"ليسوا إخوانًا لكنهم متعاطفون" أحيانا يطلق عليهم "ربعاويين"، وآخرون يصفونهم بأنهم أنصار "الشرعية" كما هو متعارف، اختلفت المسميات والتوجه السياسي واحد، فهم بالطبع غير راضيين عن الوضع السياسي القائم في مصر الآن، وقد يعتبرون ما حدث في 3 يوليو انقلابًا على الشرعية لا ثورة شعبية، ومع ذلك يحاولون مسك العصا من المنتصف كما يقولون عبر الترشح في برلمان 2015 من خلف الستار. التقطت عدسات الكاميرا صورًا لعدد من المرشحين "الربعاويين"، فبدو يرفعون أصابعهم الأربعة وهم خارجون من لجان تقديم أوراق ترشحهم للبرلمان الخارج من رحم أحداث 3 يوليو. وانتشرت صور لأحد المرشحين وهو خارج من محكمة شمال القاهرة، يرفع شارة رابعة العدوية كعلامة للنصر، بعدما قدم أوراق ترشحه للبرلمان في اليوم الأول، فانتشرت على مواقع التواصل كالنار في الهشيم، على إثرها حذر أنصار 3 يوليو، من تنامي هؤلاء في المجلس القادم، والدخول للبرلمان من الأبواب الخلفية حسب وصفهم. كما طالب النشطاء من المؤيدين ل 3 يوليو، بنشر صورة الأشخاص التى رفعت صورة رابعة، لتحذير أبناء دائرته من اختياره، واتخاذ إجراءات منعه من الترشح . عقب الصور المتداولة خرجت دعوات تحذر من خطورة البرلمان القادم، مطالبين بحسن الاختيار، يأتي هذا في ظل تأكيد جماعة الإخوان المسلمين عدم خوض هذه الانتخابات بشكل كلى، ومعها في ذلك أغلب الأحزاب ذات الطابع الإسلامي كأحزاب الوسط والوطن والأصالة والبناء والتنمية وغيره. في هذا الإطار توقع الدكتور عمرو الشوبكي، البرلماني السابق ومقرر لجنة نظام الحكم بلجنة الخمسين، أن يخوض متعاطفون مع الإخوان سباق الانتخابات القادمة، مؤكداً أن البرلمان القادم يحتاج إلى نائب سياسي يلبي خدمات المواطن دون الاهتمام بالخدمات الشخصية. وأشار الشوبكي، إلى أن هناك مرشحين سيخوضون المعركة الانتخابية المقبلة بالوكالة عن أعضاء الحزب الوطني المنحل، موضحاً أن استغلال المال السياسي من جانب بعض المرشحين أحد أسباب امتناعه عن خوض الانتخابات. عن إمكانية خوض المتعاطفين مع الإخوان يقول سامح عيد القيادى الإخوانى المنشق، إن دخول الإخوان الانتخابات أمر مستبعد ولن يحدث، لكن ترشح بعض أعضاء الجماعة فلن يكون ذلك برضاء أو اتفاق مع الجماعة بل سيترشح بشكل فردى لأن دخول الإخوان يعنى الاعتراف بنظام لا تريد الاعتراف به. وأضاف عيد، في تصريحات صحفية أن الجماعة لن تدفع بأحد مرشيحها وتمر بأزمات ومشاكل داخلية كبيرة جدا ولن يسمح لها بأن تخوض انتخابات كما أنها لم تعد قادرة على الحشد وهناك مشاكل كبيرة بينها وبين قياداتها وشبابها. واستبعد عيد، دخول قيادات من الإخوان على قوائم حزب النور السلفى معتبرًا ذلك مستحيلا بسبب الخلافات بين الاثنين وخوف الدعوة السلفية وحزب النور من اقتران اسمهم باسم الإخوان ما يعرضهم لأزمة كبيرة. وفي السياق ذاته استبعد الدكتور خالد الزعفرانى القيادى الإخوانى المنشق، فكرة ترشح بعض الشخصيات الإخوانية للبرلمان المقبل، مضيفًا أن الجماعة تمر بأزمات كبيرة ومن الصعب أن تركز أو تجمع بعض رجالها للبرلمان وهناك متعاطفون قد يترشحون وتدعمهم لكن ليس عددًا كبيرًا. وأوضح الزعفرانى، أن الحديث عن تنسيق الدعوة السلفية وقيادات من الإخوان صعب نظرا للخلاف الكبير بين الطرفين ومن الصعب أن يتم الدفع بهم على قوائم النور.