ) ، وأيضًا بفتح الحسابات البنكية) يؤكد ذلك مقال لشيخ المثقفين أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية، في ذات الجريدة. أهيب بفضيلة شيخ الأزهر أن ينشأ مكتب إعلامي خاص بمشيخة الأزهر وعموم الجامعة ليرد على هذه المقالات المسمومة، وغيرها مما له علاقة بالأزهر ومؤسساته؛ لأنها تزعزع المجتمع وتؤلب الجميع على الأزهر ، وهذا من شأنه ظهور بدائل تتحدث بإسم الدين. وأهيب بالدولة أن يفيق المسؤولين فيها وخصوصًا أصحاب القنوات والجرائد الخاصة ويوقفوا الحرب على الأزهر . فمتى تتوقف الحرب على الأزهر الشريف؟ الله أعلم .