أثارت العمليات الإرهابية الأخيرة والتي ضربت الكثير من مناطق العالم وبالأخص باريس وأخرها سقوط ونسف الطائرة الروسية والتي أقلعت من مطار شرم الشيخ والتي أعلن مؤخراً أنها سقطت جراء عمل إرهابي فقد أثارت هذه الضربات الإجرامية حفيظة وحنق المجتمع الدولي شعوباً وقادة مما لحق بموجه عنف مضادة علي البلدان الإسلامية وخاصة الجاليات الإسلامية في دول أوربا بهؤلاء علي الدين الإسلامي الحنيف والتي تنسب هذه العمليات الإرهابية بأن الذين دبروها ونفذوها من مسلمين ولكن مما أثار حفيظتي هو التعميم في الجريمة وأثارني أيضا الحرية المزودجة واختلال المعايير لدي هذه الدول وخاصة فرنسا مدينة النور والحرية والأخاء والمساواة ولكن هذا لم يمنع أن تخرج أصوات رصينة وعاقلة لتدلي بدلوها في هذا المضمار ولقد استوقفني كثيراً رد الروائية " (جي كار رولتج) مؤلفة سلسلة هاري بوتر قالت هذه السيدة رداً علي التصريحات العدائية للميلياردير اليهودي روبرت مبرودخ والذي هجا وأدان المسلمين وأتهمهم بالتقصير في محاربة الإرهاب قالت " إذا كان المسلمون والإسلام يتحملون ما حدث في " شارلي ابيدو" فإن الغرب يتحمل مسئولية محاكم التفتيش " ولقد سخر الممثل الكوميدي الفرنسي " ديوني ميالا " من تظاهره باريس والتي أدانت الإرهاب وعلق عليها بتغريده علي الانترنت فقامت الشرطة الفرنسية باعتقاله بتهمة التحريض علي الإرهاب ثم هناك اصوات عاقلة أيضاً منهم الفيلسوف الفرنسي " ميشيل أونفراي وهو أحد الفلاسفة الفرنسيين المعاصرين" والذي قال خلال مقابله له علي التليفزيون الفرنسي وهو يعلق علي حادث ( شارلي ابيدو ) " أننا نحن الغرب نذهب إلي بلاد المسلمين وتتدخل في شئونهم وتقتلهم في أفريقيا أو بلدان شمال أفريقيا ثم عندما يدافعون عن أنفسهم تتهم بالإرهاب وقال أيضاً " إن المسلمين ليسوا مغفلين كما يظن الجميع في فرنسا وأوربا والعالم " وإن ما نفعله في بلادهم أكثر بكثير من قتل 10 أفراد ثم أردف قائلاً " إن المشكلة عنصرية فلماذا قلنا علي حادث شالي أبيدو إن الفاعل أرهابي ولم نضغط علي الجريدة لتوقف منشوارتها عن سب الرسول والإساءة له وللمسلمين ؟ انتهي وإنني أري ومنذ صعود الحضارة الغربية بعيش العالم عنفاً أسوداً بتحمل المسلمون النصيب الأكبر منه فعلي سبيل المثال لا الحصر إذا رجعنا للوراء نجد أن الاستعمار الفرنسي قام بقتل وتهجير 2 مليون من السكان في الجزائر وكانت الجزائر وقتها 4 مليون أي أن الاحتلال قتل نصف السكان ومن نافله القول نقول إن الترسبات النفسية لدي الغرب تجاه الإسلام والمسلمين ترسبت في العمق ومن زمن بعيد وإن المتتبع لتاريخ العلاقات بين الغرب والشعوب الإسلامية يلاحظ حقدا مريراً يملأ صدر الغرب حتى درجة الجنون ويصاحب هذا الحقد خوف رهيب من الإسلام وأهله إلي أبعد نقطة في التقسيمة الأوربية وبذلك يلاقي المسلمين في شتي أنحاء الأرض الظلم والاضطهاد ويدفعون ثمن هذه الأفعال الإجرامية والإرهابية والتي لم نعرف من وراءها ولا من يمولها حتى ينال من الإسلام والمسلمين حتى صدق أحد علماء المسلمين المعاصرين حين قال " تسعة أعشار الظلم تطبق علينا والعشر الباقي يتجول في أرجاء العالم ثم لا يجد مكاناً للمبيت إلا عندنا" ولكن نري أيضاً أن هواجس الغرب ومخاوفه تجهض أي محاولة للتقارب والتفاهم وأنني أري أنهم يعرفون أن الإسلام دين سلم وسلام ويحضرني قول علماؤهم ومفكريهم وكلماتهم المضئية عن الإسلام وها هو المستشرق الهولندي " هارد بان ربلافد " إذا يقول في أحد كتبه " الديانه المحمدية " إن ذلك الدين الذي انتشر انتشاراً واسعاً في أسيا وأفريقيا وأوربا ليس ديناً ما جناً أو ديناً سخيفاً كما يتخيل الكثير من الغربيين " ويقول " مايكل هارت " محمد أعظم سياسي في التاريخ استطاع توحيد القبائل العربية المتناحره وهدايتهم إلي الإله الواحد " ويقول توماس كاريل " بالإسلام أخرج الله العرب من الظلمات إلي النور وحولهم إلي أمه حيه متفاعله " كما أن للمستشرقة الإلمانية " زيغريد هونكة " الكثير والكثير مما ينصف العرب والمسلمين وأدعوا الجميع لقراءة كتابها القيم " شمس الله تسطع علي الغرب " وهناك الكثير من الكتاب والقادة والمفكرين في الغرب انصفوا الإسلام وقالوا فيه قوله حق ولكن يؤسفني أشد الأسف تلك الهجمات المسعورة والتي تتجدد بين الحين والأخر ضد العرب والمسلمين والاحتقان الدائم بينهما بفعل هؤلاء المدعين الإسٍلام ويقتلون بأسمه ويرعبون بأسمه وبين الأخرين المستفيدين بأحداث باريس وغيرها ويعتبرون أنفسهم محظوظين بهذه الجرائم والتي جاءت علي هواهم والتي قد يوظفونها لدعم مشروعاتها الاستراتيجية أو ضخ دماء جديدة في حملاتهم التعبوية والإعلامية ضد الإسلام والمسلمين وفي نهايته : أننا نشاهد ونري ونقرأ ما يكتب علي حال العرب والمسلمين وواقعهم المهين ونلاحظ الإحباط والقلق والاضطراب ولكن لا تثريب علي من يقرأ ويكتب ويشاهد هذا الواقع المرير ويحضرني في هذا المضمار قول " نزار قباني " يا من يعاتب مذبوحاً علي دمه ونزف شريانه ما أسهل العتبا من جرب الكي لا ينسي مواجعه ومن رأي السم لا يشقي كمن شرباً حبل الفجيعة ملتف حول عنقي من ذا يعاتب مشنوقاً إذا اضطربا ولله الامرين قبل ومن بعد
عضو إتحاد الكتاب الأفريقيين والأسيويين - سوهاج – أخميم -