رغم اتهام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركتي حماس والجهاد بالمسئولية عن تفجر الأوضاع بالقدسالمحتلة, إلا أن صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية دحضت مزاعمه في هذا الصدد, بل وفجرت مفاجأة مفادها أن "ما يحدث في المدينة المقدسة, هو انتفاضة جديدة يقودها المراهقون الفلسطينيون". وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 16 نوفمبر أن معظم المحتجين في شوارع القدس من المراهقين, الذين لا يتلقون أوامر من حزب أو جماعة، رغم ادعاء نتنياهو أن "ساسة فلسطينيين ومتطرفين إسلاميين يقودون العنف". وأشارت الصحيفة إلى أحد المشاركين في الاحتجاجات ضد جنود الجيش الإسرائيلي بالقدس عمره 16 عاما ويطلق عليه أصدقائه اسم "البطريق"، كما أن هناك العديد من المراهقين المشاركين في إلقاء الحجارة على الجنود الإسرائيليين, والذين يؤكدون أنهم لا يساندون أي فصيل سياسي فلسطيني، بل إنهم يصفون رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بأنه "أحمق قديم". كما أشارت "واشنطن بوست" إلى أن البالغين يشاركون أيضا في الانتفاضة, ويشنون الهجمات بالأسلحة البيضاء والدهس بالعربات ضد الإسرائيليين في القدس, إلا أن المراهقين يشكلون لب المقاومة العنيفة ضد إسرائيل. وفي سياق غير بعيد، سلطت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أيضا الضوء على مواصفات الفلسطينيين منفذي عمليات الطعن والدهش الأخيرة، قائلة :" إن القاسم المشترك الوحيد بينها أنه لا يمكن الإشارة في أي منها إلى كونها عملية مخططة تمت بأمر مباشر من منظمة إرهابية". وشهدت القدسالمحتلة والضفة الغربية منذ منتصف أكتوبر الماضي حوادث طعن ودهس استهدفت مستوطنين, في إطار الرد على الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى. وبالإضافة إلى حوادث الدهش والطعن, تشهد القدسالمحتلة أيضا مظاهرات شبه يومية, احتجاجا على الاقتحامات الإسرائيلية من قبل مسئولين ونواب ومتطرفين لباحة المسجد الأقصى، وضد الإجراءات الإسرائيلية التي منعت المصلين المسلمين تحت سن معينة من دخول الحرم, بجانب التوسع الاستيطاني غير المسبوق في المدينة المقدسة. وكان يستحاق يوسف، الحاخام الأكبر لليهود الشرقيين في إسرائيل، دعا في 8 الإسرائيليين للكف عن اقتحام المسجد الأقصى، موضحا أن هذه الاقتحامات هي السبب الرئيسي لدهس وقتل اليهود في القدس. وأوضحت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن الحاخام أكد أنه لا يجوز أن يقتحم اليهود المسجد الأقصى، لأن فى هذه الخطوة استفزازا للعرب, وسببا للتحريض وإشعال الأجواء في القدس. وأثارت هذه التصريحات حفيظة الكثيرين فى إسرائيل، أبرزهم أعضاء الكنيست اليمينيين من حزب "بنيت", الذين سارعوا لمهاجمته والرد عليه، ووصفوه بأنه لا يمثل أحدًا، وأنه استغل المنصة التي منحت له فى جنازة قتيل للتحريض على الضحية بدل اتهام الجلاد، على حد تعبيرهم. ولفتت الصحيفة إلى أن النواب اليمينيين بالكنيست يصرون على استخدام أقصى العقوبات بحق منفذي عمليات الدهس الأخيرة في القدس، منها هدم منازلهم وتهجير عائلاتهم، فى محاولة لردع كل من يخطط أو يحاول تنفيذ عملية. وبدوره, قال الجنرال أودي سمحوني، الذي قاد في السابق إحدى الفرق في جيش الاحتلال الإسرائيلي، إن تفجير قضية المسجد الأقصى، والتواصل في تدنيسه، سيفضي إلى توحيد العالم الإسلامي ضد إسرائيل. وانتقد سمحوني، في مقال له، نشره موقع "والا " الإخباري الإسرائيلي في 9 نوفمبر، سلوك نتنياهو، الذي لا يحرك ساكنًا من أجل وقف ما يجري، مشيرًا إلى أن كبار الوزراء في حكومة نتنياهو, هم الذين يقودون الحملة ضد المسجد الأقصى. واستخف أيضا بمزاعم الجماعات الدينية اليهودية حول "حق اليهود في السيادة على المسجد الأقصى". واتهم سمحوني، قيادات اليمين الإسرائيلي، بأنها تحاول توظيف قضية "الهيكل" من أجل تحقيق مكاسب سياسية ضيقة، محذرًا من أنهم يقدمون على ذلك, على الرغم من أنه ينطوي على "سفك دماء يهودية". ويبدو أن شرطة الاحتلال بدت عاجزة أمام انتفاضة القدس, حيث ذكرت صحيفة "يديعوت" العبرية في 10 نوفمبر أن الشرطة الإسرائيلية تعارض اقتحامات نواب الكنيست للمسجد الأقصى, من أجل تهدئة الأوضاع. ونقلت الصحيفة عن مصدر في الشرطة الإسرائيلية قوله :"إن على النواب أن يفهموا بأننا على شفا انفجار في القدس، وينبغي لهم أن يبدو المسؤولية, يجدر بهم ألا يقتحموا المسجد الأقصى في الأسابيع القريبة القادمة". يذكر أن إسرائيل اتخذت من خطف وقتل ثلاثة مستوطنين في يونيو الماضي بالقرب من مدنية الخليل بالضفة الغربية, ذريعة للعدوان على قطاع غزة بين الثامن من يوليو والسادس والعشرين من أغسطس, والذي أوقع نحو 2200 شهيد, و11 ألف جريح