لم تعد المعارضة قاصرة على الإسلاميون فحسب، فبمرور الوقت اتسعت دائرة الرافضين لنظام 3 يوليو، حتى ضمت أكثر الفصائل كرها لجماعة الإخوان المسلمين وأكثرهما حبًا للرئيس عبدالفتاح السيسي، والذين تصدروا يومًا مشهد 30يونيو. منذ قدوم جماعة الإخوان اتخذ الفنانون موقفًا معاديًا لهم، وبادلتهم الجماعة نفس الموقف، وتوج هذا العداء بموقف غالبية الفنانين للإطاحة بالرئيس محمد مرسي في 3يوليو 2013. لكن الأمر لم يكن محل إجماع في الوسط الفني، إذ عبر أكثر من فنان عن معارضتهم للسلطة الحالية، وباتوا يشنون هجومًا على الرئيس عبدالفتاح السيسي، ومواقفه الأخيرة، والبعض بدأ هجومه مبكرًا عقب فض اعتصام رابعة مباشرة.
عمرو واكد اعتاد الفنان عمرو واكد، الهجوم على الرئيس عبدالفتاح السيسي، وانتقاد مواقفه بعد 3 يوليو، واستنكر موقف الإعلام تجاه النظام ووصف الإعلاميين بأنهم "أمنجية" قائلا: "مفيش حريات في مصر السيسي ووصفه بأنه "فاشل"، والمصريين في عهده عايشين في كرب، والإعلام كله أمنجية".
هشام عبد الله استنكر الفنان هشام عبد الله صمت البعض على ما حدث في ميداني رابعة والنهضة، مؤكدا أنها "مجزرة غير إنسانية وغير قانونية"، وكانت من الممكن أن تحدث في ميدان التحرير إبان ثورة يناير. وأكد عبد الله، في حوار له أن ما حدث في رابعة والنهضة مجزرة غير إنسانية وغير قانونية، وكانت من الممكن أن تحدث في ميدان التحرير ضد الشعب المصري، واستطاع النظام توجيه الكره ضد فصيل واحد ليتيسر تدبير تلك المجزرة.. المجزرة حدثت في حق الثورة أيضاً، وارتكبت ضد كل من شارك فيها، من اعتقال وقتل ومحاكمات تعسفية، حيث يتم الآن تصفية الثورة على مراحل، ويتم اتهام كل من تمسك بمبادئها بأنه إخواني وإرهابي، بحسب رأيه- مضيفًا أن "تمرد" كانت خدعة، ومبارك لا يزال يحكم مصر.
خالد أبو النجا يعد أبو النجا، أول من بدأ الهجوم على الرئيس عبدالفتاح السيسي، من الفنانين، عقب فض اعتصام رابعة مباشرة. وقال إن ما حدث في "رابعة العدوية" مثل نقطة تحول أساسية في الأحداث بعد الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي، مضيفا أنه رغم اختلافه في الرأي مع المتظاهرين في رابعة العدوية إلا أن فض الميدان بالقوة مثل خطوة إلى الوراء وأنه لا حل حاليا إلا بتنحي الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي. واعتبر أبو النجا الذي أيد الخروج على حكم الإخوان في 30 يونيو 2013 أن البلاد وصلت إلى حالة يرثى لها بعد تغيير السيسي لوعده وقراره الترشح للرئاسة وبسبب الفكر الأمني الذي يتبعه، معتبرا أن هذا الفكر "فشلٌ كاملٌ و خطواتٌ إلى الوراء. فالشعب المصري لن يتقدم إلا إذا تعلمنا من تجاربنا جميعاً". وقال إن الخروج في 30 يونيو كان هدفه "الثورة على إقصاء الآخر ومحاولة الاستيلاء على السلطات وفرض دستور دون توافق مما أنذر بحرب أهلية". وأضاف أن فض اعتصام رابعة العدوية حول "الظالم إلى مظلوم، فسياسات الأمن دوماً تفشل، سواءً في تهجير أهالي سيناء بداعي الأمن، أو حتى الزج بالإسلاميين المعتدلين في السجون، العنف لم ولن يحل الأزمة، بل سيعقد الحال". وأكد أنه لا يرى ضوءًا في آخر هذا النفق المظلم الذي جرنا إليه السيسي، سواءً بالفض أو الفكر الأمني الفاشل، ثم بلوى تكميم الأفواه لأي رأي مخالف” مشددا أنه على السيسي التنحي والاعتراف بفشل فكرة رجوع العسكر إلى سدة الحكم، ولا بد من إجراء حوار شعبي للمصالحة الوطنية يعترف فيه الإخوان والعسكر معاً بأخطائهم الدموية".