أ/ أميمه.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا مهندس 40 سنة ميسور الحال متزوج من 12 سنة ولي ثلاث أبناء.. خلال سنوات الزواج لم تحدث مشاكل حقيقية بيني وبين زوجتي وكانت علاقتنا ببعضنا وبالأهل جيدة ولكني فوجئت منذ فترة بتغير زوجتي ونفورها مني وطلبها للطلاق.. كانت الأسباب أني عصبي وغير رومانسي ومشغول عنها طول الوقت ومقصر في جميع نواحي الحياة.. حاولت معها وتعهدت لها بالتغيير وبالفعل خلال فترة 4 شهور نفذت لها كل ما كانت تشتكي منه ولكنها غير متقبلة مني أي فعل أو أي تقرب.. تدخل الأهل من الطرفين لإقناعها بأن لايوجد أسباب حقيقية تستدعي هدم الأسرة، وبأني علي استعداد لتنفيذ أي رغبات لها ولكن دون جدوي.. الآن الكل يأس، وينصحوني بالطلاق، خاصةً بعد أن رفعت عليّ قضية خلع، برغم عدم موافقة اهلها.. إنصحيني ماذا أفعل؟! فإني في حيرة بالغة من أمري.. هل أطلقها وأهدم أسرتي؟ جزاكم الله خيراً. (الرد) وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. أقدر مدى الحيرة التى تنتابك مابين رغبة زوجتك في الطلاق، وبين حرصك الشديد على عدم تفكك أسرتك وتشتت أبناءك وخوفك عليهم، ولكن يبدو أن زوجتك حدث لديها تراكم نفسي من إهمالك لها وأن رصيدك عندها قد نفذ، وأن صرختها الأخيرة جاءت متأخرة حتى تفيقك من ذلك الإهمال.. 12 عاما من عدم الاهتمام وعدم الاحتواء مع العصبية من الزوج، فضلا عن تحمل مسئولية ثلاثة أبناء للزوجة، أمر غاية في الإرهاق النفسي، وتصبح الزوجة بسببه معرضة لتقبل أى مؤثرات خارجية، مثل كلمات الحب والاحتواء والمدح... وغيرها من الكلمات التى تفتقدها من الزوج، بل وأنها تنصت وتستجيب لكثير من نداءات الاعتراض والتمرد علي ذلك الزوج المهمل لمشاعرها وكيانها الأنثوي..(وكلامى هنا معمم لكل زوج وأب انهمك في عمله، وسعيه لتحسين مستوى معيشة أسرته ماديا، مع إغفال نواحى كثيرة في حياة ونفسية زوجته وأبناءه) ولكن جميل أنك وعيت لذلك، فأن تأتى متأخراً خيراً من ألا تأتى.. ولكن الوقت حاليا غير مناسب ولا مؤهل لذلك التغيير المفاجيء منك، فعليكما أن تعطيا لنفسكما هدنة! نعم هدنة من الانفعالات النفسية التى يصاحبها غالباً قرارات وتصرفات خاطئة، لابد من الابتعاد لفترة وجيزة، ولتكن شهرا،ً حتى تستقر نفسية كل منكما،.. وفي تلك الفترة تكون اخترت حكما من أهلها تعلم عنه أنه حكيما وأن زوجتك تثق برأيه وتحترمه، ومعه حكما من أهلك أيضاً من أهل الثقة بالنسبة لك ولزوجتك، تماما مثلما علمنا المولي عز وجل في كتابه الكريم:" وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ." وبعد تلك الهدنة والابتعاد، يتدخل هذان الطرفان(الحكمان) ويحاولا الإصلاح قدر المستطاع، وبعدة وسائل أهمها كثرة الحديث العقلانى إلي الزوجة، حتى تقتنع وتتراجع عن قضية الخلع..وحبذا لو استعانت بعد الله تعالى أيضا بإحدى قريباتها أوصديقاتها التى تتوسم فيها الرصانة وتقدير الحياة الزوجية وتكون مقربة لقلب زوجتك..فإن نجح الصلح، فعليك بعده بتغيير نمط حياتك من الجذور، وإشباع زوجتك عاطفيا، ولتجعلها تري منك ما افتقدته طوال هذه السنوات من حب واهتمام ومشاركة فكرية ومشاركات فعالة وإيجابية في تربية الأبناء.. ولكن وبعد تلك المحاولات لو أصرت على الطلاق، فليس أمامك غير الرضاء بقضاء الله، والانفصال بدون تجريح منكما لبعض، فكما قال تعالي:" فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان".. ولعل بعد كل تلك المحاولات أن يكون هذا الطلاق خيرا لكم جميعا وأولهم أبنائكم، بدلا لهم من التعايش في جو مشحون بالتوتر والانفعال والانفصال العاطفي، أدعو الله أن يصلح ذات بينكما وأن يهدى كل منكما على الآخر. ....................................................................... للتواصل.. وإرسال مشكلتك إلى الأستاذة/ أميمةالسيد عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. مع رجاء خاص للسادة أصحاب المشاكل بالاختصار وعدم التطويل.. وفضلا..أى رسالة يشترط فيها الرد فقط عبر البريد الإلكتروني فلن ينظر إليها..فالباب هنا لا ينشر اسم صاحب المشكلة، ونشرها يسمح بمشاركات القراء بأرائهم القيمة، بالإضافة إلي أن الجميع يستفيد منها كتجربة فيشارك صاحبها في ثواب التناصح. ...................................................................... تنويه للقراء: لقد خصصت مساحة مميزة لقرائى الكرام من صفحتى يوم الأحد من كل أسبوع، من جريدة المصريون الورقية، لكل من يريد أن يشارك ويفتح قلبه بنصيحة أو كلمة مفيدة، ليشارك معى بكلمات هادفة، فليتفضل بإرسالها لى عبر الإيميل المخصص للباب، مرفقة باسمه وصورته الشخصية، لنشرها بصفحة "إفتح قلبك" تحت عنوان فقرة "قلب صديق"...أرحب بمشاركتكم وتواصلكم معي. ................................................................... تذكرة للقراء: السادة القراء أصحاب المشكلات التى عرضت بالموقع الإلكترونى.. على من يود متابعة مشكلته بجريدة المصريون الورقية فسوف تنشر مشكلاتكم تباعاً بها يوم الأحد من كل أسبوع..كما تسعدنا متابعة جميع القراء الأفاضل.