يَبني العقل السليم الناضج المجتمع السوي والأسرة الواعية والمدرسة المتطورة والتعليم البصير والإعلام الناضج الهادف ..المجتمعات المتطورة بنت نهضتها على العلم الصحيح والتعلم السليم..المدرسة تعلم ..والأسرة ترعى ..المجتمع يساهم ويشع .. والإعلام يراقب وينشر الوعي والثقافة البناءة و السليمة...هكذا تطورت الأمم وسادت الحضارات وانتصرت وهيمنت على العالم . ما يقع في بلداننا الإسلامية والعربية من تخريب وتدمير وفتنة وتناحر وطائفية وتمزق وتشريد ناجمٌ عن الفهم السقيم للدين والحياة وخلل بين في تكوين العقول وتربية الأنفس على المنهج القويم ..الخلل في المدرسة والجامعة والأسرة...مع الأسف الأسرة العربية والمسلمة يمكن أن تبيع بيتها أو سيارتها أو ترهن ما تمتلك لتعليم أبناءها لكنها في النهاية تجد أن أبناءها المتعلمين هم حملة شهادات لكن أميين تعليمهم سيء وفهمهم للحياة خاطئ وإدراكهم للمسقبل قاصر وغير مكتمل..مع الأسف مدارسنا غير مؤهلة تماما للتنشئة الاجتماعية الموزونة. المؤسف أيضا أن مناهجنا التعليمية بالية وعليلة...غيرمحينة وغير مدروسة بشكل صحيح..والكادر التعليمي ضعيف ويعيش حالة الفقر المدقع ..الفقر الاجتماعي والفقر المعرفي أيضا...ما زال المعلم والأستاذ في ذيل السلم الاجتماعي والمعرفي ..وفاقد الشيء لا يعطيه ..كيف نبحث عن تعليم صحيح والمؤطر منهك تعبان مهمش يشكو الفاقة و ويلهث خلف لقمة العيش بلا مأوى ولا قيمة اعتبارية..راتبه هزيل وقيمته الاجتماعية هابطة وثقافته المعرفية قديمة. ..لن تنجح عملية التنمية والتطوير والبناء والنهضة في مجتمعاتنا من دون إصلاح حقيقي لمنظومة التعليم بصفة شاملة متوافقة مع روح العصر الجديد.. .آخذة بأسباب النهوض وعوامل العودة والنجاح...إصلاح يؤدي إلى تعليم مستقيم و رفيع وناضج... ينتج المواطن الصالح المنتج المبدع والمبتكر... يكوٍن العقول الناضجة المؤهلة لخدمة المجتمع و قيادة الدولة والنهوض بالمجتمع وانتشال الأمة من التعب والتبعية والتخلف. * الجزائر