سول لهم الشيطان أن الانفلات الأمنى وانشغال أجهزة الدولة بالانتخابات خلق لهم الجو المناسب للعمل حيث استغل بعض تجار الآثار الفرصة وقام باستخراج نصف تمثال طوله 48 سم وعرضه 62 سم مكتوب عليه برموز فرعونية قديمة محرر "المصريون" قام بمغامرة صحفية لكشف تفاصيل صفقة البيع حيث انتحل صفة مشترى الصفقة كما ترويها السطور القادمة المشهد الأول : مكالمة هاتفية تلقيتها من أحد الأشخاص يطلب منى مشاهدة قطعة آثار حقيقية وأكد لى أنها غير مقلدة وطلب منى اصطحاب خبير آثار للتأكد من صحة ومعرفة تاريخ التمثال المشهد الثانى :على الفور بحثت بين المهتمين بالآثار عن خبير متخصص لكشف هذه القطعة وعلى علم بالحقبة الزمنية التى تعود إليها القطعة فدلونى على شخص اسمه رجب اتفق معى على الموعد وأتعابه التى تقدر فى الطلعة توجهت إلى الفيوم واصطحبت عم رجب حيث يقيم وعليه انطلقنا إلى قرية بنى مر بالمنيا وهى مصدر الصفقة . المشهد الثالث :وسط الحيطة والحذر كان أصحاب القطعة فى انتظارنا .. وهم مقيمون بمنزل ريفى تبدو عليه ملامح البدائية المطلقة ؛ وينم عن حياة فقيرة جدًا التفت من حولى فوجدت عددًا كبيرًا من الأطفال الصغار كأنى سائح هبط من سيارته إلى البلدة المتواضعة كان صاحب القطعة مختبئ ولم يقابلنى فى البداية حتى تأكد أننى التاجر ولست مندثًا له من قبل المباحث واستقبلنى أبناء عمومته الذين كانوا على قدر من الجراءة .تناولنا كوبين من الشاى الصعيدى فى الغرفة الخارجية ثم نقلونى إلى غرفة بداخل المنزل غير التى يجلس فيها الضيوف لمشاهدة القطعة ... وفوجئت بعدد من القطع الأثرية المغلفة من الأتربة والرمال.ثم قام عم رجب بوضع سائل اسمه "الكداب" استخرجه من جيبه ووضعه على القطعة فلم يتغير لونها مما يؤكد أنها قطعة أثرية غير مقلدة فابتسم لى عم رجب وهى إشارة كنا متفقين عليها فى حالة إذا كانت القطعة حقيقية ؟ رجعنا بعدها إلى غرفة الجلوس وجلسنا قرابة الساعة والربع نتناقش فى السعر ,ثم اتفقنا على شراء قطعتين أولهما التمثال المكسور نصفه وهو من حجر الجلمود النادر الذى يوجد أصلا بقرية اسمها عرب منشأة سليمان مركز إطفيح جنوبالجيزة ثم استخراج عدد كبير من التماثيل من نفس نوع هذا الحجر هذا التمثال المدفوع يقدر ثمنه ب142 ألف دولار بعد مشاورات طويلة مع البائعين والذين كانوا يتمسكون بمبلغ 150ألف دولار,والثانى بلحة زئبق يغطيها حجر البازاك الأخضر وهو أغلى أنواع الأحجار الكريمة هذه البلحة لا يتعدى وزنها ال200 جرام والتى يقدر ثمنها ب100 ألف دولار وأكد لنا البائعون أنه إذا نجحت هذه الصفقة فى الشراء ومواعيد التسليم سوف تكون بداية لشغل كثير , وهو ما يعنى أن لديهم أكثر من قطعة من قطع الآثار . المشهد الرابع :اطمأنوا إلى وبدأوا يتحدثون معنا بصدر رحب واتفقنا على أن أغادرهم وأعود إلى القاهرة لإحضار مبلغ التأمين والذى بموجبه يتم الشراء . أما عن طريقة التسليم فعلى المشترى أن يقوم باصطحاب ثلاثة سيارات جيب شروكى بها وحدة إغلاق من الداخل وأن يكون التسليم على الطرق الزراعى بين القاهرة والمنيا .وكان تعقيبى أنا والمشترى ما الذى يؤكد صحة وسلامة القطع الأثرية التى يتم عليها دفع المبلغ خاصة وأنها سوف تسلم دون كشف نهائى فقد يحدث تبديل القطعة الأثرية كنوع من الغدر والغش إلا أنهم رددوا بأننى على علم كامل بمكانه وأنهم لا يرغبون فى شىء سوى المبلغ فقط .. المشهد الخامس :رجعت إلى القاهرة بعد أن قمت بتوصيل عم رجب الفيوم وعلمت أنهم اتصلوا بعم رجب دون علمى.. فاتصلت بهم للمعاتبة على هذا التصرف خصوصًا أننى المشترى فجاء ردهم أنها احتياطات أمنية فقط فقمت بتسجيل الاتفاق على الصفقة بينى وبين إبراهيم وهو وثيق الصفقة وعندما شعر إبراهيم بتأخيرى قليلا عن موعد التنفيذ فاقترح على أن أستعين بالشريك إن لم تتوافر كل المبالغ معى. وعلى الفور طلب منى أن أتوجه إلى مكتب الدكتور زكريا عزمى رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق لمقابلة شخص اسمه الدكتور نايف صديق زكريا عزمى ومدير مكتب صفوت الشريف ويستعين به كشريك أو إحضار شريك له.فسألته لماذا لم يعرض عليهم من البداية هذه الصفقة وانفرد بالعمولة وحده دون شريك فأخبرنى أنه لا يملك علاقات خصوصًا وأننى أفهمته أننى تاجر متمرس فى هذا الأمر من جانبنا مضى على القضية على مكتب الإدارة العامة بمباحث الآثار إنقاذا لتاريخ مصر من الذين يبيعونه لمجرد الحصول على مبالغ مالية .