حذر خبراء ومحللون عسكريون من وقوع صدام بين بعض فئات المجتمع والقوات المسلحة مؤكدين أن هذا الصدام نهايته ستكون كارثية وسيؤدى إلى تفتيت البلاد لصالح دول غربية لا تريد الاستقرار لمصر وتعمل لمصالح أمريكا وإسرائيل، خاصة بعد تخوفهم من صعود التيار الإسلامى وحصوله على أغلب مقاعد البرلمان فى الجولتين الأولى والثانية من انتخابات مجلس الشعب. وأشاروا إلى أن جميع الأحداث التى تشهدها مصر والتى تتسبب فى شحن الشباب وعدائهم للقوات المسلحة إنما ترجع إلى قيام أجهزة المخابرات الخاصة بتلك الدول بمحاولة إثارة الفتنة من وقت لآخر لتخريب الجيش وانهيار الدولة المصرية ويكون مصيرها مثل العراق وليبيا وجورجيا وغيرها من دول العالم. وطالبوا الشباب بعدم الانسياق وراء هذه القوى المخربة حفاظًا على أمن واستقرار البلاد. وقال اللواء صفوت الزيات الخبير العسكرى ل "المصريون"، إن ما يحدث فى مصر حاليًا مؤامرة بكل المقاييس وأبعادها إقليمية ودولية يشارك فيها شباب مغرر به يعتقد أن هجومه على قواته المسلحة نضال. وقال "للأسف ساهمت بعض الأقلام والقنوات الفضائية فى ذلك فعندما تخرج وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون تطالب القوات الأمنية فى مصر بعدم استخدام العنف مع المتظاهرين فهذا معناه أن الولاياتالمتحدة تتربص لمصر وبعدها تخرج الأممالمتحدة وتدعو دول العالم إلى عدم تصدير الأسلحة الخفيفة لبلدنا واعتقد أن هذا كله يندرج تحت اسم مؤامرة على مصر. وأوضح أن هدف الولاياتالمتحدة وإسرائيل حاليًا بعد صعود التيار الإسلامى تفتيت أقوى جيش فى العالم العربى الذى يتصدر الترتيب الحادى عشر عالميًا كجيش نظامى والسابع عشر كجيش عالمى متعدد القوى وهذا الجيش الذى نفتخر به جميعا يسبق كوريا وإسبانيا وباكستان واستراليا وتايلاند والأرجنتين والسعودية والسويد واليونان واسرائيل. وأشار إلى أن إسرائيل تهدف حاليا إلى تدمير هذا الجيش الذى أصبح هاجسا ، خاصة بعدما استطاعت عن طريق الغرب تدمير الجيش العراقى والليبى، مطالبًا بعدم منح الفرصة لهذه القوى لتدمير الجيش المصرى. وأكد أن المخابرات الأمريكية لها دور واضح فيما يحدث الآن بمصر وباقى الدول العربية، مشيرًا إلى أنها تستخدم أساليب رخيصة لإثارة القلاقل بحجة نشر الديمقراطية. وشدد على أن تخوف الحكومة المصرية فى محله لأن السياسات الأمريكية تكيل بمكيالين وأكبر دليل على ذلك أنها ساندت الرئيس العراقى الأسبق, صدام حسين, عندما كان يتوافق مع مصالحها وانقلبت عليه عندما تعارض معها ونفس الأمر حدث فى انتخابات أوكارنيا وجورجيا عندما ساندت رؤساء رفضتهم شعوبهم وخلعت رؤساء تم انتخابهم من شعوبهم، مشيرًا إلى أن ما يحدث الآن هو شغل مخابرات ولكن لابد أن تنتصر إرادة الشعب المصرى فى النهاية . وقال الخبير الأمنى, اللواء طلعت مسلم, "إن الإعلام الخاص معظمه يصنع صورة مختلفة لقواتنا المسلحة التى ضحت وستضحى بنفسها من أجل مصر إلى يوم القيامة، ورسمت للشباب صورة بأن قواتهم المسلحة معتدية عليهم وأنها تسحلهم وتقتلهم وهذا الكلام فى منتهى الخطورة لأن الثقة لو فقدت بين الطرفين سينتهى بنا المطاف لأوضاع كارثية والذى يرضى بحرق المؤسسات الحيوية دون محاسبة مرتكبيها فهو شريك فى هذا ومن يرضى أن يصاب فرد الأمن بأذى فهو شريك أيضًا. ولفت إلى أن انتخابات مجلس الشعب جعلت أطرافًا تريد سحب البساط من القوى السياسية التى فازت بالجولة الأولى والثانية وأن هذه القوى أشعلت الأحداث أمام مجلس الوزراء حتى تعود وتتصدر المشهد السياسى مرة أخرى بعد فشلها فى الانتخابات وأصبحت تحرك الاعتصامات والمظاهرات باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان فليس من المقبول أن التظاهرات والاعتصامات تعطل الدولة عن القيام بواجباتها والحكومة لمهامها وأكد أن السياسة الأمريكية لا تتغير بتغير الإدارات فقد قررت هذه السياسة نشر الفوضى فى البلدان العربية بأساليب وطرق ملتوية, وأخطرها استخدام القوى الصلبة والناعمة لتحقيق هدفين هما السيطرة على البترول وحماية أمن إسرائيل. ونوه بأن الإدارة الأمريكية نجحت فى عمل غسيل مخ لبعض الشباب بدعوى نشر الديمقراطية والاتصال المعرفى بتكنولوجيا الاتصالات والإنترنت وتوفير فرص عمل فى مراكز الأبحاث الأمريكية. وطالب الشباب بالابتعاد عن الصفحات المشبوهة المنتشرة على الفيس بوك والتى تطالب بالصدام المسلح بين الشعب والجيش لأن هذا البلد إذا سقط فسنسقط جميعًا معه وخاصة الشباب الذى يبدأ الحياة.