هموم المواطن في الوطن مؤلمة ، لكن همومه في الغربة أشد إيلاما ، وكل من سافر أو هاجر يدرك ذلك الإحساس الفطري بدون شرح ، والرسالة التي أنشرها اليوم لبعض أبناء الجالية المصرية في النمسا ، يوضحون فيها حجم الآلام التي تسببها السفارة والعاملين فيها لهم ولأسر المهاجرين ، حتى بعد وفاتهم ، وأترك الرسالة بنصها ، لأنها كافية للبيان : الأستاذ .... ، السلام عليكم ، توفي الي رحمة الله احد الاخوة المصريين من مدينة زفتي بمحافظة الغربية اسمه ابراهيم العتريس وكان يعيش في فيينا وله أسرة . وصلنا خبر الوفاة ونحن بفضل الله نساعد في هذا الامر منذ اكثر من 20 عام ابتغاء مرضاة الله ولوجه الله وجمعيتنا الخيرية من تتحمل التكلفة بالكامل التي تتجاوز 4000 يورو ، ونحن بذلك نرفع اعباء من علي كاهل الوطن ونكرم الميت واسرته حتي لا يهان ولا تهتم السفارة به حيث انه حامل للجنسية النمساوية ، وان كان حامل للمصرية علي اهله احضار شهادة فقر ، يعني اهانة ومهانة ومذلة , وغني عن البيان أن المغترب يقضي عشرات السنين في غربته وهو يتحمل عادة اعباء اكثر من اسرة في الوطن يعيشون على حسه وما يرسله لهم من مساعدات، لذلك عند موته يكون غير موجود تكلفة الجثمان . تحملنا عشرات الحالات وانهينا اجراءات مئات الحالات ودفنا في النمسا مئات الحالات ,, للعلم هذا ليس عملنا ولكنه شرف نشرف بعمله ان نكرم الميت لانه فرض علينا توفي يوم الاثنين قبل الماضي مساء احد الاخوة في فيينا واسمه ابراهيم سليمان العتريس واتصل بي اصدقائه لمساعدتهم في انهاء الاجراءات ونحن لا نتاخر في هذا الامر وبدأنا من الثلاثاء 24.11.2015 صباحا نقسم العمل للاسراع بنقل الجثمان وكلفت شركة نقل الموتي وشركة الشحن واتصلت بالقنصلية بعد الظهر بالشخص المسؤل واسمه احمد واتفقنا ان يكون تشميع الجثمان يوم الخميس26.11.2015 بالمقبرة الاسلامية كالعادة الساعة الثالثة بعد العصر لان الجثمان سيصل من معمل التحنيط بعد الواحدة ظهرا ويعقبه في الثانية الغسل . الثلاثاء علي الساعة الثالثة والنصف بلغتني شركة نقل الموتي برفض شركة مصر للطيران نقل الجثمان وانهم لا يستطيعون تاكيد الحجز لصغر الطائرة وهم لا يستطيعون التاكيد لانهم لايعرفون حجم الشنط التي ستاتي مع الركاب . حاولت الاتصال بمدير مكتب مصر للطيران مرارا ويشهد موظفوه بذلك الي ان وصلت له عن طريق المدير المالي وتحدثت اليه ورجوته بعمل شئ فقال الطائرة صغيرة وغير مجهزة لنقل جثمان , فقلت له الجثمان اهم من الشنط فقال الامر ليس شنط وبعد محاولات فشلت معه وقال لي : لغاية مارس 2016 سيكون صعب نقل الجثامين لصغر الطائرات ، يعني نلقي المصري في البحر ؟! ، وتعجبت وغضبت من هذا الرد وطلب الاخوة الاتصال بالسفارة لعلهم يضغطوا عليه فاخبرتهم ان السفارة لا تهتم بهذه الامور وسنضيع فقط وقتنا واتصلت بشركة الشحن لتقوم بالتحويل علي النمساوية فطلب مني الانتظار قليلا لتلقي الرد وبعد ساعة ابلغني ستنقل الجثمان علي النمساوية وسنقوم بتكبير الطائرة وحمدت الله . الخميس الساعة 11.46 قبل الظهر اتصلت بي شرطة نقل الموتي وابلغتني ان القنصلية المصرية تطلب ان يرسل الجثمان للسفارة فابلغتهم الشركة الاتفاق ان التشميع في المقبرة الاسلامية وان الجثمان سيصل من التحنيط بعد الواحدة ولابد من ان يسلم في المطار حتي الرابعة والنصف لان السفر في العاشرة صباحا , وان من كلفهم ابراهيم وليس السفارة اذا من يعطينا التعليمات ويغير الامر ابراهيم , وطبعا هذا الامر لا يروق للسادة الذين يظنون انهم فوق البشر وقمت انا بالاتصال بالاستاذ احمد في القنصلية لأعرفه استحالة نقل الجثمان للسفارة بسبب ضيق الوقت وان المواعيد اتفق عليها منذ الثلاثاء , فقال في البداية الجثامين تحضر هنا فقلت له غير صحيح ان ارسل اليكم جثمان يكون من خارج فيينا وهو متجه للمطار يمر عليكم وانا اعرف كل حالة وفاة في النمسا , فقال انها تعليمات فطلبت ان اعرف من الذي اصدرها لاننا منذ عشرات السنين نفعل ذلك ومفيش مشاكل فما الجديد ، اصر علي موقفه فاتصلت بالسفارة وردت سكرتيرة السفير وقالت انه في اجتماع طلبت منها ابلغه لأهمية الأمر ووقعه السيء علي ابناء الجالية , وانا سانتظر نصف ساعة ومر اكثر من ساعة وشركة الشحن تريد ان تعرف ماذا تفعل فالوقت يمر . وطلبو مني الاستعجال فاتصلت مباشرة علي محمول السفير والذي قال لي الاتصال بالسكرتيرة واغلق التليفون وحاولت معه 3 مرات ولم يرد , اتصلت ثانيا بالقنصلية فطلبوا مني رقم تليفون اهله في مصر فاعطيتهم فما كان منهم الا ان اتصلو بالاهل في مصر وابلغوهم ان الجثمان لم تخلص اجراءاته بعد وممكن يتاخر يومين او اكثر , واتصل بنا الاهل الذين ينتظرون جثمان ابنهم في المطار وجن جنونهم , وهنا ادركت ان هؤلاء الناس لا تعنيهم حرمة ميت ولا معاناة اهل وعذابهم لموت ابنهم واتصلت بشركة الشحن لأبحث عن حل حيث فرغنا من صلاة الجنازة ولا يتبقي الا 70 دقيقة للتشميع والوصول لقرية البضائع , فعرضت علي شركة الشحن حل انهم ممكن يكلفو 2 موظفين بالانتظار حتي السادسة مساء ونتحمل نحن مصاريف العمل الاضافي فوافقت ووعدت بهدية للموظفين الذين تبرعو بهذه الخدمة واضطررت انقاذا للموقف ان ارسل الجثمان للسفارة واتنازل مراعاة لاهل المتوفي المنتظرين في مصر وحرمة له . وتحرك السائق الي السفارة ووصلني اتصال من الشركة انهم سيعودون بالجثمان حيث ان السفارة لا تسمح لهم بدخول فناء السفارة ويريدون فتح صندوق الجثمان في الشارع امام مدخل السفارة وان هذا مخالف للقوانين , وبالمصادفة كان هناك مجموعة من اصدقاء المتوفي ثارو لهذا الامر واصرو علي دخول الجثمان . وتم التشميع ووصل الجثمان بعون الله وجهد شركة الشحن وشركة نقل الموتي الي قرية البضائع , ووصل الجثمان ارض الوطن ودفن ووصلنا ان الاهل كانو في حالة غضب شديد في الوطن من فعل السفارة . الموضوع انتهي بهذه الحلول عن ذلك وهذه لن تكون المرة الاخيرة حيث الوفاة والاعمار بامر الله ماذا عسانا ان نفعل ان حدث التعنت ثانيا واصرار السفير خالد شمعة والقنصل محمد فرج علي ان يتم التشميع في السفارة , للعلم نحن نقوم بانهاء كل الاجراءات الادارية والشرعية والسفارة فقط اعتماد الاوراق وتشميع الصندوق وما نقوم به هو من صميم عملهم , بل نرسل سيارة خاصة لنقل الموظف من السفارة واعادته اليها بعد التشميع . لقد مر عينا سفراء وقناصل كثيرون ولم يتعنت احد مثل خالد شمعة , تعاملنا مع السفراء مصطفي الفقي وميرفت التلاوي وسامح شكري والدكتور ايهاب فوزي لم نري منهم الا كل عون وسرعة متناهية في انهاء الاجراءات وسؤالنا عن ايسر الامور . ختاما استاذ جمال , يمكن حضرتك تسال السفير وجدي ابوزيد من الذي أنهى اجراءات السفير صلاح جوهر وتسال السفير دكتور ايهاب فوزي من الذي انهي اجراءات دفن ابنة سفير مصر في ناميبيا التي دفنت في فيينا لان امها نمساوية ، اقصد ان التعاون كان قائما مع كل السفراء الا خالد شمعة الذي يتعامل مع المصريين هنا ، حتى وهم أموات ، على انه السيد وأنهم العبيد ، ويتعمد إعاقة عملنا الخيري بدلا من عوننا أو حتى شكرنا على ما نقوم به من جهد متطوع ، ونحن لا ننتظر شكرا من أحد ، لأننا نعمل ذلك لوجه الله وحده . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ابراهيم السيد روما