يصر البعض على أن يحدد الإخوان المسلمون, والتيارات الإسلامية الأخرى موقفهم من مسألتى الولاية العامة ل"المرأة" و"الأقباط"!.. لا تمر مناسبة إلا ويُطرح هذان الملفان وباتا أكثر إلحاحًا بعد أن بينت نتائج انتخابات الجولة الأولى، أن الإسلاميين يتجهون إلى حسمها لصالحهم. الأسئلة الخاصة ب"المرأة" و"الأقباط".. هى امتداد لذات الأسئلة "الغبية" التى تطرح على التيار الإسلامى، بشأن موقفه من تأسيس أحزاب شيوعية فى مصر حال وصل إلى السلطة.. فهو سؤال افتراضى يفتش عما "يحرج" الإسلاميين وليس عمّا "يطمئن" النفوس القلقة مما يصفونه ب"الدولة الدينية". لا يجرؤ أحد, مثلا, على أن يطالب بتأسيس أحزاب نازية فى ألمانيا أو فى إيطاليا أو فى الولاياتالمتحدة.. لكل دولة "مُثُل سياسية عليا" وأسقف للحريات السياسية استقر عليها ضميرها العام حتى فيما يتعلق بشرط الدين والمذهب الدينى فى من يتولى رئاسة الدولة. مصر ليست "بدعا" عن العالم.. وبالتالى فإن مثل هذه السؤال هو نوع من "التحرش" لصك أفيهات معروفة تتعلق بتصنيف التيار الإسلامى باعتباره يتبنى نموذجًا سياسيًا طائفيًا يعتمد على الفرز الدينى, وهو "تصنيف" يمكن أن يُسحب حتى على دول ديمقراطية غربية كبرى تشترط أن يكون رئيسها كاثوليكيًا أو بروتستانتيًا أو أرثوذكسيًا وما شابه.. بدون أن يتهمها أحد بالطائفية أو بالدينية أو بالطالبانية وغير ذلك من مسميات تشبه طلقات الرصاص التى يطلقها الإرهابيون على المسالمين فى الشارع. أما موضوع المرأة.. فهى مسألة مازالت محض جدل بين المؤيدين والمعارضين فى كل دول العالم.. كان آخرها هيلارى كلينتون عندما قررت خوض الانتخابات الرئاسة الأمريكية حيث تعرضت لحملات عاتية من المجتمع الأمركى "الذكورى" والذى بدا وكأنه يشعر ب"الإهانة" إذا حكمته "امرأة" وإن كانت من عائلة رئاسية مارست الحكم ثمانية سنوات متتالية. جزء من محنة مصر الحقيقية ربما يكون فى تفشى "ثقافة البغبغاوية" فى المجتمع العلمانى المتطرف فى مصر.. والذى ما انفك ينتج ويعيد إنتاجًا ويثرثر فى قضايا لا تستهدف أبدًا تأصيل "بيئة تراحمية" وإنما "صراعية" لا يوجد فيها إلا الصياد "العلمانى" والفريسة "الإسلامى".. المهم أن يظل الأخير هدفًا دائمًا فى ميدان الرماية. [email protected]