قال سياسيون إن عدم وجود كتلة أغلبية تحت قبة البرلمان مثل الحزب الوطني ومن بعده حزب الحرية والعدالة، يقلق النظام، ويخلق نوعًا من المعارضة بين البرلمان والحكومة، مؤكدين أن ائتلاف "دعم الدولة" المحسوب على النظام ليس له موقف موحد في كل المواقف كما أن أعضاءه انخرطوا في الكيانات الأخرى. ويرى هؤلاء أنه من الأفضل عدم وجود "مايسترو"، نظرًا لأن الأغلبية دائمًا تساند الدولة، ولا يجوز أن يدير المجلس شخص واحد، خاصة أن الديمقراطية تنادي بمشاركة الجميع. وقال الدكتور سعد الدين إبراهيم، مدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، إن "غياب المايسترو أو زعيم الأغلبية عن مجلس النواب لن يربك الدولة أو سير العمل في البرلمان"، موضحًا أن مصر قوية رغم كل الظروف التي مرت بها. وأضاف إبراهيم، في تصريح إلى المصريون": "الدولة قوية وموجودة رغم كل المصاعب التي مرت بها ولن تنهار"، مشيرا إلى أن من يتحدث عن الانهيار والإرباك، يقصد إبعاد المواطنين. من جانبه، قال هلال دندراوي، نائب رئيس حزب التجمع، إن غياب زعيم الأغلبية عن مجلس النواب، لن يربك المشهد السياسي، مشيرًا إلى أن ائتلاف دعم مصر يمثل أغلبية داخل البرلمان، لكن الأحزاب الأخرى لا تمثل شيئا. وأضاف أن البرلمان الحالي لن يكون مثل البرلمانات السابقة، التي كانت تحتكر الأغلبية عن طريق زعمائها، مثل كمال الشاذلي، وأحمد عز. وتابع في بيان له: "أن التصويت الإلكتروني أزمة الأغلبية"، موضحًا أن وجود المايسترو مهم في بعض الحالات، لكن لا يكون مثل اللواء سامح سيف اليزل، زعيم ائتلاف دعم مصر، الذي جاء ليساند الحكومة في كل قراراتها، بحسب قوله. وأوضح الدكتور صلاح سلام، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، أن عدم وجود قائد وزعيم للأغلبية داخل البرلمان لن يربك الدولة. وتابع: "لا بد أن يكون هناك تنوع، نظرًا لأنه ليس من المنطق أن يدير المجلس شخص واحد، فلا بد من وجود كتلة وتعددية داخل البرلمان توضح العمل الصحيح، كما يحدث في برلمانات العالم". وأضاف "الديمقراطية هي ألا يكون هناك زعيم للأغلبية بالبرلمان، ولا بد أن يكون هناك كوادر سياسية، تظهر من خلال الالتحام، والمشادات داخل المجلس، وليس الزعيم الواضح"، لافتا إلى أن ائتلاف "دعم مصر" بالفعل هو حزب الأغلبية، لكنه يضم آراء مختلفة، فمن الصعب أن يكون له موقف موحد في كل القضايا.