كشفت صحيفة "معاريف" العبرية أن إسرائيل في ورطة حقيقية, ولا تملك حلولا سحرية لوقف الهبة الشعبية الفلسطينية المتصاعدة في القدس والضفة الغربية, والتي يمكن أن تستمر سنوات. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 24 أكتوبر أن إسرائيل ما تزال تعيش حالة من العجز في مواجهة العمليات الفلسطينية, التي تستهدفها، فيما منح قائد الجيش الإسرائيلي غادي آيزنكوت تسهيلات للفلسطينيين في مناطق التماس لامتصاص غضبهم. وتابعت " التجارب الإسرائيلية من الانتفاضتين الفلسطينيتين السابقتين عامي 1987 و2000 , ليست مشجعة كثيرا، لأن تل أبيب احتاجت سنوات لإعادة الهدوء، والأمر يبدو اليوم أصعب مع وجود فتيان فلسطينيين مسلحين ببضعة سكاكين ويقودون عدة سيارات، ويتسببون بفقدان إسرائيل للأمن". وتحدثت الصحيفة عن مفاجأة جديدة مفادها أن بعض الإجراءات التي نفذتها مؤخرا أجهزة الأمن الإسرائيلية, لم تؤد إلى وقف عمليات الطعن، ومن هذه الإجراءات إقامة جدار أمني في أحياء القدس، وهدم منازل منفذي العمليات، وقرارات إبعاد بعض عائلاتهم إلى غزة. وكانت الصحيفة ذاتها كشفت أيضا في وقت سابق عن مفاجأة مفادها أن انتفاضة الفلسطينيين الحالية في القدسالشرقية والضفة الغربية, دفعت نسبة كبيرة من الإسرائيليين للتردد على الأطباء النفسيين, بسبب حالة الذعر, التي تسيطر عليهم. وأضافت معاريف في تقرير لها في 20 أكتوبر أن عدد القتلى الإسرائيليين في العمليات الأخيرة بالطعن والدهس لا يقترب إلى معطيات وأرقام القتلى في الانتفاضة الثانية، لكن مشاعر الخوف والقلق في الجمهور الإسرائيلي أكثر بكثير. وتابعت أن عمليات الطعن والدهس فاقمت من ذعر الإسرائيليين، لأنهم لم يتعرضوا لمثل هذه الهجمات في الانتفاضتين الأولى 1987 , والثانية 2000 . ونقلت الصحيفة عن مسئولة بإحدى العيادات النفسية بتل أبيب, وتدعى غيلا سيلاع، قولها :"وصلنا إلى مرحلة تقترب من حالة الانهيار النفسي للإسرائيليين، لقد استنفدنا كل طواقمنا العاملة، وبدأنا نعمل لتهدئة الإسرائيليين, كما لو كنا في حالة حرب حقيقية". وتابعت سيلاع "يتوجه إلينا الإسرائيليون من كل الأصناف, الجنود، والفتيان، والمسنين، وكل منهم يقدم شكواه ومعاناته, بسبب تزايد العمليات الفلسطينية". وتظاهر السبت 24 أكتوبر الآلاف من مناصري حركة "السلام الآن" اليسارية الإسرائيلية في مدينة تل أبيب تنديدا بانتهاكات اليمين المتطرف، وذلك في ضوء التوترات المتصاعدة بسبب تكرار اقتحامات الإسرائيليين للمسجد الأقصى. ونقلت "الجزيرة" عن حركة "السلام الآن" القول في بيان صحفي إن نحو خمسة آلاف من أنصارها شاركوا في المظاهرة، مرددين شعار "بيبي لقد فشلت، عد إلى بيتك" في تعريض برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو, كما حمل المتظاهرون لافتات كتب عليها "لا أمن بدون مسار سياسي"، و"نريد السلام وليس الحرب". ولفتت الحركة إلى أن مناصريها يتظاهرون احتجاجا على أعمال الحكومة الإسرائيلية وعلى انتهاكات اليمين المتطرف، داعية المجتمع الإسرائيلي إلى أن يختار لنفسه مسارا بديلا. وتعد هذه هي المرة الأولى التي تنظم فيها الحركة -المناهضة للاستيطان الإسرائيلي والداعية لقيام دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل- مظاهرة في إسرائيل منذ بدء الهبة الشعبية الفلسطينية مطلع الشهر الجاري. وشددت الحركة في بيانها على أن تحقيق أمن حقيقي وعيش مشترك بين الفلسطينيين والإسرائيليين مرتبط بتحقيق السلام عبر المفاوضات. وكانت مذكرة موقعة من مائة من الربانيين والكهنة اليهود صدرت تحرّم على معتنقي الديانة اليهودية الصعود إلى المسجد الأقصى على خلفية موجة عمليات الطعن والدهس, التي انطلقت بسبب الاقتحام المتكرر للمسجد. وتشهد الضفة الغربية والأحياء الشرقية من مدينة القدس مواجهات متصاعدة منذ مطلع أكتوبر، حيث تنشب مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي بسبب إصرار مستوطنين ومسئولين إسرائيليين على مواصلة اقتحام ساحات المسجد الأقصى تحت حراسة شرطة الاحتلال. وارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى أكثر من 50 بينهم 10 أطفال، وأصيب المئات بجروح, في هبّة الأقصى, فيما سقط أكثر من عشرة قتلى إسرائيليين، إضافة إلى جرح العشرات بهجمات نفذها شباب فلسطينيون في القدس والضفة وداخل الخط الأخضر.