ربما لم تكن المرة الأولى التي يهاجم فيها الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى, لكنه يعد الهجوم الأقوى ضده منذ أن وطأت قدما السيسى القصر الرئاسى, حيث ظل هيكل أحد أهم الشخصيات التي آزرت السيسى في وصوله للرئاسة كما قال كثيرون, إلا أن الرياح قد تأتى بما لا تشتهى السفن أحيانًا فانتقادات هيكل الأخيرة كانت مصدرًا للتساؤل من الجميع لاسيما أن تلك الانتقادات الموجهة للسيسى لم يوجهها هيكل خلال عهد الرئيس المعزول محمد مرسى, وهو ما كان له صدى مختلف لدى عدد من المؤيدين للسيسى الذين رأوا بدورهم عدة أسباب لتلك الهجوم. وأبرزت عدة شخصيات دواعي هجوم هيكل على السيسى بأن الأول خرج من حلبة النظام القائم بناء على رغبة الثاني. لقاء هيكل الذي تمت إذاعته عبر قناة سى بى سى مع لميس الحديدى ولم تتناوله صحف أو مواقع صحفية إلكترونية سوى جريدة الشروق, انتقد خلاله هيكل الرئيس السيسى بشكل وصل إلى درجه التعبير عن تخوفه من أن تخرج مصر من التاريخ، مشيرًاك "لا أظن أن مجمل السياسات المطروحة على الساحة يكفى لإقناع الناس بأن هناك مستقبلا مرضيا ومقبولا". وأشار هيكل إلى أنه "ذهبنا وتوقفنا ولا نعلم إلى أي اتجاه سيقودنا القطار.. الحقيقة هناك أشياء كثيرة متروكة للتمني وأنا أخشى من هذا". من جانبه أبدى الكاتب الصحفي محمد أمين، تعجبه من هجوم هيكل على الرئيس عبد الفتاح السيسي، مرجعًا السبب إلى أن هناك إحساسًا بأنه يشكو من «الهجر».. هناك شعور بأنه يشعر بالاستبعاد، كما لم يتوقع بالمرة! متسائلا: "هل كان يطمع «هيكل» أن يكون إلى جوار «السيسى»، كما كان مع «عبدالناصر»؟.. هل كان يريد أن يعود الرجل الأوحد مرة أخرى؟.. هل خاب ظنه؟.. هل كان السيسى من الذكاء، بحيث يبتعد فى الوقت المناسب، ليثبت أنه شخصية مستقلة، لها رؤيتها الخاصة؟.. هل أراد أن يقول له إن مصر الآن غير مصر الستينيات؟.. ما معنى رسالة الأستاذ بأن مصر مهددة بالخروج من التاريخ والجغرافيا؟.. وكيف ننقذها؟!
من جانبه قال المستشار حسنى السيد الخبير السياسى إنه لاشك الآن هيكل رجل تاريخ ورجل كل العصور ولديه خلفية وذاكره قوية, لكنه يعيش إلى الآن فى زمن عبد الناصر مركزا فى مبادئه على العقود الماضية والزمن الماضى بحيث إنه لا يدرك أن الزمن تغير وأن مصر خرجت من ثورتين وأنه لولا وجود السيسى فى تلك الفترة كانت مصر شأنها شأن الدول العربية لا أحد قادر يواجه ما يحدث فى الدول العربية.
واعتبر "السيد" فى تصريحات ل"المصريون" أن هيكل وجد نفسه خارج نطاق السلطة والنظام الحالى فأراد بهذا الهجوم أن يثبت وجوده, وأنه ما زال داخل النطاق السياسي, مشددًا على ضرورة ألا يعقد هيكل مقارنات بين السيسى وبين عبد الناصر, فالوضع الراهن يجبر أي مصري على أن يدلى بدلوه بصرف النظر عن أنه يكون داخل أو خارج المنظومة السياسية. وأكد أن مصر تمر بظروف قاسية لأنها تواجه حروب من الداخل سواء من الإرهاب أو ضد حركة التنمية, وضد محاولة الحفاظ على الشأن الداخلي, كما أنه يتعرض من ناحية الخارج لهجمات ومحاولات للتدخل في شأنها الداخلي.