حذرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية من أن تصريحات المرشح الجمهوري المحتمل في انتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب, حول منع المسلمين من دخول الولاياتالمتحدة, تصب في خدمة تنظيم الدولة "داعش". ونقلت الصحيفة في تقرير لها في 9 ديسمبر عن محللين قولهم إن تصريحات ترامب غير مسئولة, وستزيد من أعمال العنف ضد أمريكا. وتابعت " تصريحات ترامب ستدفع المزيد من الشباب المسلم نحو تنظيم داعش", مشيرة إلى أنها تشعل وقود الكراهية. واستطردت الصحيفة "هناك الكثير من الناس في الشرق الأوسط يلجأون إلى السفر إلى الولاياتالمتحدة باعتبارها الملاذ الأخير الذي يمكن السفر إليه إذا ما زادت الأمور سوءا، لأنها مكان الحرية". وأشارت إلى أن تصريحات ترامب جعلت البعض يتشكك في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لوجود مرشح فيها, مثل ترامب, صاحب المواقف الإقصائية. وكان ترامب، الذي يسعى للفوز ببطاقة الحزب الجمهوري في الترشح لرئاسة البيت الأبيض لعام 2016 , دعا في 7 ديسمبر، إلى منع المسلمين من دخول الولاياتالمتحدة. ونقلت "رويترز"عن ترامب, قوله في بيان صحفي، إنه يدعو إلى "منع كامل وشامل للمسلمين من دخول الولاياتالمتحدة حتى يتمكن المشرعين من فهم ما يحدث". وأضاف ترامب الذي دعا إلى مراقبة المساجد وتأسيس قاعدة بيانات للمسلمين الذين يعيشون في الولاياتالمتحدة "من الواضح أن الكراهية تجاوزت حدود الفهم، ولذا يجب أن نعرف من أن تأتي الكراهية ولماذا". وتابع "حتى نحدد ونفهم هذه المشكلة والتهديد الذي تمثله، دولتنا لا يجب أن تكون ضحية لاعتداءات من أشخاص يؤمنون فقط بالجهاد وليس لديهم أي احترام للحياة الإنسانية". وقال البيت الأبيض في بيان له الثلاثاء 8 ديسمبر إن تصريحات دونالد ترامب عن المسلمين تجعله غير مؤهل لسباق الرئاسة، ودعا الجمهوريين إلى إقصائه فورا، بينما أكد مسؤول أمريكي أن مقترحات ترامب عن المسلمين ستقوض أمن أمريكا. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست إن نوعية حملة ترامب الرئاسية فيها خطاب مكانه "مزبلة التاريخ"، وإن "تصريحاته مسيئة وتسمم الأجواء، ولا تمنحه أهلية شغل منصب الرئيس". وأضاف أن تصريحات المرشح الجمهوري المحتمل لسباق الرئاسة "منحطة أخلاقيا وسيكون لها عواقب على أمننا الوطني"، مشيرا إلى أن "السؤال الحقيقي للحزب الجمهوري هو هل سيسمح لنفسه بالانجرار إلى مزبلة التاريخ مع دونالد ترامب؟". وأكد إرنست أن مرشحي الرئاسة الجمهوريين الذين تعهدوا بدعم الشخص الذي سيفوز بترشيح الحزب ينبغي أن يتبرؤوا من ترامب "فورا"، قائلا إن اقتراحه فرض حظر على دخول المسلمين إلى الولاياتالمتحدة يجرده من أهلية أن يكون القائد العام للقوات المسلحة. ومن جانبه, قال وزير الخارجية جون كيري إن تصريحات ترامب "غير بناءة" في الحرب التي تخوضها الولاياتالمتحدة ضد تنظيم الدولة "داعش". وبدوره, قال وزير الأمن الداخلي الأمريكي جي جونسون في 8 ديسمبر إن "اقتراح دونالد ترامب فرض حظر على دخول المسلمين إلى الولاياتالمتحدة مهين، بل وسيقوض الأمن الأمريكي بإحباطه الجهود الرامية إلى التواصل مع الطائفة المسلمة". وأضاف جونسون في تصريح تليفزيوني "ليس من الصواب عمل هذا، وهو ضار بجهود أمننا القومي". وجاءت تصريحات ترامب المثيرة للجدل في أعقاب اتهام زوجين مسلمين بإطلاق النار في 2 ديسمبر خلال احتفال في مركز لذوي الاحتياجات الخاصة بسان برناردينو في كاليفورنيا، مما أدى إلى مقتل 14 شخصا، وقال مكتب التحقيقات الاتحادي إن الحادث كان له دوافع متطرفة. وشبه ترامب اقتراحه بتلك المقترحات التي نفذها الرئيس الأمريكي الأسبق فرانكلين روزفلت على أناس ينحدرون من أصول يابانية وألمانية وإيطالية أثناء الحرب العالمية الثانية. ويسعى ترامب للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة عام 2016، وقال لتليفزيون "إي.بي.سي", مهاجما المسلمين :"ليس لدينا خيار إلا أن نفعل هذا.. بيننا أناس يريدون أن ينسفوا مبانينا ومدننا". وأكدت منظمات وهيئات مدنية في الولاياتالمتحدة وكذلك البيت الأبيض أن اقتراح ترامب يتعارض مع القيم الأمريكية، إذ إنه يستهدف أناسا لا لشيء إلا بسبب دينهم. وحسب "الجزيرة", قوبلت تصريحات ترامب باستهجان مرشحين جمهوريين وكذلك دول ومنظمات أوروبية، كما رفضتها الأممالمتحدة والمنظمة الدولية للهجرة.