انتقدت مجلة "كاونتر بانش" الأمريكية المواقف الأوروبية إزاء ما سمتها الانتهاكات في مصر, وقالت إن الأوضاع في هذا البلد سيئة للغاية, وقد تتدهور للأسوأ, حسب تعبيرها . وأضافت المجلة في تقريرلها في 30 أكتوبر أنه "بينما يوجد حوالي 46 ألف معتقل في السجون المصرية, وجهت بريطانيا الدعوة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لزيارتها, وتغاضت عن الانتهاكات ضد المعارضين في مصر", على حد قولها. وتابعت أن بريطانيا كان لها نصيب الأسد من الاستثمارات الأجنبية في مصر في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك, وكانت تخشى تراجع هذه الاستثمارات, بعد وصول جماعة الإخوان المسلمين للسلطة. واستطردت المجلة "بريطانيا لا تهتم بحقوق الإنسان, وإنما بمبيعات الأسلحة والمصالح الاقتصادية, ولذا وجهت دعوة للرئيس عبد الفتاح السيسي لزيارتها بعد صدور حكم الإعدام ضد الرئيس المنتخب محمد مرسي", على حد قولها. وحذرت "كاونتر بانش", الدول الأوروبية, وعلى رأسها بريطانيا, من عواقب التغاضي عما سمتها "الانتهاكات" في مصر, مشيرة إلى أن أوروبا دفعت ثمن تجاهلها ما يحدث في سوريا وليبيا عبر تدفق آلاف اللاجئين إليها يوميا, وأن الأمور في مصر قد تتطور لما هو أسوأ بكثير, حسب تعبيرها. وكانت المتحدثة باسم الحكومة البريطانية دافعت عن زيارة السيسي المرتقبة, وقالت إنها ستتم قبل نهاية العام, حسب صحيفة "الجارديان" البريطانية. ونقلت الصحيفة في تقرير لها في 28 أكتوبر عن المتحدثة قولها :" لقد وجه رئيس الوزراء ديفيد كاميرون دعوة للرئيس السيسي لزيارة داونينج ستريت ومناقشة كيفية العمل معاً في القضايا ذات الاهتمام المشترك بما فيها كيفية مواجهة الإرهاب في مصر، وتحقيق الاستقرار في ليبيا". وأضافت"كلما كانت علاقتنا قوية, كان بإمكاننا عقد نقاشات صريحة وحول القضايا التي نختلف حولها، والحكومة ملتزمة بنشر النتائج الرئيسة لتقرير مراجعة أنشطة جماعة الإخوان المسلمين, وسننشرها بنهاية العام". وكانت "الجارديان" قالت أيضا في تقرير لها في 28 أكتوبر إن عددا من نواب الأحزاب والصحفيين وناشطي حقوق الإنسان في بريطانيا، طالبوا حكومة كاميرون بإلغاء زيارة السيسي المرتقبة للندن الشهر المقبل بدعوة من رئيس الوزراء البريطاني, على خلفية ما سموه الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان في مصر والإطاحة برئيس منتخب, في إشارة إلى الرئيس المعزول محمد مرسي .وأضافت "الجارديان" أن من أبرز الموقعين على الرسالة التي شملت 55 توقيعًا، نائب زعيم حزب العمال ووزير خزانة حكومة الظل في المعارضة العمالية جون ماكدونيل وديانا أبوت مسئولة التنمية في حكومة الظل، وكارولين لوكاس النائبة عن حزب الخضر، وأندرو ماري مسؤول طاقم "نقابة يونايت"، والكاتب والصحفي مايكل روزين، والصحفي في "ديلي ميل" بيتر أوبورن، والمخرج كين لوتش المؤسس المشارك لحزب الوحدة اليساري.