أعتبر الرباعي التونسي للحوار الوطني، أن جائزة نوبل للسلام للعام 2015 التي حاز عليها قبل أيام، "تحمل عدة رسائل، منها أن الحوار هو الوسيلة الوحيدة للوصول إلى السلام". جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده الرباعي التونسي، مساء أمس الخميس، في مبنى الفدرالية الدولية لحقوق الانسان في باريس، والذي عرض خلاله خطته المستقبلية للعمل في تونس.
ودعا رئيس رابطة حقوق الإنسان التونسية "عبد الستار بن موسى"، إلى التضامن من أجل تثبيت الديمقراطية، معتبرا أن الجائزة التي حصل عليها الرباعي "تحمل عدة رسائل، منها أن الحوار هو الوسيلة الوحيدة للوصول إلى السلام".
وأضاف "بن موسى" أن نوبل "كانت رسالة لدول الجوار وخاصة ليبيا، لأن السلاح لا يقود إلا إلى الخراب، والديمقراطية لا يمكن لها ان تكون قوية في مناخ يسوده الفقر والبطالة والاٍرهاب".
من جهته، اعتبر رئيس الهيئة الوطنية للمحامين "محمد فاضل محفوظ"، أن الرباعي حصل على مصداقية تاريخية في البلاد، بينما قال ممثل الاتحاد العام التونسي للشغل "سمير الشفي"، إن "للجائزة دلالة معنوية لا بد من التقاتها"
وتابع قائلا "كنا حريصين على السلام المدني في بلادنا وعلى تأمين الانتقال السياسي والاقتصادي (...) نحن بحاجة لتثبيت مبادئه لمقاومة الفقر والمديونية والتهميش لأننا مؤمنون أن الفقر والتهميش لا يتعايش مع الديمقراطية".
وردًا على سوْال للأناضول حول رأي الرباعي في ما يسمة ب "المصالحة الاقتصادية"، التي دعا إليها الرئيس التونسي "الباجي قايد السبسي"، قال "سمير ماجول" ممثل الاتحاد التونسي للتجارة، إن "الخطوة التي تقوم بها تونس في هذا الإطار جيدة، آملاً أن تعطي ثمارها من أجل انعاش الاقتصاد التونسي".
الرباعي الذي يتألف من أربعة ممثلين عن المجتمع المدني (الاتحاد التونسي للشغل، والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان، والاتحاد التونسي للصناعة و التجارة، والهيئة الوطنية للمحامين)، أكد انهم جميعا يمثلون المجتمع المدني ويعطون أهمية كبيرة لدور المرأة التونسية.
وكان الرباعي التونسي للحوار الوطني في تونس، فاز بجائرة نوبل للسلام، لإسهامه في بناء الديمقراطية في البلاد، بعد الإطاحة بالرئيس الأسبق زين العابدين بن علي عام 2011.
ويوم الجمعة الماضي، أعلنت لجنة نوبل فوز الرباعي بالجائزة، التي تبلغ قيمتها 8 ملايين كرونة سويدية (972 ألف دولار أميركي)، وستقدم في العاصمة النرويجية أوسلو في العاشر من ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
ووصل الرباعي التونسي، في وقت سابق أمس، إلى العاصمة الفرنسية "باريس"، تلبية لدعوة رسمية جهتها له الحكومة الفرنسية.
إلى ذلك، أقيم على شرف الرباعي التونسي، في "معهد العالم العربي"، ب "باريس"، حفل رسمي حضره كبار الشخصيات الفرنسية، وعدد من الشخصيات السياسية والعمالية والثقافية التونسية في فرنسا.
وعبر رئيس معهد العالم العربي، ووزير الثقافة الفرنسي السابق "جاك لانغ"، الذي افتتح الحفل، في مقابلة خاصّة للأناضول، عن فخره لاحتفاله بالرباعي، واعتبر أن هناك خطوات أخرى يجب إنجازها في الإطارين الاقتصادي والثقافي.
وأضاف "لانغ" الذي أمل أن يعمم النموذج التونسي على العالم العربي، أنه لا يمكن فرض الديمقراطية بالقوة، كما جرى في العراق، مثنيًا على التغييرات التي قامت بها بعض الدول العربية كالمغرب في مجال حقوق المرأة والانتخابات التعددية.
أما "حسين العباسي" رئيس الاتحاد التونسي للشغل، فقد سلط الضوء على وضع اللاجئين السوريين والعراقيين في تونس، داعيًا المجتمع الدولي إلى إلغاء الأسباب الحقيقية التي تقف وراء ما وصفه بمآساة العلم العربي "ووقف التسلّح الذي لا يحمل إلا هدفا واحدا هو وقف تقدم الديمقراطية التي انطلقت في العالم العربي عام 2011".
أما "وداد بوشاماوي" رئيسة الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة و الحرف التقليدية، فقالت للأناضول إنه "أمام الرباعي مسؤولية كبيرة بعد الجائزة التي تعتبر نتيجة عمل ضخم بينه وبين الأحزاب السياسية معتبرة أنها ستكون دفعة جديدة نحو المستقبل".
من جهته، قال السفير الفلسطيني في فرنسا "هايل الفاهوم" في حديث خاص مع الأناصول على هامش الحفل، إن "التجربة التونسية يمكنها أن تطبق في فلسطين و في بقية الدول العربية"
وتابع قائلا "هناك عدة مختبرات اليوم في العالم العربي أهمها في تونس و يجب مضاعفة الجهود من أجل إنجاح اشقاءنا في تونس"، معتبرا أن أي نصر لتونس هو نصر و نجاح لفلسطين، بحسب قوله.
هذا وتخلل الحفل مقتطفات موسيقية تحدثت عن الشهادة والحرية في سبيل الوطن ممجدة الشهداء