عقب صعوده إلى النهائي مرتين خلال النسخ الأربعة الأخيرة للبطولة، يسعى منتخب مصر لكسر سلسلة سوء الحظ التي واجهته في الفترات الأخيرة، وذلك خلال مشاركته في النسخة المقبلة من بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم، على أمل تعزيز رقمه القياسي كأكثر المنتخبات فوزًا باللقب. ويبحث الفراعنة عن التتويج باللقب للمرة الثامنة في تاريخهم والأولى منذ 16 عامًا، خلال مشاركتهم في نسخة «أمم أفريقيا 2025» التي تُقام في المغرب من 21 ديسمبر 2025 حتى 18 يناير 2026. وأوقعت قرعة دور المجموعات منتخب مصر، الذي يشارك للمرة ال27 بوصفه أكثر المنتخبات ظهورًا في البطولة، في المجموعة الثانية، إلى جانب منتخبات جنوب أفريقيا، الفائز باللقب عام 1996، وأنجولا وزيمبابوي. وسبق للمنتخب المصري، الفائز بالبطولة أعوام 1957 و1959 و1986 و1998 و2006 و2008 و2010، مواجهة منافسيه الثلاثة في النسخة القارية من قبل. وسيخوض منتخب مصر مواجهة رابعة ضد جنوب أفريقيا في كأس الأمم الأفريقية، بعد أن التقيا في ثلاث مناسبات سابقة؛ الأولى في دور المجموعات نسخة 1996 بجوهانسبرج وانتهت بفوز مصر 1 - 0، الثانية في نهائي نسخة 1998 في بوركينا فاسو وفاز الفراعنة 2 - 0، والثالثة في دور ال16 نسخة 2019 بمصر، حيث تغلبت جنوب أفريقيا 1 - 0 لتقصي أصحاب الأرض. أما مواجهة أنجولا، فستكون الثالثة بين الفريقين في البطولة، بعد انتصار مصر في المباراتين السابقتين؛ الأولى في مرحلة المجموعات نسخة 1996 في جنوب أفريقيا، والثانية في دور الثمانية نسخة 2008 بغانا، بنفس النتيجة 2 - 1. وسيلتقي منتخب مصر زيمبابوي للمرة الثالثة أيضًا في البطولة، بعد الفوز 2 - 1 في دور المجموعات نسخة 2004 بتونس، ثم فوز آخر 1 - 0 في دور المجموعات نسخة 2019. ويأمل المنتخب في تقديم نتائج أفضل من نسخة 1988 التي استضافتها المغرب، حيث خرج من دور المجموعات لأول مرة بعد خسارة أمام الكاميرون وتعادل مع نيجيريا وفوز على كينيا. ويتطلع الفراعنة للعودة إلى منصة التتويج بعد خسارة نهائي نسخة 2017 بالجابون ونهائي نسخة 2021 بالكاميرون أمام السنغال بركلات الترجيح، مع العلم أن الفريق يظهر حالياً في أفضل حالاته بقيادة المدرب المحلي حسام حسن الذي تولى المسؤولية في فبراير 2024 خلفًا للبرتغالي روي فيتوريا عقب خروج مصر من دور ال16 نسخة الماضية بكوت ديفوار. وتحسنت نتائج منتخب مصر مع حسام حسن، وهو ما انعكس على التصنيف الأخير للفيفا، حيث يحتل المنتخب المركز ال34 عالميًا والثالث أفريقيًا. واكتسب المنتخب قوة دفع كبيرة بعد تأهله في أكتوبر الماضي لنهائيات كأس العالم 2026 للمرة الرابعة في تاريخه. ويُعول على محمد صلاح، نجم ليفربول الإنجليزي وقائد المنتخب، لتحقيق الفوز باللقب القاري، بالإضافة إلى عمر مرموش، مهاجم مانشستر سيتي، الذي يمثل رهانًا هجوميًا مهمًا للفريق، إلى جانب مجموعة متجانسة من اللاعبين المحترفين محليًا وخارج مصر. وحصل منتخب مصر على بطاقة التأهل ل«أمم أفريقيا 2025» بعد تصدره المجموعة الثالثة بالتصفيات التي ضمت بوتسوانا وموريتانيا والرأس الأخضر، مسجلاً 14 نقطة من 4 انتصارات وتعادلين، مع تسجيل 12 هدفًا مقابل هدفين فقط في مرماه، وكان محمود حسن «تريزيجيه» هداف الفريق برصيد 4 أهداف. ويعد منتخب مصر الأكبر تاريخيًا في كأس الأمم الأفريقية، حيث خاض 111 مباراة في 26 نسخة سابقة، فاز في 60 وتعادل 24 وتلقى 27 هزيمة، مسجلاً أعلى حصيلة تهديفية ب175 هدفًا مقابل 97 هدفًا في شباكه، كما تُوّج بثلاثة ألقاب متتالية في 2006 و2008 و2010، وحافظ على سجل خالٍ من الهزائم في 25 مباراة متتالية بين 2004 و2017. ويمثل المنتخب المصري إرث الكرة العربية والأفريقية، حيث تأسس اتحاد الكرة المصري عام 1921 وانضم للفيفا عام 1923، وكان من مؤسسي الاتحاد الأفريقي عام 1957. وخاض الفراعنة أول مباراة دولية ضد إيطاليا في 28 أغسطس 1920، وحقق أكبر فوز بتاريخهم على لاوس 15 - 0 في نوفمبر 1963، فيما كانت هزيمتهم الأثقل 3 - 11 أمام إيطاليا في يونيو 1928. وتميز منتخب مصر بالمشاركة في كأس العالم ثلاث مرات 1934 و1990 و2018 دون تحقيق أي فوز، بينما شارك في كأس القارات 1999 و2009 محققًا الفوز على إيطاليا في مباراة تاريخية. وحقق الفراعنة أيضًا العديد من الألقاب الأخرى منها ذهبية الألعاب الأفريقية مرتين، وأربع مرات ذهبية الألعاب العربية، وكأس العرب ومرة واحدة ذهبية ألعاب البحر المتوسط. ويحتل قائد المنتخب السابق أحمد حسن الرقم القياسي في المباريات الدولية ب184 مباراة، فيما يظل حسام حسن أكثر اللاعبين تسجيلاً للأهداف ب68 هدفًا. وسيخوض منتخب مصر مبارياته الثلاث في دور المجموعات على ملعب «أدرار» بمدينة أغادير، حيث يبدأ بمواجهة زيمبابوي في 22 ديسمبر، ثم جنوب أفريقيا في 26 ديسمبر، وختامًا مع أنجولا في 29 ديسمبر.