قالت صحيفة "معاريف" العبرية إن المجتمع الفلسطيني يرى في العجز الإسرائيلي عن وقف الهجمات المتواصلة في القدس والضفة الغربية, ضوءا أخضر لاستمرارها. وأضافت الصحيفة الإسرائيلية في مقال نشرته في 7 ديسمبر أن على منفذي الهجمات أن يعلموا أنهم سوف يدفعون وعائلاتهم أثمانا فادحة جراء عملياتهم هذه، من خلال الإغلاق الكامل للأحياء التي يخرجون منها، وقيام الجيش الإسرائيلي بشن حملات الاعتقالات الجماعية، وهدم البيوت، والاقتحامات المتواصلة للمناطق الفلسطينية. وتابعت " الإجراءات السابقة تعني أن يدفع المنفذون ثمن عملياتهم بالقتل والموت، بينما يدفع ذووهم ثمناً آخر يتمثل في تلك العقوبات عقب موتهم". وأشارت الصحيفة إلى أنه لا بد من رفع وتيرة العقوبات ضد الفلسطينيين بما تشمله من مصادرة الأراضي، وهدم بيوت، وطرد عائلات المنفذين إلى قطاع غزة، ووضع القيود على حرية التحرك، ووقف تصاريح العمل، وفرض الإقامة الجبرية، وصولا إلى بناء تجمع استيطاني في كل مكان تحدث فيه عملية فلسطينية ضد اليهود. واستطردت "بات واضحا أن السياسة الإسرائيلية العاجزة تعني مواصلة سفك المزيد من دماء اليهود ومواصلة الهجمات الفلسطينية". وكان الكاتب الإسرائيلي أريئيل كهانا قال إن الهجمات الفلسطينية تتواصل, وكأن إسرائيل فاقدة القدرة، وعاجزة عن وقفها، رغم الموازنات المالية الهائلة, التي يتلقاها الجيش الإسرائيلي. وأضاف كهانا في مقال نشرته له صحيفة "معاريف" العبرية في 7 ديسمبر أن إسرائيل ما زالت تتلقى الهجمات الفلسطينية للشهر الثالث على التوالي, دون أن تجد حلاً لها. وتابع " رغم قرارات الحكومة الإسرائيلية بتعزيز القوات العسكرية، وإجراء الاعتقالات الجماعية وهدم منازل منفذي الهجمات، إلا أن كل هذه السياسات لم تنجح في كبح جماح الفلسطينيين، والنتيجة أن الهجمات تتواصل وكأن إسرائيل فاقدة القدرة, وعاجزة عن وقفها". واستطرد "رغم الموازنات المالية الهائلة التي يتلقاها الجيش الإسرائيلي، وكان آخرها موازنة عام 2016 التي بلغت خمسين مليار شيكل، ومع ذلك فلا ينجح هذا الجيش في الحد من الهجمات الفلسطينية، فضلاً عن وقفها كلياً، والنتيجة أن السكاكين تواصل طعن الإسرائيليين، والسيارات تواصل دهسهم في الطرقات". واستشهد فلسطيني الاثنين 7 ديسمبر متأثرا بجراحه البليغة التي أصيب بها عقب إطلاق النار عليه من قبل جنود الاحتلال بعد طعنه جنديا إسرائيليا من حرس الحدود على حاجز المافيا قرب المسجد الإبراهيمي في الخليل بالضفة الغربيةالمحتلة. وذكر متحدث باسم شرطة الاحتلال أن الجندي أصيب بجروح خطيرة, فيما نقلت "الجزيرة" عن شاهد عيان قوله إن قوات كبيرة من جيش الاحتلال هرعت إلى مكان الحادث، وفرضت طوقا أمنيا ومنعت الفلسطينيين من الاقتراب من موقع الهجوم. ويأتي هذا الحادث، بعد يوم من استشهاد شاب فلسطيني برصاص إسرائيليين استهدفوه عقب تنفيذه عملية دهس وطعن وسط مدينة القدسالغربية. وتشهد الأراضي الفلسطينية منذ مطلع أكتوبر الماضي مواجهات متواصلة بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال.واندلعت المواجهات بسبب إصرار مستوطنين يهود على مواصلة اقتحام ساحات المسجد الأقصى تحت حراسة أمنية من قبل شرطة الاحتلال. وكانت وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت يوم الجمعة 4 ديسمبر أن 114 فلسطينيا استشهدوا في الضفة الغربيةوالقدس وقطاع غزة برصاص جيش الاحتلال، منذ بدء المواجهات, التي أطلق عليها البعض " انتفاضة الأقصى".