لست متشائما ولا صاحب نظرة سوداوية، وإنما هو شعور كل محب لمصر يتمنى لها التقدم والازدهار والاستقرار.. هى مقدمة بسيطة قبل الدخول المباشر إلى ما أريد الحديث عنه والتأكيد عليه بعد تردى الأوضاع المعيشية للمواطن البسيط الذى ينحنى ظهره وتفنى حياته فى البحث عن لقمة العيش. لا شك ان الجميع على يقين بأن مصر تحتاج الى نفضة قوية وتطوير جذرى لإعادة بناء ما تم تدميره خلال السنوات الأخيرة الماضية.. وتحتاج الى تنمية حقيقية وخطوات عملية فعلية قابلة للتنفيذ على أرض الواقع تكون قادرة على إعادة التوازن إلى الشارع المصرى فى مختلف المجالات، وقادرة أيضا على تلبية متطلبات المواطن العادى ومن يعيش تحت خط الفقر الذين يتجاوز عددهم 14 مليوناً و400 ألف مصرى طبقا لتقرير معهد التخطيط القومى. ولكم أن تعلموا أن عدد الأطفال الذين يعيشون فى أسر تحت خط الفقر القومى بلغ 9.2 ملايين طفل وهناك 7.5 ملايين طفل معرضين للوقوع تحت خط الفقر القومى مستقبلا، وهذا العدد من أطفالنا يقع اليوم بين خطى الفقر الأعلى والأدنى وما يزيد على 22 مليون مصرى لأسر يقل إنفاقها الاستهلاكى عن قيمة «خط الفقر القومى» خلال عامى 2012و2013 طبقا لأحدث تقارير الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء. أما على صعيد التعليم «فحدث بلا حرج»، فارتفاع معدل الأمية فى مصر يعد السبب الثانى، بعد ارتفاع معدل النمو السكاني، لتدنى ترتيب مصر فى تقرير التنمية البشرية حيث تبلغ نسبة الأمية فى مصر نحو 35%، كما أن التعليم فى مصر يواجه بعض الاختلالات حيث تبلغ نسبة المبانى المدرسية غير الصالحة 21.4%، وكشف خبراء فى التعليم سر حصول مصر على صفر فى التعليم، بعد أن أصدر المنتدى الاقتصادى العالمى تقريره عن مؤشر التنافسية السنوى لعامى 2016/2015 فى مجال التعليم، واحتلت مصر المرتبة قبل الأخيرة لتسبق «غينيا»، على مستوى 140 دولة فى العالم هو ضعف الإنفاق، إضافة إلى تجاهل الحكومات المتتالية وضع إستراتيجية واضحة ومحددة للنهوض بالعملية التعليمية. أما الأوضاع الصحية فلا تحدثنى عنها.. فقد وصلت من السوء الى حد لا يمكن التعايش معه سواء على مستوى الخدمات الصحية المقدمة أو المنشآت الصحية التي لا ترقى الى ادنى المستويات المطلوبة وقلة عدد المستشفيات والاسرة حتى وصل الحال الى «22» سريرا لكل ألف مواطن والرعاية المركزة تواجه تحديا كبيرا بسبب عدم توافر القوى البشرية المتخصصة لتشغيل الطاقة الكاملة لها. عندما نطالع تلك الأرقام المخيفة نصاب بالهلع من القادم، فإصلاح الأوضاع يحتاج الى سنوات وسنوات ويحتاج ايضا الى خطط تطويرية يمكن تنفيذها على أرض الواقع، إلا أن تنفيذها يحتاج لحكومة قوية قادرة على تنفيذ القانون على الجميع تمتلك من القوة ما يؤهلها لتنفيذ الخطط والبرامج بكل شفافية، وتحتاج ايضا لشعب قادر على العمل والعطاء لتخرج تلك الخطط الى النور وتحقق اهدافها حتى لا نكون «محلك سر«.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل مكروه.
Twitter @hossamfathy66 Facebook hossamfathy66
Alanba email ID عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.