حرية التعبير والكلمة والرأي استحقاق نالته الشعوب، و ليست مِنّة لأحد على أحد ..لأنّه ثمن تضحيات ومكابدات شعوب لطالما عانت الكبت والقهر والحرمان والاستبداد والتعسف .. ونعمة الانفتاح الاعلامي والسياسي التي تجتاح العالم هو الثقب الصغير والنافذة التي ما تلبث أن تكبر يوما بعد يوم لكشف فساد الأنظمة وتحكمها وتغولها على شعوبها وأكل أموالها بالباطل ووقوفها حاجزا أمام التنمية والرفاه والتقدم والازدهار والكرامة ..اليوم لم تعد الشعوب تحت الظلام مسيطرا عليها تماما كما كان سابقا، لأن المعلومة متاحة والنشر انتشر بشكل عارم ومتعدد ومتنوع ..والشعوب المقهورة أمامها نافذة كبيرة على العالم لتخبر وتعلم عن معاناتها من الظلم والفقر وسطوة الأنظمة المستبدة والفاشلة ..وإذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر. •••••• وسائل التواصل الاجتماعي هي نافذة فريدة للحوار وإبراز الأفكار والمعلومات والثقافات بين الشعوب..إن حَسُن استعمالها فهي بديل جيد ومميز لوسائل الإعلام التقليدية .. إنّها أبدع وأروع ما اخترع العقل البشري لتقريب الناس ببعضهم فوق البسيطة ..إنّها البديل المستقبلي للصحف والقنوات بما تحققه من انتشار واسع وسرعة فائقة في نقل الخبر والمعلومة والفكرة ..إذ أصبح "الفايس بوك" و"تويتر" صحيفة لمن لا صحيفة له .... ملايين الصفحات اليوم باتت منصات لنقل الأخبار والأفكار والحوار والحوادث والصور اليومية ..معها تحول العالم إلى شاشة صغيرة على جهاز الهاتف ...سقطت حواجز النشر والمنع .. والكل أصبح ينشرعلى صفحته.. وتعدى الأمر إلى الإعلان والتجارة والبيع الإلكتروني..لكن هذا لا يمنع أنّ الأمر فيه سلبيات ،فالحرية المطلقة مفسدة مطلقة ..ولا بد من قوانين واضحة لكبح التدفق العشوائي للمعلومات من دون حسيب ولا رقيب ..حتى لا يسقط العالم في شبكات التلفيق والأكاذيب والمعلومات المغلوطة التي ربما تؤدي إلى خراب دول وحروب حمقاء خاسرة نتيجة معلومات وتسريبات وتلاعبات باطلة من نسج الخيال.
•••• التعلم بالكتاب أو التعلم بالكمبيوتر أو الجهاز اللوحي هي وسائل اختلف الناس في مدى نجاعتها في صناعة الثقافة ونشر العلم والمعرفة ..مع أنّ الكتاب يبقى القيصر الوحيد في عالم الأفكار والعلوم والثقافة ..إلا أن الوسائل الجديدة للتعلم هي أيضا من السهولة بمكان للنشر والقراءة والمطالعة ..إذ تحفل الشبكة العنكبوتية بملايين الكتب المعروضة ..فيكفي أن تدخل لأي موقع كتب عالمي أو محلي لتجد المائدة عامرة بما كنت تحلم بقراءته ..وهاهو اليوم بين يديك في بضع ثوان ..يبقى الكتاب الرافد المميز للثقافة بلا منازع لكن تدفق الكتاب الالكتروني أمر جيد للبحثة ..وقد أتاحت الأنترنت الفرصة التاريخية لكل صاحب فكر للنشر والبحث وإطلاع العالم بما لديه من فكر وإبداع من دون تكاليف باهضة ولا عراقيل بيروقراطية فاسدة ..وفُتح المجال للتدوين الالكتروني للجميع ولم يعد حكرا على صاحب المال والسلطة فقط ..وتلك من نعم الانفتاح العلمي و المعرفي العالمي المقبل على طفرات هائلة في صالح العلوم والاكتشافات والإضافات وإبداعات البشر. el yazid -guenifi .كاتب من الجزائر ..