فجرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية مفاجأة جديدة مفادها أن المعلومات, التي تحدثت عن فرضية العمل الإرهابي, فور تحطم الطائرة الروسية في شبه جزيرة سيناء المصرية, والتي اعتمدت عليها بريطانيا لتعليق رحلاتها إلى شرم الشيخ, لم تتوصل إليها المخابرات البريطانية, وإنما حصلت عليها من دولة أخرى, لم تكشف هويتها. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 11 نوفمبر أنه كان يعتقد في البداية أن المخابرات البريطانية هي من اكتشفت معلومات ترجح فرضية العمل الإرهابي, إلا أنه اتضح بعد ذلك, أن بريطانيا حصلت على هذه المعلومات من دولة أخرى. وتابعت "مصادر بريطانية موثوقة أكدت أن دولة أجنبية هي من أمدت الحكومة البريطانية بالتقارير حول وجود اتصالات بين عناصر من تنظيم الدولة في سورياوسيناء تتعلق بحادث تحطم الطائرة الروسية". واستطردت الصحيفة " السلطات المصرية أبدت استياءها من تسرع بريطانيا في الإعلان عن فرضية العمل الإرهابي, وعدم مشاركتها المعلومات, التي حصلت عليها, بينما أشار مسئولون بريطانيون إلى أنهم أبلغوا بأن القاهرة أيضا أخذت علما بفحوى التقارير, التي تتحدث عن زرع قنبلة على متن الطائرة", حسب زعمها. ويبدو أن مفاجأة "الإندبندنت" تزيد الغموض حول حقيقة ما حدث, وتطرح تساؤلات كثيرة منها : لماذا سارعت "الدولة المجهولة" بإعطاء المعلومات للحكومة البريطانية, وليس الحكومة المصرية, وهل فعلا قامت بإبلاغ القاهرة بالمعلومات, كما جاء في تقرير "الإندبندنت", أم أنها كانت تراوغ في هذا الصدد بهدف إحراج مصر, وهل "الدولة المجهولة" هي إسرائيل؟. وكانت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية كشفت أيضا في تقرير لها في 9 نوفمبر أن المخابرات الإسرائيلية رصدت اتصالات لتنظيم الدولة "داعش" عن الطائرة الروسية, التي تحطمت في شبه جزيرة سيناء المصرية في 31 أكتوبر الماضي. وأشارت "سي إن إن" إلى أن المخابرات الإسرائيلية قدمت ما توصلت إليه إلى بريطانيا وأمريكا، لافتة إلى أن الولاياتالمتحدة تبحث مع مصر وروسيا إرسال فريق من المباحث الفيدرالية الأمريكية " اف بي آي", للمشاركة في التحقيقات. كما لفتت "سي إن إن" إلى أن المسئولين الإسرائيليين رفضوا التعليق على تقريرها, وأشارت إلى أن ثقة الولاياتالمتحدة في أن الطائرة الروسية سقطت بفعل "قنبلة إرهابية تتزايد"، حيث أكد العديد من المسئولين الأمريكيين أن هذا الاحتمال قائم بنسبة 99,9% , حسب تعبيرها. وكان وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أكد الاثنين 9 نوفمبر أن بلاده تمتلك معلومات استخباراتية ذات طبيعة حساسة بشأن تحطم الطائرة الروسية في سيناء, لم يتم تبادلها مع مصر "لأسباب واضحة". وقال هاموند :"لقد كانت بريطانيا من أولى دول العالم التي اتخذت قرارا بتعليق الرحلات السياحية إلى شرم الشيخ، وذلك بناء على المعلومات المتاحة لديها، وأيضا بناء على معلومات استخباراتية". وجاءت تصريحات الوزير البريطاني للصحفيين عقب انتهاء جلسة لمجلس الأمن الدولي بمقر الأممالمتحدة بنيويورك. لكن هاموند لم يكشف عن الأسباب, التي وصفها ب"الواضحة", لعدم تبادل تلك المعلومات الاستخباراتية مع مصر، واكتفى بقوله :"إن هناك آلافا من السياح البريطانيين الراغبين في الذهاب إلى شرم الشيخ لقضاء موسم الإجازات والأعياد, ونحن نأمل أن يتم ذلك في أقرب وقت". وتابع هاموند أن الاحتمال الأكبر لتحطم الطائرة الروسية يشير إلى قيام تنظيم الدولة, أو مجموعة قريبة منه بتهريب قنبلة إلى الطائرة. وأضاف أن بلاده تتطلع لاستئناف رحلاتها الجوية إلى شرم الشيخ بعد الاتفاق على إجراءات أمنية مع السلطات المصرية. وكانت الطائرة الروسية المنكوبة -وهي من طراز إيرباص 321- تحطمت في سيناء في 31 أكتوبر الماضي بعد دقائق من إقلاعها من مطار شرم الشيخ، وتبنى تنظيم الدولة إسقاطها، وهو ما رجحته عواصم غربية. وأعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما في 5 نوفمبر عن اعتقاده باحتمال أن يكون حادث تحطم الطائرة ناجما عن انفجار قنبلة على متنها. كما تبنى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الفرضية نفسها.