اتهم "مشايخ الكرامة" (تجمع رجال دين دروز معارضين للنظام)،النظام السوري بالوقوف وراء عملية اغتيال عدد من "مشايخ الطائفة الدرزية"، أبرزهم وحيد البلعوس، بتفجير موكبهم في مدينة السويداء، جنوب البلاد، مساء أمس. وأوضح رجال الدين الدروز، في بيان صدر عنهم اليوم، واطلعت عليه الأناضول، أن "أهالي السويداء يرفضون وجود الفروع الأمنية وعناصر النظام في المحافظة، لذلك سوف يتم تشكيل غرفة عمليات للتنسيق بين المسلحين في محافظة السويداء (في إشارة إلى الأهالي يمتلكون السلاح) لتطهير المواقع العسكرية (من قوات النظام) والإشراف على حفظ الأمن فيها". من جهة أخرى أفادت مصادر إعلامية معارضة ل"الأناضول"، أن القوات النظامية انسحبت من معظم أجزاء مدينة السويداء، وانحصر انتشارها في المنطقة المحيطة بالمتحف الوطني، أو ما يُعرف ب "المربع الأمني" (تجمع مرتكز أمنية للنظام). وأضافت المصادر أن مسلحين يتبعون ل"مشايخ الكرامة" تمكّنوا من تحرير 9 سجناء من سجن الشرطة العسكرية في "السويداء"، بعد الهجوم عليه، أمس، في إطار ردود الفعل على مقتل "البلعوس". تأتي هذه التطورات بعد وقوع تفجيرين، أمس، في السويداء، استهدفت أحدهما موكباً ل"مشايخ الكرامة" على طريق "ظهر الجبل"، شرقي المدينة، حيث قُتل وجُرح عدد منهم، أما الانفجار الثاني فقط استهدف ساحة المشفى الوطني، بعد دقائق من نقل ضحايا الانفجار الأول إليه، ما أدّى إلى مقتل 33 مدنياً على الأقل، بينهم أطفال ونساء، فضلاً عن إصابة العشرات بجروح متفاوتة، بحسب مصادر محلية للاناضول. وشهدت محافظة السويداء قبل يومين، مظاهرات حاشدة ضد المحافظ، وقائد الشرطة، تطالب بإقالتهما وتحسين الأوضاع المعيشية في المحافظة. ويتعبر وحيد البلعوس، من أبرز أعضاء تجمع "مشايخ الكرامة"، وله عدة مواقف مناهضة للنظام السوري، في مقدمتها رفضه انضمام أبناء محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية، للجيش السوري، إضافة إلى مطالباته بمحاسبة عدد من مسؤولي النظام في المحافظة، وخاصة العقيد وفيق ناصر، رئيس فرع الأمن العسكري.