كلما لاح فى الأفق نور الاستقرار هبت رياح تنغص على مصر فرحتها، كلما اقتربنا من الاستقرار تحركت أصابع خفية لتشعل نار الفتنة،أياد خفية تعبث من خلف الاستقرار، أياد تعبث بمقدرات هذا الوطن، النار لاتولد إلا النيران ولا تحرق إلا الوطن من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه، أبواق تؤجج النار، وأفواه تهيج المشاعر، قدر من التفكير من أجل هذا البلد، كلما تقدمنا خطوة تراجعنا خطوات، قبل المرحلة الأولى كانت أحداث محمد محمود واليوم فى المرحلة الثانية نعود إلى نفس المربع،وكلما غُمَّ علينا الأمر نسبناه إلى الطرف الثالث وكأنه اللهو الخفى، أحداث ماسبيرو كان وراءها الطرف الثالث، اليوم يقف وراء هذه الأحداث الطرف الثالث، النيران التى امتدت إلى مجلس الشعب هى نيران موجهة لحرق مصر بأسرها وإهانة رمز هذا البلد، إن هذه الأيادى لاتنتمى إلى مصر، هناك تدمير لرمز حكومى، هناك إصابات نارية، لماذا هذا الحشد الهائل فى هذا المكان، لايمكن أن نتخيل بحال أن الذين صنعوا الثورة هم من فعلوا هذا، هذا أمر لا يصدق، ليسوا ثوارًا، إنهم متآمرون على هذا الوطن، أما الثوار الشرفاء فهم يحمون الوطن ومقدراته ، آن للشرفاء أن يقفوا فى وجه هذه المؤامرة، آن لنا أن نعرف الغث من السمين،حرائق تلتهب فى كل مكان،لابد أن نفصل بين البلطجة والثورة الحقيقية، الوطن مهدد فى استقراره، الاقتصاد يتراجع،السياحة تحتضر،الوطن على بركان يوشك أن ينفجر، لا أدرى من أين أتت عبوات المولوتوف التى رشق بها مبنى مجلس الوزراء، صيحات تتعالى عندما تشتعل النار فى المبنى، لمصلحة من حرق هذا الوطن، لماذا اشتعل الموقف بعد أن كان هادئاً، لماذا الفرحة العارمة لحرق مجلس الوزراء، لقد بت أشك أن هناك طرفًا لايريد لمصر أن تستقر، لا يريد لهذا البلد أن يتقدم للأمام،لايريدون لنا أن نعيش الديمقراطية ولا يريدون لمصر أن تتقدم، أين القانون فى مواجهة البلطجة؟ لو استمر الحال لانهارت الدولة، أقول للثوار الشرفاء هذا دوركم لتحموا مصر ولتحافظوا على صورتكم البهية ممن يحاولون أن يشوهونها لتلتصق بكم، لقد كانت ثورتكم التى أبهرت العالم سلمية فاقطعوا يد كل من يريد أن يحول مسارها ، آن للشعب بأسره أن يلتحم ويقف صفاً واحداً لحماية مصر لأنها أمانة فى أعناقنا جميعاً ، حمى الله الوطن من كل سوء. د.إيهاب فؤاد