نظافة المدينة أو الحي لا يتطلب عبقرية فريدة ولا وسائلا هائلة ولا أموالا طائلة و لا فكراعاليا ..إنّه العمل البسيط السهل الممتنع .. بلا تكنولوجيا ولا انترنت ولا برمجيات ولا عقول جبارة... يكفي أن تنشأ حلقة الوعي الجمعي لتربط الذهنيات.. ما يجعل المواطنيين يفضلون بقناعة ووعي العيش الكريم بتحضر ونظافة ولياقة ويصنعون حياتهم الطبيعية الطيبة المبنية على سلوك التعاون والتشارك والمنفعة العامة والحس الجمعي والحياة الجماعية التشاركية التي لا مناص منها ، باعتبار الإنسان اجتماعي بطبعه فلا يستقيم أن يقيم حياة خاصة بعيدة عن مخالطة الناس والتأثير فيه والتأثر بهم .. وتلك هي المدنية الحديثة بمعناها الحقيقي. •••••••• ما معنى أن لا يجد الآلاف من الشباب العربي الطموح ضالته في بلده نتيجة السياسات الحكومية المنغلقة والمفلسة والفاشلة .. فينطلق نحو الأفاق ..يلتحق بالغربة مكرها يتأبط حلمه وأمله يستفيد منه الغيركطاقة كاملة مهيأة تصنع وتبدع وتنتج وتبتكر..ما دور جامعتنا ومعاهدنا البحثية.. وما جدوى مؤسساتنا الانتاجية والصناعية والخدمية إذا كان ما ننتجه من عقول يأخذه الغير كثروة ذهنية وفكرية بلا مقابل بينما صرفنا عليه الملايير تكوينا وإعدادا..أليست هذه ثروات مهدورة محرمٌ تركها للنزيف ونحن في أمس الحاجة إليها..هل لنا أن نتوب على هذا التهجير الممنهج للمبدعين والمفكرين وأصحاب العقول ورواد المشاريع والأفكار ..هل من طريقة عبقرية لخط الرجعة والكف عن سياسات التيئيس ونشر الاحباط والقنوط وبناء آمال جديدة لشباب يطمح ويأمل في بلده . •••••• ترتيبنا العربي والإسلامي في مراتب متدنية جدا على مستوى التنمية الاجتماعية والبشرية وفي أداء التعليم ونجاعة الصحة وجودة الجامعة وضعف ..وتدني ظروف العيش الكريم ..أليس هذا كافٍ لننهض ونشتغل ونعمل بجد من أجل أن نخرج من خطوط التخلف والفقر والأمية ..ونسعى بخطوات بسيطة لتصحيح الاختلالات ونعيد بارقة الأمل في أوطان مزدهرة سائرة في طريق النمو والتنمية والخروج من دوائر الهامش العالمي الذي نقبع فيه منذ عقود ..هذا لا يتأتى بالشعارات والأغنيات والأمنيات ..بل بالعمل وتغيير الذهنيات والسياسات والتوبة عن الخطط الفاشلة والتراجع عن التسيير السيء والتفكير الرديء والعقليات البالية. ..elyazid- guenifi .كاتب جزائري..