من يحرك الفتنة؟.. ومن يشعل النار تحت الرماد؟ سؤال يطاردنى كثيراً طوال الساعات الماضية خاصة وأنه لا أحد يعلم الاجابة حتى من المحللين أو المختصين.. كيف يتحول حفل لتكريم بعض أسر شهداء الثورة المجيدة الى مسرح للعنف واعمال البلطجة؟ كيف تنتقل الاحداث سريعاً الى المعتصمين امام ماسبيرو ومنها الى ميدان التحرير ثم الاعتداء على وزارة الداخلية الأمر الذى اسفر عن اشتباكات مفتعلة وتصعيد غير مقبول؟ هل سأل احدكم نفسه لماذا كلما هدأت الاوضاع فى امر ما تعود الامور اكثر اشتعالاً بفعل فاعل... يا لها من احداث معقدة وغير مفهومة للكثيرين خاصة الذين يرددون أن التغيير يكون له مساوئ تتلاشى تدريجياً. فهل التغيير يدعو الى الانفلات والبلطجة ومحاولة زعزعة الاستقرار بشكل دائم؟. وهل كل من اعتدى او رفع صوته أصبح من الثوار وبأى منطق تكون تلك الحسابات المعقدة التى تجعلنا لانعرف حبيبنا من عدونا ومن الذى معنا ومن الذى ضدنا؟. هناك من يعرقل عمل المجلس العسكرى وهناك من يرفض جهود الدكتور عصام شرف ووزارته الباسلة التى تتحمل الكثير من أجل تسيير الاعمال فى تلك الظروف الصعبة التى لا تعرف متى تنتهى او حتى من أين تبدأ. لذلك أطالب الشرفاء والمحبين لهذا البلد التفكير بهدوء وعدم الانسياق وراء ما يتردد سواء بين العامة البسطاء أو من إعلاميين يركبون الموجة ويتاجرون بآلام الشعب، واعملوا ان هناك أيادى خفية تحرك الفتنة وتحاول ان تشغلنا عن التغيير الصحيح والبناء الاشمل .. تارة إطفيح وتارة أخرى إمبابة واعتصامات هنا وهناك واعمال عنف ونهب وسرقة فى كل مكان.. كل هذه الامور لم تكن من طبيعة المصريين والمؤكد ان هناك من يحرك البعض ويشعل نيران الفتنة مجدداً. ارجو ان ننتبه حتى لا نندم جميعاً فلو شغلتنا امورنا الشخصية عن الصالح العام وعن مستقبل ابنائنا سيضيع كل شىء ولن تنطفئ النار الا اذا غيرنا من انفسنا ورفضنا تجاوزات القلة التى لا تريد الامن والاستقرار لبلدنا.