فجأة فتح ملف المناضل العمالي والوزير السابق كمال أبو عيطة.. ولا ندري من الذي "فتش" في دفاتره القديمة، في محاولة لا تخفي قصدها "تلويث السمعة". أبو عيطة، ترك الوزارة منذ فترة طويلة، ولكن تواترت تقارير إعلامية، تقول إنه متهم في وقائع فساد أثناء توليه الوزارة! اللافت أنه لم تستدعه أي جهة تحقيق، ولا توجد جهة اتهام، وتلقى أبو عيطة الخبر وهو في بيته، مثله مثل بقية المصريين، ولا أحد يعرف يقينًا مصدر "تلويث السمعة". واللافت أيضًا، أن أبو عيطة، وضع في بؤرة الاستهداف، في ميدان رماية 30 يونيو، كمحطة من بين سلسلة استهدافات أخرى، مثل عمرو الشوبكي في انتخابات مجلس الشعب، والبرلماني خالد يوسف، في قضية "فيديوهات" أحمد موسى.. ومن قبلها تم حبس قادة ورموز يناير. ويبدو لي أن ثمة اتجاهًا لتصفية كل من تنحدر أصوله الحركية والسياسية إلى ثورة يناير.. فالشبكي (شارك في وضع دستور 2015) ولكنه ينتمي إلى يناير.. وكذلك المخرج خالد يوسف.. صحيح أنه ساهم في إخراج مشهد 30 يونيو، الذي أطاح بمرسي والإخوان، إلا أنه أيضًا ينحدر في "طبقات الرجال" إلى أصول ينايرية. غير أن أبو عيطة، يختلف، فهو ليس ظاهرة ارتبطت بيناير وحدها، ولكنه كان جزءًا من الحراك السياسي الذي أسس لحركة كفاية وبعدها ل6 إبريل.. ولتيار وطني مهد بنشاطه السياسي والنقابي الجسور وبالتراكم لثورة يناير.. فهو يمكن وصفه بأنه من الآباء المؤسسين للحراك الشعبي الذي أطاح بنظام حكم عائلة مبارك.. وهو كما وصفه الراحل محمد عودة ب"مؤذن الثورة" و"ضمير الناس". أبو عيطة.. أحد أبرز مؤسسي الضمير الثوري والأمين عليه، فهو لم يتخل عن الثورة أو انصرف من الميادين، بل إنه استأنف نضاله بعد سقوط مبارك ضد المجلس العسكري، وطاف الشوارع هاتفًا ومطالبًا بخروجه من السلطة.. ويذكر أنه رفض منصب وزير القوى العاملة أثناء الثورة في حكومة تسيير الأعمال بقيادة أحمد شفيق. استهداف كمال أبو عيطة، هذه الأيام، ربما يكون مفتاحًا لفهم واستشراف مستقبل العلاقة بين 25 يناير و30 يونيو. فمن الواضح، أن القوى التي سطت على ميراث الثورة، وهي جميعها تكره يناير كراهية العمى، وتسوق بأنها مؤامرة أمريكية لإسقاط الدولة، لم تأت فقط بنزعة ثأر منزوعة الأخلاق والإنسانية، وإنما لتصفية كل من ينتمي إلى يناير، حتى لو كان متدثرًا بحراك 30 يونيو. وفي تقديري.. فقد تشهد الأيام القادمة، استهداف شخصيات ينايرية أخرى، إما بتلويث الأعراض "تسريبات، مقاطع فيديو".. أو بتلويث السمعة "ملفات فساد مزعومة". وهي في واقع الحال عملية فرز طبيعية ومتوقعة، فلا يمكن أن يتحمل من خرجوا من رحم اللصوصية أن يتعايشوا مع نقاء ثوار يناير. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.